طهران ثابتة على موقفها ولن تفاوض ما لم ترفع العقوبات

حوالي ٣ سنوات فى تيار

الوطن السورية : استأنفت الولايات المتحدة مجدداً تصريحاتها الدبلوماسية تجاه إيران، بعد أيام من التحذير والوعيد والتهديد بالعودة لسياسة العقوبات، فاسحة المجال مرة أخرى للجهود السياسية التي تعطلت على ما يبدو، نتيجة العدوان الذي شنته واشنطن على مواقع حدودية سورية مع العراق، وفقاً لما كشفه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
 
الساعات الماضية شهدت تتابعاً متسارعاً في التصريحات الإيرانية والأميركية المتقابلة، بالتزامن مع المفاجأة التي فجرتها موسكو من أن العدوان الأميركي الأخير على سورية تزامن مع تحضيرات كثيفة لعقد لقاء بين وفود أميركية وإيرانية، ليكشف المسؤول الروسي عن الأسباب وبصورة واضحة لهذا التعطيل، مؤكداً أن «قوى مؤثرة في واشنطن اتخذت خطوات لتعطيل هذا اللقاء».
وزارة الخارجية الإيرانية التي أعادت التأكيد على أن تبني طهران لسياسة خطوة مقابل خطوة، وبأنها سترد على أي مواقف سلبية من الجانب الآخر بالشكل المناسب، اعتبرت أن التوقيت غير مناسب لقبول المقترح الأوروبي بشأن اجتماع خاص بالاتفاق النووي بمشاركة واشنطن.
من جهته، قال البيت الأبيض: إنه يشعر بخيبة أمل إزاء رد إيران على الدعوة للمحادثات، وأوضح أن الإدارة الأميركية مستعدة للعودة للانخراط في الدبلوماسية بهدف تحقيق عودة متبادلة بشأن التزامات الاتفاق النووي، وأضاف البيت الأبيض: إنه سيتشاور مع شركاء واشنطن في مجموعة (5+1) بشأن أفضل طريقة للمضي قدماً، فاسحاً المجال مجدداً للعودة إلى الدبلوماسية في التعاطي مع طهران.
مصدر إيراني مطلع أشار في تصريحات لـ»الوطن» إلى أن محددات وشروط إيران للعودة إلى التفاوض واضحة وحددها قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي وهي تعتمد على أفعال أميركا وليس أقوالها، وبالتالي فإن الموقف الإيراني لن يتغير ما لم تعد واشنطن عن كل الخطوات التي اتخذتها منذ انسحابها من الاتفاق النووي وعلى رأسها رفع العقوبات، وهذه المحددات لن يتجاوزها أي مسؤول في إيران.
ولفت مدير مشروع توسيع العلاقات الإيرانية- السورية، محمد رضا حاجيان، إلى المحاولات الأوروبية لعقد اجتماعات إيرانية أميركية وهو ما ترفضه طهران، والتي لا تزال بانتظار الخطوات العملية الأميركية من تراجع عن خطوة الانسحاب من الاتفاق و«إذا لم تُرفع العقوبات فإن إيران لن تجلس مع أميركا، وهي ستتابع خطواتها بخفض تعهداتها والتزاماتها بالاتفاق النووي»، مبيناً أن طهران أعطت مهلة للأميركي للتراجع عن خطواته.
المصدر رفض التعليق على التصريحات الروسية بخصوص تعطيل العدوان على سورية لمفاوضات غير رسمية مع واشنطن، وأكد أن الملف السوري غير مرتبط بالملف النووي، مؤكداً أن الموقف الإيراني واضح ولا يحتاج إلى وساطات، وما جرى من عدوان على سورية هو خرق للقوانين الدولية.
المصدر الذي اعتبر أن الإدارة الأميركية في عهد جو بايدن لا تختلف كثيراً عن إدارة دونالد ترامب، لم يستبعد وجود قوى وتيارات مؤثّرة داخل الإدارة الأميركية تضغط لتعطيل التفاوض مع إيران، وخاصة الجهات التي تعمل لصالح إسرائيل أو السعودية.

شارك الخبر على