إيران تتراجع وتبدي استعدادها استئناف مباحثات الاتفاق النووي

حوالي ٣ سنوات فى تيار

أبدت إيران استعدادها لاستئناف المباحثات الخاصة بالاتفاق النووي لعام 2015 مع الولايات المتحدة والقوى الغربية، في حال أبدت هذه القوى استعداد واضح لرفع العقوبات المفروضة بحق طهران خلال عام.
وقال محسن رضائي، المرشح الرئاسي المحتمل، في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: «عليهم توفير ضمانات لنا بأن كافة العقوبات المفروضة بعد وثيقة العمل المشتركة الشاملة لعام 2015 سيتم رفعها خلال أقل من عام واحد، ومن ثم يمكننا التفاوض»، في إشارة هي الأحدث على استعداد طهران الانخراط من جديد مع الولايات المتحدة.
وعن شروط بلاده للعودة إلى الاتفاق، أوضح رضائي، الذي قاد الحرس الثوري الإيراني لأكثر من 16 عامًا، قائلًا: «نريد أن نرى في كل شهر خلال المباحثات أن بعض العقوبات الملحة بالنسبة لنا يتم رفعها. على سبيل المثال، يجب رفع القيود المفروضة على التحويلات المالية خلال الشهر الأول من المباحثات، مع رفع العقوبات المفروضة على صادرات النفط». 

وقال كذلك، في تصريحات منشورة أمس السبت، إنَّ «غيرها من الخطوات الأمريكية، مثل رفع التجميد عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية في البنوك الأجنبية، سيكون مشجعًا لبدء المباحثات، وبمثابة الحلوى المهداة إلى طهران». 
وسبق وأبدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استعداده العودة إلى الاتفاق النووي في حال عاودت طهران التزامها الكامل بشروط الاتفاق، وهو ما قوبل بالرفض من الأخيرة. 
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في 2018، وأعاد فرض كافة العقوبات بحق إيران، في حملة لإنزال الضغط الأقصى بحقها وإجبارها على وقف أعمالها العدائية في المنطقة والتخلي عن طموحاتها النوية. 
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، حسب «فاينانشيال تايمز»، اتخذت كافة الأطراف في إيران خطوات لإبداء تصميمها على إيجاد مخرج للأزمة، وظهر ذلك في قرار طهران تخفيف موقفها من منع مفتشي وكالة الطاقة الذرية من دخول البلاد.
لكن في الوقت نفسه، هدد رضائي بأن «إيران ستستخدم نفوذها في إطار الحقوق والمعايير لدولية لإجبار الولايات المتحدة على التراجع ورفع العقوبات»، مؤكدًا أن بلاده في انتظار خطوات من الولايات المتحدة لبناء الثقة.
 
 
وبينما تسعى الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لإبرام اتفاقات من شأنها كبح برامج إيران الصاروخية ودورها في الصراعات بالمنطقة وسط مقاومة شديدة من طهران، قال رضائي: «السيد بايدن يملك آمال كبيرة، لكن لا يمكن تحقيقها في هذه المسائل».
وأقر رضائي، وهو سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، بتدخل بلاده في شؤون بلاد المنطقة، وقال: «إيران تتمتع بوضع جيوسياسي مهم في المنطقة. لا يمكن التعامل مع أي مسألة هنا بدون تدخل إيران». 
كما أنه تحدث عن نية بلاده الاستمرار في تطوير الأسلحة، وقال: «لا نرى أي سبب يدفعنا لعدم تطوير الأسلحة ضمن سياساتنا الدفاعية المشروعة، مع استثناء القنابل الذرية لأنها غير مقبولة بالنسبة لنا». 
ولدى سؤال ما إذا تعتزم بلاده توسيع النطاق الحالي للصواريخ الباليستية، أوضح: «نحن نلتزم بهذه القيود، الحفاظ على مدى الصواريخ الباليستية عند ألفي كيلومتر، في الوقت الحالي طالما أن أعداءنا لا يطورون صواريخ تتجاوز هذا النطاق لضربنا».
وتشهد إيران صراع داخلي على السلطة بين المتشددين، مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الحالي، حسن روحاني. ورفض رضائي التكهنات بأن «المتشددين قد يؤجلون التعامل مع الولايات المتحدة إلى ما بعد الانتخابات»، وقال إن «توقيت المحادثات يعتمد على المصالح الوطنية للبلاد»، مؤكدًا أن المرشد الأعلى هو الذي حدد سياسة التفاوض.
 

 

شارك الخبر على