عضو الأزهر للفتوى على المسلم أن يحقق التقوى لتحقِّق الغاية الأسمى من الصِّيام

ما يقرب من ٣ سنوات فى الوفد

قال الدكتور إسماعيل عبدالله، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله عز وجل عندما فرض الصيام خاطب عباده قائلا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، فرغب الله تعالى المؤمنين في الصِّيام بالنِّداء بالإيمان؛ لتثمر التَّقوى في القلوب لِعلَّام الغيوب، لذلك على المسلم أن يحقق التقوى في بيته، وفي عمله، بل في كل مناحي الحياة؛ لتحقِّق الغاية الأسمى من الصِّيام لا مجرد ترك الطَّعام والشراب.

اقرأ أيضًا..بماذا ميز الله الصائمين عن غيرهم

وأضاف عبدالله في حديثه للوفد أن هدى رمضان أنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه ، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْر)أخرجه الترمذي فعلموا أولادكم وبناتكم هذا الدعاء، وشجعوهم على حفظه، وَذَكِّرُوهم غُرة كل شهر عربي بقوله صلى الله عليه وسلم.

وتابع عضو الأزهر للفتوى: فالصيام يربي في الإنسان الصبر على تحمُّل المشقة، ومكابدة الطاعة، والصبر عن فعل المعصية، والصابر موعود بالجزاء الحسن من الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10].

وأكمل: أيضا من هدى رمضان الاقتصاد والتوسط، فهما صفتان من صفات الأنبياء، وكذلك من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم : (السَّمْتُ الحَسَنُ -أي المظهر الحسن-وَالتُّؤَدَةُ -أي التمهّل والتأني- وَالاِقْتِصَادُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)أخرجه الترمذي، فهيا بنا نبتعد عن الإسراف في رمضان، ونُحيي سنة التوسط والاعتدال.

وأشار إلى أن من هدى رمضان أيضًا، أن الصيام يربي في الإنسان خلُقَ الجود والإنفاق، وذلك حينما يشعر الصائم بالفقير والمحتاج، ولهذا كان الصائم مدعُوًّ لصرف المال في وجوه الخير، كما كان حال النبى صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقد صح عنه أنه كان في رمضان أجودَ بالخير من الريح المرسلة.

وذكر أن الصيام شهر الفرقان، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿شَهْرُرَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِالْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، [البقرة: 185]، فيجب تخلث الصائم بأخلاق القرآن الكريم، لا يُعب طعامًا، ولا يُقلل من جهد الأم أو الزوجة أو من أعدَّ الطعام في رمضان، بل نجازِه بالدعاء وقول المعروف، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ) متفق عليه .

واختتم قائلًا: تعلم من القرآن كيف يربي في الإنسان فضيلة الشُّكر، فحينما يتذوق الصائم طعمَ الشبع بعد الجوع يُدرك نعمة الله تعالى عليه فيشكرها، وبالشكر يُخلف الله علينا بالمزيد؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7]، وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ) رواه: الترمذي، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فهيا بنا نُحي سنة التصدق والإنفاق ولو بالشيء اليسير؛ فالصدقة طُهرة للصائم وزكاة لماله، وسعادة له في الدنيا والآخرة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على