زيارة مرتقبة للمنفي إلى القاهرة.. رسائل قوية للداخل والخارج

حوالي ٣ سنوات فى تيار

أعربت مصادر ليبية عن توقعاتها بزيارة مرتقبة لرئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي إلى القاهرة خلال أيام، لتوطيد العلاقة بين البلدين الجارين.
 
ونوهت المصادر إلى أن الزيارة المرتقبة تأتي لتأكيد مبادئ حسن الجوار والتعاون البناء وتأسيس مرحلة جديدة تكون الشراكة الشاملة فيها في كل الملفات أساسا للمستقبل، كما تشير إلى اعتماد السلطة الليبية الجديدة على محيطها العربي وفي القلب منه القاهرة.
 
واستقبلت القاهرة الخميس رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة في أول زيارة رسمية له خارج ليبيا، ورحبت مصر بمستواها الرئاسي بالزيارة، كما أثنى مراقبو الشأن الليبي على الزيارة ولقاء رئيس الحكومة الليبية الجديدة بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
 
وحول ما تمثله هذه الزيارة من أهمية، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد العمامي، إنها "خطوة ليبية في الاتجاه الصحيح"، منوها بمواقف الرئيس المصري السابقة، التي أكد فيها أن أمن مصر من أمن ليبيا، وأنها عمق استراتيجي لها.
 
وأشاد العمامي، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، بسعي السلطات الليبية الجديدة إلى الاستفادة من الخبرات المصرية الكثيرة، قائلا إن "القاهرة يهمها استقرار وراحة ليبيا وشعبها، ولا تنتظر أي عائد من ذلك"، لافتا إلى أن مصر مهتمة خاصة بمسألة تأمين حدودها مع جارتها الغربية، ومنع تسلل الإرهابيين والمرتزقة إليها.
 
مصر ودعم السلام
 
وذكّر العمامي بموقف الرئيس السيسي حينما أعلن "سرت – الجفرة" خطا أحمر، ما أدى إلى وقف القتال عمليا على الأرض، وفتح المجال أمام الأطراف المتقاتلة في ليبيا للعودة إلى طاولة المحادثات، واستئناف مسارات الحوار السياسي، والتي انتهت باختيار المسؤولين عن تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة.
 
ولفت إلى أن البعض قد يزعجهم هذا التقارب، خصوصا الأطراف الخارجية التي تدخلت في ليبيا من أجل نهب ثرواتها الاقتصادية، ناصحا الجميع بأن ينتهجوا الطريقة المصرية في التعاطي مع الشأن الليبي، والبحث عن التوافق بين الليبيين وليس تغذية الصراع بالسلاح والمقاتلين الأجانب.
 
كما أكد أن مصر قادت الجهود المضنية لدول الجوار الليبي، من أجل لم الشمل الداخلي في ليبيا، وإعادة الاستقرار، وهي الدول المعنية أكثر بالملف، وتتأذى من حالة الفوضى وانتشار السلاح والميليشيات بها.
 
ومن جانبه يرى الباحث السياسي الليبي أحمد المهداوي، أن الزيارة جاءت في وقت "مهم جدا"، وبالتحديد بعدما حضر إلى العاصمة طرابلس وفد من وزارة الخارجية والجهات الأمنية المصرية من أجل بحث ترتيبات إعادة فتح السفارة هناك.
 
وتابع المهداوي في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية": "كان هناك استهجان ورفض من بعض الميليشيات في الغرب الليبي لفتح السفارة المصرية، واستبق دبيبة حدوث أي مشكلات بالقدوم إلى القاهرة، ما يدل على تمتعه بحنكة سياسية، وسعيه للرد على دول تشكك في قدرته على إدارة السياسة الخارجية، بما يعكس إرادة حكومته لإقامة علاقة حسن جوار مع مصر".
 
وأشاد بالدور المصري الكبير خلال سنوات الأزمة الليبية، وسعيها إلى "توحيد الجيش الليبي"، واستضافة الغردقة لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" وأيضا لجنة المسار الدستوري المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
 
وأوضح قائلا: "مصر تسعى إلى حماية أمنها القومي، ودبيبة جاء ليؤكد للرئيس السيسي أن العلاقات ستكون ممتازة بين الطرفين، وهو عكس ما كانت عليه الأحوال خلال حكومة فائز السراج".
 
وبشأن وجود علاقات بين دبيبة وتركيا، أكد المهداوي أنه "ليس محسوبا سياسيا على أحد"، واسترسل قائلا: "هو رجل أعمال لديه علاقات مع العديدين، ولا يعني ذلك تبعيته لأحد، والرجل يبحث عن إقامة حكومة وحدة وطنية والعبور إلى الانتخابات المقرر عقدها 24 ديسمبر الجاري، وإلى الآن فهو يسير بشكل ممتاز نحو المصالحة".
 
وبشأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وليبيا، قال المهداوي إن ليبيا تحتاج مساهمة مصر في إعادة الإعمار، والقاهرة لديها جانب كبير من الخبرات في هذا الشأن، ظهرت منذ تولي الرئيس السيسي زمام الأمور، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات الليبية، ومصر تستطيع المساعدة في ذلك، مختتما أن القاهرة كانت إلى جانب ليبيا منذ العهد الملكي، و"لا يمكن أن الاستغناء عنها".
 
وأشاد المحلل السياسي الليبي الهادي عبدالكريم، بالزيارة، واصفا إياها بـ"المبشرة"، خصوصا في ظل التحديات التي يواجهها دبيبة في ظل محاولته تشكيل حكومته.
 
وفيما يتعلق بانتشار حالة من الغضب والاستياء بين أفراد "الإخوان" بسبب الزيارة، حيث حاولوا إفساد زخمها بالحديث عن أنها ليست الزيارة الخارجية الأولى لـ"دبيبة"، ردّ عبدالكريم بأنها الزيارة الأولى و"المعلنة"، ويجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس.
 
وأشار إلى المساومات الكبيرة التي يتعرض لها دبيبة من قبل الإخوان للإبقاء على فتحي باشاغا وزيرا للداخلية، بينما تسعى ميليشيات أخرى في طرابلس والمنطقة الغربية للضغط عليه من أجل تحديد اختياراته في الحقائب الوزارية، ما يعني أن الزيارة تأتي في إطار الحصول على التأييد بخصوص قرارات تشكيل الحكومة.

شارك الخبر على