لم يكن «سي السيد» ومات بعد رؤية النبي سليمان.. ما لا تعرفه عن يحيى شاهين

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

أيقونة المجتمع الذكوري، ورمز للرجل الديكتاتور، إنه "سي السيد" صاحب شخصية "السيد أحمد عبد الجواد"، في فيلم "بين القصرين"، عن رائعة الأديب العالمي نجيب محفوظ، لكن الحقيقة أن من أدى تلك الشخصية لا تمت صفاته كرجل لها من قريب أو بعيد، وذلك على عكس ما تصوره الكثيرون، لشدة إجادته في تقمص الدور.

في التقرير التالي يرصد لكم «التحرير لايف» لقطات من حياة الفنان الراحل يحيى شاهين.

- البداية من «ميت عقبة»

لأسرة متوسطة الحال، ولد يحيي يحيي حسن شاهين، يوم 17 مارس عام 1917، بجزيرة "ميت عقبة" بمحافظة الجيزة، وظهرت عليه معالم موهبة التمثيل مبكرًا أثناء تعلمه بمدرسة عابدين الابتدائية، وترأس فريق التمثيل بالمدرسة، ثُم التحق بمدرسة العباسية الصناعية، ونَال دبلوم الفنون التطبيقية من قسم النسيج عام 1933، وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، إلا أن طموحه الفني ورغبته في أن يكون أحد نجوم الفن في مصر، دفعه لعدم تنفيذ التعيين.

- دخول عالم الفن

اكتشفه الفنان بشارة واكيم، بعد أن طلب يحيى مقابلته، ثم علم أن الفنانة فاطمة رشدي بدأت في تكوين فرقة مسرحية جديدة، فتقدم للفرقة ونجح بالفعل في كسب ثقة "فاطمة"، فجعلته الفتى الأول في فرقتها، وفجأة لمع نجمه على خشبة المسرح، وقدم مسرحيات عديدة من بينها "روميو وجوليت"، "مجنون ليلى"، و"مرتفعات وذيرينج"، قبل أن يقرر التفرغ للسينما عام 1946.

الظهور السينمائي الأول له جاء من خلال فيلم "لو كنت غني"، أمام أستاذه بشارة واكيم، ثم توالت الأعمال السينمائية لـ"الفتى الأول"، أمام نجمات السينما المصرية آنذاك مثل ليلى مراد، وماجدة، وفاتن حمامة، وزهرة العلا، وزبيدة ثروت، إلا أنه فاز بفرصة العمر من خلال الوقوف أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلمي "سلامة" و"دنانير".

لـ"شاهين" علامات بارزة خلال مشواره الفني، من بينها تجسيده دور مؤذن الرسول "بلال بن رباح" في فيلم "بلال مؤذن الرسول"، ودور "الفضل" في فيلم "فجر الإسلام"، ودوره الأبرز "أحمد عبدالجواد" في الثلاثية "بين القصرين"، "قصر الشوق"، و"السكرية"، ودوره في فيلم "جعلوني مجرما".

ومن شدة نجاحه في دور "سي السيد" عرضت عليه إحدى جهات الإنتاج التليفزيوني أن يعيد تقديم الشخصية من خلال مسلسل كامل، وذلك مقابل مبلغ كبير من المال، لكنه رفض بعد أن قال له صديقه: "لا يجب أن تؤدي هذا الدور مرة أخرى.. أنت قلت ما أردت قوله من خلال عملك"، فكلف زوجته بالاعتذار للشركة.

- حياته الخاصة

تزوج للمرة الأولى من امرأة مجرية تكبره في السن، وأنجب منها طفلتين، لكنهما لم يتفاهما، فقررت الزوجة العودة للمجر، وأخذت معها الطفلتين، وهو ما سبب له اكتئابًا حادًا، وبعدها تزوج من زوجته التى رافقته حتى آخر يوم فى حياته، السيدة مشيرة عبدالمنعم، التى أنجب منها ابنته داليا.

وفى حديث نادر معها، أكدت السيدة مشيرة أن زوجها يحيى شاهين لم يكن أبدًا "سى السيد" الذى ظهر فى الثلاثية، ولكنه كان زوجًا عطوفًا وأبًا حنونًا، لا يتناول طعامه إلا إذا تأكد أنهما تناولا طعامهما، وكان صديقًا لابنته، وعلمها كثيرًا من معانى الحرية والأمل والحياة.

- رؤية سليمان

قبل رحيله بفترة وجيزة، اتصل به الدكتور إبراهيم بسيونى، شقيق الإعلامى أمين بسيونى، وأخبره أنه رأى له رؤية في منامه رغم عدم معرفته به، حيث رأى أناسًا يتجمعون حول شخص هو النبى سليمان، وعندما اقترب وجده هو يحيى شاهين، استغرب شاهين الرؤية، وهو الأمر الذي أثار استعجاب شاهين، فتحدث للشيخ الشعراوي ليخبره بفحواها، فأكد له أنها "خير"، طالما به أحد أنبياء الله،  وما هي إلا أيام قليلة حتى توفي يحيى في يوم 18 مارس عام 1994، عن عمر ناهز 77 عامًا.

شارك الخبر على