المجلس الأعلى للمرأة يكرس أفضل ممارسات دعم تقدم المرأة

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

 تعـد المبادرة الملكية السامية بإنشاء المجلـس الأعلـى للمـرأة قبل عقدين من الزمان مـن المكتسـبات الكبـرى التـي أثمـرت عـن المشـروع الإصلاحي والمسـيرة التنمويـة الشـاملة فـي عهـد حضـرة صاحـب الجـلالـة الملـك حمـد بـن عيسـى آل خليفـة حفظه الله ورعـاه، وإضفاء الطابع المؤسسي للجهود الداعمـة لتقـدم المـرأة فـي مملكـة البحريـن، وذلك في انطلاقة جديدة لمسيرة المرأة البحرينية تزامنت مع دخول البلاد في مرحلة جديدة من الإصلاح والتحديث الوطني بقيادة عاهل البلاد المفدى الذي حمل في طياته طموحًا متجددًا تكون المرأة فيه الشريك الجدير في إدارة الوطن.

وقادت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة آنذاك هذه الجهود عبر التشاور من أجل إنشاء آلية وطنية لتحويل التطلعات الملكية السامية إلى واقع جديد لتعزيز تقدم المرأة البحرينية وتعظيم إسهاماتها المتسقة مع بداياتها المبكرة في النهضة الوطنية، وبادرت سموها إلى عقد العديد من الاجتماعات واللقاءات التشاورية  مع فعاليات وشخصيات نسائية ومؤسسات مجتمع مدني معنية لإنشاء كيان نوعي يختص بشؤون المرأة البحرينية على الصعيد الرسمي، ويتفق مع الخصوصية البحرينية المنطلقة من احتياجاتها.

وجرى رفع المرئيات الوطنية التي نتجت عن تلك المشاورات إلى جلالة الملك المفدى، حيث تفضل جلالته بإصدار أمرا ساميا في العـــام 2001 بإنشاء المجلس الأعلى للمـرأة، يتبـع جلالته مباشــرة وترأســـه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالته، ويضم 16 عضوة من الشخصيات النسائية العامة وذوات الخبرة في شؤون المرأة والأنشطة المختلفة، يمثلن كافة أطياف المجتمع البحريني.

وبنـاء علـى هذا الأمـر السـامي يختص المجلـس الأعلـى للمـرأة باقتراح السياسـة العامـة فـي مجـال تنميـة وتطويـر شـؤون المـرأة فـي مؤسسـات المجتمـع الدسـتورية والمدنيـة، وتمكيـن المـرأة مـن أداء دورهـا فـي الحيـاة العامـة مـع مراعاة عـدم التمييز ضدهـا، ووضـع خطـة وطنيـة لنهـوض المـرأة والتوصية باقتراح تعديـل التشـريعات المتعلقـة بالمـرأة. ويعتبر المجلس الأعلى للمرأة المرجع لدى جميع الجهات الرسمية فيما يتعلق بشؤون المرأة، ويختص بإبداء الرأي والبت في الأمور المرتبطة بمركز المرأة بصفة مباشرة أو غير مباشرة وعلى كافة الجهات الرسمية أخذ رأيه قبل اتخاذ أي إجراء أو قرار بذلك.

وعمــل المجلــس الأعلــى للمــرأة منــذ إنشــائه فــي العــام 2001 علــى تحقيــق سلســلة مــن الأهــداف والغايات ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمــرأة والأســرة البحرينيــة علــى حــد ســواء، حيــث قــام المجلــس بتقديم توصيات تـم ترجمتها إلـى أوامـر ملكيـة سـواء بإصدار أو تعديـل القوانيـن عبر القنوات الدستورية والسلطة التشريعية أو باتخاذ تدابير وقرارات وزارية عبـر السـلطة التنفيذيـة.

وينسب الفضـل الكامـل لهـذا الإنجـاز فـي تاريـخ المـرأة البحرينيـة للرؤيـة الثاقبـة لصاحـب الجـلالـة الملـك حمـد بـن عيسـى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعـاه، وصاحبـة السمـو الملكـي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسـة المجلـس الأعلـى للمـرأة حفظها الله، والمبادرات السـامية بتبنـي العمـل المؤسسـي لشـؤون المـرأة وتحديـث السياسـات اللازمـة للتنفيـذ علـى أرض الواقـع.

أولا: النشأة والتأسيس 2001-2004

وتنفيذاً لاختصاصاته، عمــل المجلــس الأعلى للمــرأة علــى وضــع مشــروع خطة وطنية للنهوض بالمرأة البحرينيــة، منــذ الــدورة الاولــى فـي الفترة 2001 – 2004 بالشــراكة والتعــاون الفاعــل مــع جميــع الجهــات مــن أصحــاب الاختصـاص المعنيــة بشـؤون المــرأة، وبــدأت مرحلــة الإعداد للاستراتيجية بإنشاء عشر لجــان متخصصــة تضــم ممثليــن ومختصيــن مــن جميــع الوزارات والمؤسسات الرسـمية والقطــاع الخــاص ومؤسسات المجتمــع المدنــي وممثلي المنظمــات الدوليــة فــي البحريــن. وتـم تدشين الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية فـي العـام 2005 واعتمادهـا مـن قبـل جلالـة الملــك المفــدى حفظــه الله ورعــاه فــي ســابقة لــم تشــهد مثيلا لهــا مجتمعــات الخليــج العربــي و المنطقـة العربيـة، كأول استراتيجية نوعية معنية بشؤون المرأة تعتمد من رأس الدولة، والتـي كانـت بمثابة خارطة الطريق التي ترافقـت مـع بدايـة العمـل المؤسسي للمجلـس، وبـدأ العمـل الفعلـي فـي ذلـك بتنظيـم مؤتمـر بعنـوان "المـرأة شـريك جديـر فـي بنـاء الدولـة ونموها" في العام 2004 شـارك فيـه ممثلـون عـن جميـع المؤسسـات الرسـمية والقطـاع الخـاص ومؤسسـات المجتمـع المدنـي المعنيـة، أسفر عنـه وضـع الخطـة الوطنيـة لتنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية 2007-2012.

الخطة الوطنية لتنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية 2007-2012

عملــت اللجــان المتخصصة علــى تحويــل الاستراتيجية الوطنيــة إلــى خطة تنفيذية ضمــت ســبع محاور رئيسية هي اتخـاذ القــرار، التمكين الاقتصــادي، الاستقرار الأســري، المجتمــع المدنــي، التعليــم، الصحــة، البيئـة، وكانت بمثابة وثيقـة العهـد التي اعتمدها المجلـس منهجا لعملـه، وبـدأ المجلـس الأعلـى للمـرأة بالتــدرج فــي تنفيــذ أولوياتــه التــي ركــزت علــى محــاور الاستقرار الأســري، والتمكين الاقتصادي والتمكين السياسي للمرأة إلــى جانــب تنفيــذ برامــج التوعيــة والتدريــب فــي المحـاور الأخــرى.

وبذلك أعتمــد المجلــس الأعلى للمــرأة الخطة الوطنية لتنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية رسـميًا فـي 6 فبرايـر مـن عـام 2007 واعتبـرت الوثيقة الأساسية لعمـل المجلـس، واستمر العمـل فيهـا منـذ عـام 2007 لغايــة عــام 2012. وتتويجا لجميــع تلك الجهود والمبــادرات، وتفعيــلا لتطويــر السياسـات والآليات لمحاور الخطــة التنفيذيــة وخصوصا محــور اتخـاذ القـرار الذي انبثق منــه ضرورة إدماج احتياجات المــرأة فــي جميــع المجالات، عقــد المؤتمـر الوطنـي الأول للمرأة البحرينية فـي نوفمبـر مـن عـام 2010 تحـت عنـوان "دمـج احتياجات المـرأة فـي التنميـة.. دور الجهـود الوطنيـة".

مراجعة الخطة الوطنية

وفـي مايو 2011، قامـت الأمانـة العامـة للمجلـس الأعلـى للمـرأة باتخـاذ الخطـوات التنفيذيـة لمراجعـة وتقييـم الخطـة الوطنيـة لتنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة البحرينية 2007-2012 باعتبارها وثيقـة ومرجعية وطنيـة تحمـل فـي طياتها الرؤيـة العامـة للدولـة لتحقيـق تكافـؤ الفـرص بيـن الجنسـين، مـن خـلال دراسـة وتحليـل مـا تحقـق مـن إنجـازات علـى أرض الواقـع، والوقـوف علـى أبـرز التحديــات والمعوقـات، ليبـدأ انطلاقتـه برؤيـة أكثـر طموحـا تتضمـن آليـات تعتمد الملكيـة الوطنيـة لمفرداتهـا، وفـق منهجيات مدروسـة قائمـة علـى الشـراكة فـي بنـاء التحالفـات، وبصـورة تضمـن إدماج احتياجات المـرأة فـي عمليـة التنميـة، وتعتمـد علـى قيـاس الأثـر والغايـة المسـتهدف تحقيقهـا والتـي تـؤدي إلـى إحـداث تغييـر نحـو الأفضـل فـي أداء وتوجهات وقيـم الأفـراد أو المؤسسـات أو المجتمـع بشكل مستدام.

الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية 2013-2022

بنــاء علــى نتائــج التقييــم، بــدأ المجلــس الأعلى للمــرأة مراحــل عمليــة تحديــث الخطــة الوطنيــة مــن خــلال فكر وقيـم التميـز، والإنطـلاق مـن منهجيـة النهـوض بالمـرأة إلـى منهجيـة نهـوض المـرأة بذاتهـا مسـتفيدة لما يهيئه لهـا المجتمـع مـن فـرص التدريـب والتوعيـة والتنميـة، معتمـدة علـى قدراتهـا، ومسـتلهمة أهدافهـا مـن قناعـات واعيـة وتميـز الأداء المؤسسي لتحقيـق الأثـر المستدام.

وبعـد المباركة الملكيـة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعــاه، تــم إعــادة إطلاق الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية 2013-2022 كخطـة واضحـة المعالـم بـأدوات تقييميـة ومؤشرات قيـاس دقيقـة لرصد وتتبع أوضـاع التنميـة فـي قضايا المرأة. وتهدف الخطة بمختلف مجالاتها إلى ضمـان الاسـتقرار الأسـري فـي إطـار الترابـط العائلـي، وتعزيز قــدرة المرأة علــى المســاهمة التنافســية فــي مســار التنميــة القائــم علــى مبــدأ التــوازن بيــن الجنسـين، وإدمـاج احتياجـات المـرأة فـي التنميـة بمـا يحقـق لهـا فـرص التميـز فـي الأداء والارتقاء بخياراتهـا نحـو جـودة حياتهـا والتعلـم مـدى الحيـاة مـن خلال التكامـل مـع الشـركاء والحلفـاء فـي العمل المؤسسـي ليكـون المجلـس الأعلـى للمـرأة بالتالي بيـت الخبـرة الوطني المتخصص في شؤون المرأة. وبالتالي انتقل المجلس الأعلى للمرأة من مرحلة النهوض بالمرأة إلى مرحلة نهوض المرأة، وبرؤية قائمة على الشراكة المتكافئة لبناء مجتمع تنافسي مستدام.

يشار إلى أنه؛ وتحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يحتفي المجلس الأعلى للمرأة هذا العام ٢٠٢١ بمناسبة يوم المرأة البحرينية والمتزامنة مع مرور ٢٠ عاماً على تأسيسه كصرح وطني معني بمتابعة تقدم المرأة البحرينية، حيث تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس حفظها الله، باعتماد موضوع يوم المرأة البحرينية تحت عنوان "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية.. مسيرة ارتقاء في وطن معطاء"، ويأتي هذا التقرير ضمن سلسلة تقارير تبرز أبرز محطات المجلس خلال عشرين عاماً على إنشائه.

شارك الخبر على