علاج ثلاثي لإفاقةالأسودمن انتكاسة المونديال..حلّ الوطني واعتمادالأولمبي والتوأمةالفنيةبشرط المستشار

حوالي ٧ سنوات فى المدى

قضى أسود الرافدين على الفرصة الأخيرة، لإحياء أمل المونديال الميت منذ اختتام مرحلة الذهاب، وأعلنوا عدم استحقاقهم حتّى ركوب قطار الملحق المؤدي إلى موسكو، مؤكدين أنهم غير جديرين بالثقة، ولا يمكنهم أن يسمحوا لأنفسهم أو لغيرهم أن يضحك على مشاعر العراقيين ويطلقون "كذبة" جديدة بتحسين الأداء وتلميع الصورة في المباريات المتبقية، فقد فات الموعد وتأخر الحساب ولا مجال لتسويف النكسة بعدما غدت الهزائم الخمس "أم النكات" على شفاه النقاد المغرضين.. ومحللي الصدفة!طار "الأخضر" برزقه المستحق، وعرف مدربه الهولندي مارفيك سرّ النقاط الأشهر في رحلة التصفيات، فأوعز ليحيى الشهري، أن ينهي عذابات جري العراقيين بلا كرة ولا هدف، وكأنهم يلعبون لوحدهم من دون "معلّم" ليختتم لعبة مشهد تبادل زملائه الكرة 18 مرة من دون انقطاع أمام عجز تام للأسود، وأرسلها في غفلة محمد حميد السارح عن مرماه، لتتهاوى في الشباك مثل مرسال ملهوف فجّر الأفراح في مدرجات ملعب الجوهرة، الذي أضاء طريقهم صوب المونديال، بينما أطفأ مصباحنا الأخير، لنستمر تائهين في ظلمة اتحاد اللعبة "القائد بلا قرار" ومدرب يعتز بشخصيته أكثر من مهمته، ويعد الاعتراف بالفشل ضربة موجعة لها، فالتزم بجملة واحدة (أعدكم القادم أفضل) وهي ترجمة حرفية لـ(لن استقيل وحقّي محفوظ)!قانونياً، يمتلك المدرب راضي شنيشل، الحق كله في مقاضاة اتحاد كرة القدم لتسديد حق الشرط الجزائي في حال تمت إقالته نتيجة إقصاء منتخبنا الوطني من تصفيات المونديال، وتعدد هزائمه وحصاده أربع نقاط فقط، من سبع مباريات وعدم وضوح ستراتيجية المنتخب، مثلما أفصح عنها راضي، بعزمه بناء فريق جديد يتصاعد مستواه من مباراة لأخرى، وإذا بنا نرى العكس يتصاعد في دقائق معينة ويتدهور بقية الوقت، ليخسر خمس مرات ويتعادل مرة واحدة، مع ثبوت عدم تطوير أغلب اللاعبين مستوياتهم وفقدانهم اللياقة البدنية في ثلثي الشوطين الأخيرين (30-45) و(75-90) والأهداف الصادمة كثيرة خلال الدور الحاسم هذا أو قبله أو اثناء عمل المدربين السابقين، ممن راهنوا على العناصر ذاتها وأضاعوا الفوز بين هذه الأوقات.قانونياً كما أسلفنا، الحق مع راضي، لكن فنيّاً، لا يمكن قبول المستوى والنتائج والاستمرار وفق قناعة المدرب وملاكه التدريبي، وحتّى الاتحاد الذي يعلم الجميع بانقسام اعضائه بخصوص مدى نجاعة استمرار الملاك نفسه من عدمه، لاسيما أن جميع الانتقادات التي تتناول المدرب ليست شخصية، فمكانته يعتز بها جميع العراقيين دون استثناء، حتى وإن غضبوا لإخفاقه في صناعة منتخب قوي من ركام أزمات البلد، بدليل أن انسحابه من تدريب نادي قطر لتوالي الهزائم وتراجع مركزه أحزن متابعيه ووقف الإعلام الرياضي الوطني معه، مطالباً برد الاعتبار له ومنحه الثقة الكبيرة، ليؤكد أنه في المنطقة الفنية الملائمة لكفاءته وعقليته وخبرته، فجاء قرار إناطته المنتخب مداوياً لجرحه في الاحتراف واستحقاق لا شك فيه، إلا أن الضغوطات كانت أكبر مما يتحملها، وكان الانهيار يحصل تدريجياً والإعلام الرياضي يعي النتيجة مسبقاً، وهضم مرار الوداع، لكنه وقف داعماً وراء المنتخب وأسهم بوضع كل ما من شأنه خدمة المدرب عبر طروحات مدربين كبار، أمثال أكرم سلمان وجمال صالح وعدنان درجال وحارس محمد، محاولة منهم لإنقاذ مصير المنتخب، بينما لم تنفع وعود رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود، بأن الأمل موجود ولا يأس مع الأسود!اتحاد كرة القدم يعاني ورطة كبيرة لم يتعظ منها كل مرّة، وأعني عدم جدولة الحقوق المتبادلة في أصل العقد بينه وبين المدرب راضي شنيشل، والتي كانت سترفع عنه ثقلاً مادياً كبيراً، لو أنه تعامل مع محتوى العقد بواقعية مستمدة من عدم الاطمئنان لظروف التصفيات، وإني لأعجب كيف يصرّ رئيس الاتحاد على أن، القبول باستمرار راضي أمر مفروغ منه، حتى نهايته عام 2019 بعيداً عن نتائج اللعبة كونه مقتنعاً تماماً، بأنها غير مأمونة ولا يحتاط للمحافظة على المال العام ويضمّن قناعته هذه في شروط واضحة وصريحة، بأن عمل المدرب يخضع للتقييم كل مرحلة وتُقبل التسوية الوديّة بين الطرفين في ضوء النتائج ؟! للخروج من الورطة هذه، كون اتحاد الكرة غير قادر على اتخاذ قرار إقالة المدرب لخواء ميزانيته وخشية محاسبته لاحقاً، بإبرام اتفاق مع مدرب لم يُكمل مهمته ومطلوب منحه مبلغ العقد كاملاً لإخلاله بالاتفاق من طرف واحد، ولغرض المباشرة بالفعل على وضع اللبنة الأولى لمنتخب وطني سليم بالأعمار والأفكار، نقترح أن يتم حلّ عناصر المنتخب الوطني مع الإبقاء على 5-7 منهم لا أكثر ممن يتحلّون بالخبرة والحيوية والتكيّف في أكثر من مركز لدمجهم مع المنتخب الأولمبي المشكّل عناصره من المدرب عبدالغني شهد، ويتم اعتماد التوليفة لـ(الخدمة المزدوجة) لتكملة منافسات التصفيات المتبقية أمام اليابان في 13 حزيران وتايلاند في 31 آب والامارات في 5 ايلول، وتعد تلك المباريات بمثابة استعداد مثالي لاستحقاق تصفيات القارة تحت 23 عاماً التي تضيّفها السعودية من 19 لغاية 23 تموز المقبل، وكذلك تحضير مناسب لدورة الخليج في الدوحة كانون الأول العام الحالي، ومن ثم دخول الأولمبي في نهائيات القارة النصف الثاني من كانون الثاني عام 2018، وبذلك نكسب منتخباً جديداً يستحق البناء للسنين المقبلة بلاعبين متمرسين وجدد، قادرين على استعادة الآمال ويقفوا نداً لمنتخبات القارة في الاختبار الشرس نهائيات أمم آسيا 2019 بالإمارات.  وماذا عن الملاك التدريبي، ومصير راضي شنيشل وزميله عبدالغني شهد ؟ هنا لابد أن يتحلى الجميع بالروحية التعاونية من أجل خدمة العراق، ولا ينسى شنيشل أو شهد انهما موظفان لدى الاتحاد، ويعملان بتوجيهاته، ويكونا صاغرين لأيّ قرار فني يصدر عنه، وأن وثيقة العقد المبرمة بينهما وبينه، لا تعني الاستفراد بشؤون المنتخب والتصرّف الشخصي لإبعاد هذا وإضافة ذاك، أبداً، ثمّة حقيقة تاريخية يجب استذكارها والحذو حذوها، ان كل ما بلغه العراق من مكانة كبيرة في كرة القارة يعود فضلها الى ثلة من المدربين الغيارى المحاربين الأشداء، لانتزاع حقوق اللعبة ومقارعة مدارس الكرة في آسيا، وبعض دول العالم المهمة، حتى نجحوا بامتياز في رفع علم العراق فوق ساريات أعلام المنتخبات المشاركة في كأس العالم 1986 بالمكسيك لأول مرة رغم الظروف الصعبة بحرمانهم من الجماهير نتيجة الحظر الدولي المستمر منذ عام 1980 حتى الآن، وكان الدكتور عبدالقادر زينل وأكرم سلمان وأنور جسام، ولم يزالوا يعتزون بشخصياتهم، ولكل منهم نرجسيته المختلفة عن الآخر، لكنهم توحّدوا في حب العراق واجتمعوا على طاولة فنية واحدة لإنقاذ المنتخب في موقعة كلكتا الهندية، وحسموا المباراة مع منتخب قطر، واستمر التعاون حتى انتزاع تذكرة التأهل في ملعب الطائف، وإن شاركهم البصمة الفنية البرازيلي جورج فييرا. لتكن توأمة العمل حاضرة من أجل العراق، وليعمل شنيشل مع شهد بعيداً عن الانانية والضغائن، اللتين افرزتهما تحضيرات منتخبنا الأولمبي لدورة ريو آب 2016 بسبب تضارب القرار بين اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة، ليثبتا اليوم، انهما بقدر التحدي، شريطة أن يعيّن الاتحاد مستشاراً فنياً، لديه انسجام مقبول مع الإثنين، ولا يتعارض مع برنامج الأعداد، وكذلك يعيد الاتحاد النظر في المدربين المساعدين، ويكون الثلاثة (شنيشل وشهد والمستشار) على تواصل مع رئيس لجنة المنتخبات التي يفترض أن تحل نفسها بعد موقعة جدة، وضياع أمل المونديال، لتعطى الفرصة لشخصيات أخرى، وما أكثرها من أكاديميين متخصصين يرأس أحدهم اللجنة ويطوّرها فعلياً، فلم تجن كرتنا من لجنة المنتخبات غير فلسفة التخطيط والبرامج والتباحث والستراتيجية، وتتوّج عملها بفضيحة مدوّية، مدّت لهم تصفيات المونديال لسانها ساخرة من خماسية الهزائم!

شارك الخبر على