“تقدم بطيء” في محادثات النووي الإيراني بفيينا
حوالي ٣ سنوات فى البلاد
تواصلت المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني أمس السبت في فيينا بجلوس كلّ المشاركين إلى الطاولة نفسها، إثر تصاعد التوتر نتيجة رفع طهران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 %. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن “اللجنة التي يرأسها الاتحاد الأوروبي استأنفت أعمالها على المستوى السياسي غداة نقاشات ثنائية وبين الخبراء”.
وأوضح أنه شارك فيها “ممثلون عن الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيران”.
وسيترأس الاجتماع إنريكي مورا نيابة عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل. وبحسب البيان، سيقيم المشاركون المناقشات الجارية حول احتمال عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال لتلك الخطة من قبل جميع الأطراف.
ويهدف الحوار إلى تحديد عقوبات يجب على واشنطن إلغاؤها وتدابير يجب على طهران اتخاذها للعودة إلى الالتزام بالاتفاق.
من جهته، تحدث السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف عبر تويتر عن “تقدم بطيء لكن مستمر”، فيما نقلت وسائل الإعلام الإيراني عن المفاوض الإيراني، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قوله إن اللقاء يرمي إلى “تقرير طريقة ونسق” مواصلة النقاشات. وقال عراقجي “قررنا عقد جلسة أخرى للجنة المشتركة بعد ظهر اليوم (أمس) لمراجعة الوضع والاستماع إلى تقرير مجموعات العمل ثم اتخاذ قرار حول شكل ووتيرة استمرار المحادثات”.
وبدأت إيران الجمعة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 %، ما يمثل التراجع الأهم حتى الآن عن بنود الاتفاق الذي أبرم في العاصمة النمساوية العام 2015 مع القوى الكبرى.
واشنطن تتفاوض بشكل غير مباشر
وعبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أسفه لأن قرار إيران لا يُساعد “إطلاقا” في إنهاء الجمود، لكنه أضاف أن واشنطن “راضية لرؤية أن إيران تُواصل المشاركة في المناقشات”. وتتفاوض الولايات المتحدة وإيران بشكل غير مباشر بوساطة الأوروبيين.
وفي إيران أعلنت السلطات أمس السبت أنها حددت هوية المشتبه به بتفجير منشأة نطنز النووية.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني تقريرا أكد فيه أن السلطات حددت هوية المشتبه به، المدعو رضا كريمي.
وأضاف أن الرجل فر من إيران قبل انفجار الأحد الماضي الذي ألقت إيران باللوم فيه على إسرائيل. وشدد على أن “الخطوات اللازمة والقانونية لاعتقاله وإعادته إلى البلاد جارية”.
وكانت إيران أعلنت سابقا أن المشتبه به كان يعمل ضمن الفرق الهندسية في المنشأة.
كما اتّهمت يوم الإثنين الماضي إسرائيل بالتورط في الهجوم الذي وقع الأحد متوعدة إياها بـ “الانتقام”، وبتكثيف أنشطتها النووية في أوج الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين السلطات الإيرانية والقوى الغربية العام 2015. والأربعاء، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفتشيها زاروا مصنع نطنز بعد التفجير.
إسرائيل: تصعيد الهجمات أم تهدئة مع ايران؟
وسط تبادل الاتهامات بين طهران وتل أبيب، وتحميل كل من الجهتين مسؤولية هجمات وقعت مؤخرا للطرف المقابل، تدرس إسرائيل على ما يبدو خياراتها. فقد أفادت القناة الـ 13 الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، حضرا اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، أمس السبت؛ لمناقشة ما إذا كان ينبغي تنفيذ المزيد من الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أم أنه ينبغي اللجوء إلى الهدوء.
كما أشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، يؤيد اتخاذ “نهج نشط” واحد تجاه إيران، لكنه في الوقت عينه يخشى أن يؤدي الحديث عن هذه القضية، بالإضافة إلى الإضرار بأمن إسرائيل، إلى وضع الأميركيين في موقف “حرج”، ويجعل ضبط النفس وعدم الانتقام أكثر صعوبة على إيران.
يشار إلى أن القناة الـ 12 الإسرائيلية كانت أفادت أن حكومة بايدن طلبت مرارا من إسرائيل الامتناع عن التعليق على إيران خلال الأيام القليلة الماضية. وأضافت أن البيت الأبيض أكد في رسائله على أن التقارير المستمرة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن إيران أعاقت المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق نووي جديد.