داليا داغر في مقدمة "ضروري نحكي" الواضح أن هناك من يراهن على الخارج لكسر إرادة الداخل

حوالي ٣ سنوات فى تيار

مقدمة "ضروري نحكي":
من لم يُصب، رأى من أصيب طبعًا. وعليه لم نعد نحتاج إلى التحذير أو التوعية أو التخويف؛ فها هي النعوات وأخبار المرضى تملأ الجدران وهي يفترض أن تشكل أكبر حافز للخشية والانتباه لمن تعنيه صحته وصحة أهله. ففي السابق كان ثمة كلام توعويّ يمكن أن يقال أما اليوم فالأرقام اليومية لأعداد المصابين تقوم بهذا الواجب وأكثر: مع الفتح الجزئي للبلد، لن تحميكم دولة أو أجهزة أو مستشفيات أو غيره؛ لن يحميكم التشاطر؛ لن يحميكم إلا وعيكم وحرصكم على أنفسكم والكمامة والتباعد والاكتفاء بالخروج الضروري جداً من المنزل. وبموازاة التأقلم مع الروتين الجديد للحفاظ على الصحة الجسدية، لا بدّ من الاهتمام أكثر بالصحة النفسية التي تعاني الأمرّين اليوم، وهو ما يدفعنا إلى تخصيص جزء مهم لها في حلقتنا الليلة.
أما في السياسة فالواضح أن هناك من يراهن على الخارج لكسر إرادة الداخل، مفترضاً كما دائماً أن بوسعه الاستقواء بالخارج لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، في الداخل.
والمضحك المبكي هنا أن هناك بين المثقفين والكتّاب وكبار الصحافيين الذين حافظوا على رصانتهم لعقود من اضطر اليوم إلى نزع الأقنعة والكشف عن حقيقة انتمائه بمجاهرته علناً أن التوليفة السياسية القديمة الجديدة هي الحل لإنقاذ لبنان. تلك التوليفة نفسها التي قامت على حث المغتربين على إيداع جنى عمرهم في المصارف لتقوم الحكومات بالاستحصال عليها وإنفاقها بأسوأ الطرق. وإذا كانت رهانات الحريري ومن معه كبيرة على الخارج فإن الأكيد أن معادلات الداخل ثابتة وراسخة ولا يهزها شيء من كل هذه الاتصالات، وما على من ينوي تشكيل حكومة سوى الاعتراف بجميع القوى والأحجام من دون استثناء. وهو ما ستخلص إليه الجولة الجديدة من المحاولات القديمة نفسها، مع التأكيد دائماً أن ما عجزوا عن أخذه بالحرب لن يحصلوا عليه بالسلم.
في حلقتنا الليلة نستضيف الطبيب النفسي الدكتور وديع نجا للحديث عن الصحة النفسية، تداعيات الإقفال وحياة الحجر على مجتمعنا.وفي الحلقة مداخلات مع الصحافي حسان الحسن للحديث عن تطورات السياسة على الساحتين المحلية و الاقليمية.ومع رؤساء بلدية الغبيري و بلدية مغدوشة لسؤالهما عن مواجهة البلديات لأزمة كورونا بظل ارتفاع أعداد الإصابات وعجز الدولة.
لكن قبل الانتقال إلى الضيف اسمحوا لي بالقول إن لبنان خسر مع الوزير السابق جان عبيد تلك الشخصية النادرة في قدرتها على تجاوز كلّ أشكال وأنواع المعابر، مع حرص هائل على الجمع بدل التفرقة، والتشجيع بدل التدمير، والبناء بدل التهديم. جان عبيد علمنا معاني المفردات التي نستخدمها؛ علمنا الإصغاء، علمنا الحوار، علمنا البحث عن الإيجابيات في كل ما يحيط بنا، وعلمنا معنى كلمة "بأوة" أو وفاء.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على