لهذه الاسباب ستدين محاكمة رئيس الجمهورية صانعيها (بقلم سمير مسره)

ما يقرب من ٣ سنوات فى تيار

رأيت من واجبي الوطني والنضالي الطويل كمواطن لبناني شريف ان انزع قناع الخداع والحقد والانتقام عن وجوه بعض الشخصيات السياسية والدستورية التي تريد ان تحاكم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متهمة" اياه بخرق الدستور. بمعزل عن مضمون العريضة التي استند عليها اصحاب الاتهام والطريقة الغير دستورية اصلا" لتنفيذ مفاعيلها، اقول لهم انكم، من خلال هذه الخطوة، تدينون انفسكم  قبل ان تدينوا الرئيس وذلك لسببين اساسيين:
 
اولا"، لانكم لا تتمتعون بسيرة ذاتية تشع منها قييم العدالة، والصدق، والشجاعة عندما كان لبنان بامس الحاجة اليها في الاوقات العصيبة من الوصايات، والاحتلالات، والهيمنات، ونهب واردات الدولة لما يزيد عن اربعة عقود. لماذا لم نسمع اصواتكم آنذاك عندما فرض على لبنان اتفاق الطائف الذي انجب نظاما" بثلاث رؤوس يسمح بكل شيء ويعطل كل شيء؟ هل كنتم خائفين؟ هل كان ضميركم المهني كحراس على الدستور وتطبيقه نائما"؟ لماذا سكتم ايضا" عدة مرات عن الخروقات الدستورية التي ارتكبها بعض الرؤساء منهم مثلا" الرئيس فؤاد السنيورة الذي لم يرف له جفن عندما اصر على بقاء حكومته رغم سقوط ميثاقيتها بغياب الوزراء الشيعة؟ اخيرا"، اي مبادرة قمتم بها من موقعكم الدستوري والسياسي للدفاع عن مؤامرات افقار شعبكم الا اذا كنتم انتم من المحظوظين الذين استثنيتم منها؟
 
 
ثانيا"، لان شكل صياغتكم للاتهامات، اتت فاضحة"، مبطنة"، ومليئة" بالنيات السيئة. كيف لا وانتم اخترتم عن سابق تصور وتصميم الخروج على الاعلام لاعلانها على الملأ بطريقة دعائية، رخيصة، استفزازية، شعبوية. لقد طرحتم هذه المسألة البالغة الاهمية في البازار السياسي لتبييض سمعتكم ولتأجيج الصراعات بين اللبنانيين، بدل ان تكونوا منسجمين مع رسالة مهنتكم، التي تحتم عليكم العمل بصمت وتجرد بعيدا" عن الايحاء باحكامكم المسبقة.
 
اما وقد اخترتم سلوك هذا الطريق، فالشعب الآدمي يقول لكم امضوا فيه، واعطونا ما هو الافضل لديكم من دون ان تفرحوا وتهللوا باكرا" لان الامور تقاس بخواتيمها. لاتنسوا ان فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ليس يتيما" لا بقضيته المحقة، ولا بشعوره الوطني، ولا بعمله الدؤوب، ولا بعمقه الاخلاقي، ولا بصموده النضالي، ولا بشعبه الشجاع والآبي. ولا تنسوا ايضا" انكم لستم ابرياء على الاطلاق من ويلات وطننا بل غارقون فيها حتى اعناقكم.
 
واخيرا"، من الناحية الشخصية، يهمني ان اتوجه الى كبيرنا وحبيبنا الدكتور انطوان مسره لاقول له بكل احترام، ان صوتي العالي النبرة هو مخالف لصوتك، ويستنكر مشاركتك في التوقيع على العريضة، مما ينزع عنك وعني الحق في التمثيل الحصري لعائلة "مسره" العزيزة والكريمة في مشروعكم المشبوه. 

شارك الخبر على