رغم الجائحة.. دار الأوبرا المصرية تنتصر للفنون

ما يقرب من ٣ سنوات فى الوفد

دائما ما تؤكد دار الأوبرا المصرية، التى تعد منارة الثقافة والفنون والآداب، أنها أقوى من أى أحداث مأساوية تعصف بالبلاد، ففى الوقت الذى غابت فيه رسالة الفن عن البلاد المتأثرة بجائحة كورونا، أضاءت مسارح الأوبرا أنوارها وفتحت أبوابها للجمهور الذى يرى فى ساحاتها وأروقتها ملاذًا آمنًا لأحلامه وتطلعاته. كان للأوبرا السبق فى إعداد مسارحها وفقًا للاجراءات الاحترازية التى أقرتها منظمة الصحة العالمية لاحتواء الفيروس، لمواصلة رسالتها السامية فى منح الجمهور جرعات ثقافية وفنية من خلال فنونها المختلفة، للوصول بالثقافة لكل بيت مصرى وهى الطموحات والأحلام التى وضعتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة نصب أعينها وتمضى وفقا لها بهدف الارتقاء بالذائقة الفنية فى المجتمع ونشر الابداع بين جمهورها.

وصل عدد الفعاليات التى أعدتها دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر خلال عام 2020 حتى وقتنا هذا، إلى 872 فعالية فنية وثقافية متنوعة كان منها 138 على المسرح الكبير، 138 على المسرح الصغير، 108 على مسرح الجمهورية، 109 على مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية)، 55 على المسرح المكشوف، 74 بمسرح أوبرا دمنهور، 77 بمعهد الموسيقى العربية، هذا إلى جانب 43 حفلًا احتضنهم مسرح النافورة الذى تم تشييده خصيصًا ضمن خطط وزارة الثقافة لتجاوز جائحة كوفيد 19 وشهد إقبالًا جماهيريًا واسعًا، 29 حفلًا لفعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته 29، بالإضافة إلى 30 صالونًا ثقافيًّا وأمسية شعرية و53 معرضًا للفنون التشكيلية منها 28 بقاعة الفنون التشكيلية صلاح طاهر، 25 بقاعة زياد بكير بالمكتبة الموسيقية.

وشاركت دار الاوبرا المصرية فى مشروع وزارة الثقافة الخاص بالمسارح المتنقلة الذى يطوف ربوع مصر بـ18 حفلًا، وشاركت أيضا فى حفل افتتاح فعاليات بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية.

ونجحت دار الأوبرا فى استضافة عدد من العروض لدول اجنبية وعربية منها النمسا، تشيللى، روسيا، الفلبين، باكستان، فلسطين، سوريا وتونس.

كما قدم اوركسترا القاهرة السيمفونى فى موسمه الـ 62 تحت اشراف المدير الفنى المايسترو احمد الصعيدى 31 حفلًا متنوعًا على مختلف مسارح الأوبرا تضمن مجموعة من أشهر المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية العالمية إلى جانب أعمال المؤلفين المصريين التى تنتمى إلى القوالب الكلاسيكية.

وولم تقف الأوبرا مكتوفة الأيدى تجاه العروض التى ظلت حبيسة المسرح الكبير، منها عرض أوبرا عايدة، الذى خرج ولأول مرة من بيته الكبير إلى مسرح النافورة الذى يمكن إدارة الأوبرا من تطبيق الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، حيثُ قدمت فرقة أوبرا القاهرة تحت اشراف مديرها الفنى دكتور إيمان مصطفى بمشاركة باليه أوبرا القاهرة باشراف مديرها الفني أرمينيا كامل، ليلتين لأشهر مقتطفات أوبرا عايدة. وهو العرض الذى نال إشادات واسعة ما دفع إدارة الأوبرا للتفكير فى التجول به داخل ربوع مصر.

كما قدمت فرقة أوبرا القاهرة، أيضا 19 حفل جالا ضمت مقتطفات متنوعة من أشهر الأوبرات الكلاسيكية والاغانى العالمية إلى جانب اوبرتين هما عايدة والحفل التنكرى كما شارك جميع المغنين بالفرقة فى احتفالات أعياد الكريسماس والعام الجديد.

وتألقت فرقة الرقص المسرحى الحديث تحت اشراف مديرها الفنى وليد عونى بـ 4 عروض مميزة هى سيرينا حورية البحر، أعمق مما يبدو على السطح، ديفيليه 19 واخناتون غبار النور.

كما قدمت فرقة فرسان الشرق للتراث تحت إشراف مديرها الفنى الدكتور عصام عزت انتاجها الجديد ايزيس الشرق وأعيد تقديم عرض الفلكور والعصور.

أما اوركسترا اوبرا القاهرة تحت إشراف المدير الفنى المايسترو ناير ناجى قدم 40 حفلا شارك خلالها فى عروض فرقة الاوبرا والباليه.

أيضًا اشرف البيت الفنى للموسيقى والاوبرا والباليه برئاسة الدكتور خالد داغر على اقامة 145 ريسيتال موسيقى وغنائى لمجموعة من الفنانين والموسيقيين والفرق المصرية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور.

وفى اطار اهتمام دار الأوبرا المصرية بإحياء التراث الموسيقى العربى والحفاظ عليه من الاندثار، أعدت سلسلة حفلات وهابيات وكلثوميات، إذ قدمت فرق الموسيقى العربية التابعة للأوبرا 109 حفلات متنوعة.

وفى ظروف استثنائية صعبة، خرجت الدورة الـ29 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، بكامل قوتها دون التأثر بأزمة الوباء.

وبرزت السهرات الرمضانية خلال هذا الموسم بحفلات لأشهر نجوم الغناء وبلغ عددها 14 سهرة موسيقية وغنائية متميزة لمجموعة من الفرق ونجوم الموسيقى والغناء فى مصر.

وتباشر وزيرة الثقافة بنفسها، الاعمال الانشائية بواحة الثقافة فى 6 أكتوبر والتى تمثل مركزا ثقافيا يضم مسرحا مكشوفا يتسع لـ 1200 مشاهد، إضافة إلى عدد من المبانى لخدمة كافة العروض الفنية وهى مبنى لصالات تدريب الباليه والموسيقى وقاعات للفنون التشكيلية ومبنى للورش والمخازن إلى جانب مجموعة مبانٍ للخدمات والمخازن ومساحات لانتظار السيارات تتسع لعدد 500 سيارة.

وفى اطار التحول الرقمى بدات الاوبرا بالفعل تنفيذ مشروع رقمنة محتويات المكتبة الموسيقية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذى يهدف إلى تحويل المدونات الموسيقية والكتب والتسجيلات الصوتية والمرئية ورفعها على وحدات تخزين ضخمة ومؤمنة لضمان الحفاظ عليها وعلى جودتها تمهيدا لطرحها للجمهور إلى جانب تحويل مطبعة دار الأوبرا إلى مطبعة رقمية حديثة.

وكذلك تواصلت اعمال مشروع تطوير مسرح المنصورة، كما يجرى حاليا الاعداد للاحتفال بمئوية مسرح سيد درويش بالإسكندرية وتنظيم فعالية فكرية بمناسبة مرور 40 عاما على وفاة الراحل صلاح عبد الصبور.

شارك الخبر على