خاص جنبلاط والرئيس القوي من "حرب العلم" الى إسقاط لحود (بقلم حسان الحسن)

أكثر من ٣ سنوات فى تيار

بكل دقةٍ وموضوعيةٍ، إن "عقدة الرئيس القوي"، تاريخية عند آل جنبلاط، فلاريب أن الزعيم الراحل كمال جنبلاط، كان يتمتع بثقافةٍ عاليةٍ جداً، وله حضوراً سياسياً على المستوى العالم، وهو العربي الوحيد الذي منح وسام "لينين". أما على الصعيد الداخلي اللبناني، فكان يتصدر الزعامة الإسلامية ككل، كذلك قيادة الحركة الوطنية في آنٍ معاً، ورغم كل ذلك، ما كان في وسعه أن يتبوأ أكثر من وزيرٍ في التركيبة الطائفية اللبنانية، الأمر الذي ولّد نقمةً لديه على النظام السياسي اللبنانية القائم في حينه.
 
وعند إندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975، وجد كمال جنبلاط، الفرصة سانحةً للإنقاض على الجبهة اللبنانية وحزب الكتائب، للتخلص من المارونية السياسية الحاكمة، التي كانت تعوق طموحه بالوصول الى رئاسة الجمهورية في لبنان، مستخدماً قوة البندقية الفلسطينية في شكلٍ أساسيٍ آنذاك، ولهذه الغاية قصد دمشق في العام 1976، وطلب من الرئيس الراحل حافظ الأسد، عدم التصدي للمحاولة الجنبلاطية – العرفاتية، الرامية الى إسقاط المارونية السياسية بقوة السلاح، فرفض الأسد رفضاً قاطعاً هذا "المنطق"، وقال لجنبلاط : " إن هذا النهج يدفع بالموارنة العرب الى طلب الحماية من إسرائيل، وهذا خط أحمر بالنسبة لسورية"، بشهادة الحضور.
 
وبعد إغتيال كمال جنبلاط في العام 1977، وتسلم نجله وليد الزعامة، إستهدف القصر الجمهوري في بعبدا بالمدفعية الثقيلة، وإزال الأعلام اللبنانية عن الدوائر الحكومية في بيروت، ما أدى الى إندلاع مواجهات مسلحة بين الحزب التقدمي الإشتراكي  وحركة أمل، عرفت بـ "حرب العلم" في العام 1985. كذلك خاض وليد جنبلاط معارضة في وجه الرئيس العماد إميل لحود، الذي تصدى للتشبيح الجنبلاطي على شيخ عقل الطائفة الدرزية الراحل بهجت غيث في أوائل تسيعينيان القرن الفائت، عندما كان لحود قائداً للجيش.
 
وبعدها إستعاد لحود قصر بيت الدين وسواه من أملاك الدولة، وأعادهم إليها، التي كان سلمته بدورها، الى بيك المختارة، بموجب عقدٍ رمزيٍ، في زمن الرئيس الراحل الياس الهرواي، ما أثار حفيظة "زعيم التقدمي"، فأعلن العداء للحود، ودعا الى إسقاطه، لينتهي الأمر بجنبلاط بزيارة رئيس الجمهورية السابق في منزله في برج الغزال، بعد عودة البيك من دمشق  .. وهكذا دواليك يستمر آل جنبلاط في حملاتهم على أي رئيس جمهورية، يصون  اليمين الدستورية، الذي أداه أمام نواب الأمة، منذ بشارة الخوري الى العماد ميشال عون.  

شارك الخبر على