مسرحية "وجود" لجلجامش ... المينودراما النائمة المستيقظة

حوالي ٣ سنوات فى البلاد

انتزعت مملكة البحرين ممثلة في مسرح "جلجامش" الميدالية البرونزية والمركز الثالث في مهرجان قرطاج الدولي للموندراما بمسرحية "وجود" من تأليف كاظم مؤنس وسينوغرافيا وإخراج الفنان جمال الغيلان، وتمثيل الفنانة ريم ونوس.

لقد وصل المخرج الصديق جمال الغيلان بهذا العرض إلى أبعد حدود الإبداع بتقديمه الجمال والحقيقة الأسمى وكذلك التكنيك مع سائر الأدوات الفنية من سينوغرافيا وموسيقى، وكانت هناك قوة جديدة لا توصف تسيطر على هذه المينودراما النائمة المستيقظة، فكل ما يقال فيها يكشف ويخفي في نفس الوقت مصادر حياة غير معلومة، وإذا أصابتنا في بعض الأحيان دهشة، فلتذكر دائما أن روحنا تبدو لعيوننا الضعيفة من أكثر القوى جنونا
اعرف الفنانة ريم ونوس وشاهدت لها من قبل أكثر من عرض مسرحي، تبهرك في الأداء والعواطف والاستغراق والتأمل والاختلاجات النفسية واستخراج المعنى الحقيقي للنص، والابتعاد عن المفاهيم الكلاسيكية في التمثيل.

فنانة تتمتع بموهبة ومزايا فريدة من نوعها تجعل المتفرج يعيش الحدث بفصول مترابطة متلاحقة مباشرة عن مسرحية "وجود" وصف خالد ياسين الأحمد من العراق العرض بأنه صور إنسانيه تبدأ إطلالتها بحالة هذيان بين الدين والدنيا، إيقاع الموالد ورقص تعبيري للغانيات يقطعه، موعد الأذان، موعد الفصل بتوقف وكأنه صعقة  كهربائية حقيقية أيقظتها، شعرنا كأنها انسابت إلى أجساد المشاهد حولها وعلى أثرها أفاقت بحالة من الوعي تروي فزعها وحلمها بأسلوب سردي تارة وحوار ثنائي تارة أخرى.

فالاختطاف جسدته بشكل رائع وهي مكبلة القيود عاجزة ومتشبثة باللحاق بالأمل من جديد إن كان  بصيص ضوء أو صوت أقدام من بعيد، حيث تزامنت تلك المقدمات التصويرية مع الموسيقى في كل فرح وفزع، وقد تمركزت هي وسط الخشبة باعتبارها مركز الحدث والحياة، تدور في ذات  المحيط للدائرة التي تسورها الجمهور. وتلك الدائرة أتقن فيها المخرج "الغيلان" استخدام حركة الممثل فيها وبأدوات الإضاءة المتقنة وعلى بساطتها كانت معبرة من خلال درجات اللون الموجه لبقعة الممثل لفت الأمل بلون والحيرة بلون  آخر، وكل ذلك اعتمد على أداء حركي متقن من الممثلة "ونوس" التي نفذت بحرفي رؤية المخرج  ورسم كل الفعل الدرامي ولم يكن في متناولها سوى حركة الجسد وأداء الصوت وشال أبيض رمزيا تناوب في كل لحظة للتعبير عن الصورة التي أرادها  المخرج لمونودراما إنسانية، موظفا كل أدوات العرض، الموسيقى والإضاءة وأداء الممثلة التي حقيقة كانت مرتكزه الأساس في قدرتها للتنقل من حال إلى حالة وبتمكن وأريحية بارزة في الأداء وفي حدود المكان والزمان، إلا ان الاثنين كانا معا يشكلان أكبر مساحة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على