دونالد ترامب وأخْوت الضيعة (فرنسوا العلم)

أكثر من ٣ سنوات فى تيار

قلما نجد قرية لبنانية تغيب عنها شخصية "الأخوت" او السكير او المنبوذ، وغالبا ما كانت تُستغل شخصيته لتمرير الاقوال والافعال التي لا يمكن للعاقلين من الناس القيام بها.
فكان يهرّج في الساحات او يفزّع الأولاد او يكشف الاخبار المحرجة او يهدّد المارة او يعتدي على الناس، وكانت افعاله الهزلية منها والمؤذية تحظى دائما بالأسباب التخفيفية، على اعتبار انها قد صدرت عن الأخوت، قليل الادراك، الذي يجهل الأصول والعواقب، ويتم التعاطي معها كأمر واقع حصل وما بالإمكان تغييره، وعلينا تقبل نتائجه ولو على مضض.
وقد استغلت بعض الروايات والاعمال الفنية هذه الشخصية من باب التسلية والترفيه، فشاهدنا كبار الفنانين كالراحل فيلمون وهبه والراحل نبيه أبو الحسن (اخوت شاناي) وعبدلله حمصي (اسعد) وغيرهم يلعبون هذا الدور.
وكان عنصر التشويق يكمن دائما في دخول "شرير الضيعة" على المشهد، محاولا الصاق اعماله الوسخة بالأخوت، او ان يقوم "شرير الضيعة" بانتحال دور الاخوت، تمهيدا للحصول براءة مسبقة لكافة ما ينوي القيام به من "رذالات" يفرضها كأمر واقع على الرأي العام، متفلتا من المحاسبة تحت شعار ما بيدكم حيلة "ما انا أخوت!!"، ولزيادة الفكاهة كان البعض من هؤلاء الخوت يبرزون شهادة طبية لإثبات حالتهم.
والكارثة التي نعاني منها اليوم، ان أخوت الضيعة الحقيقي قد اعتلى دور البطولة عل المسرح العالمي، والمسرحية مستمرة لعدة أيام، والبطل يملك أوسع الصلاحيات في شن الحروب، ويتحكم بحقيبة تحتوي أزراراً نووية بإمكانها تدمير العالم أجمع او اية بقعة فيه، وافعاله مبررة سلفاً كونه خارج دائرة المحاسبة، فقد أثبت بتصرفاته على مرّ الأربع السنوات الماضية مدى خواته، وصولا الى الأمس عندما دفع بمؤيديه الى احتلال مبنى الكونغرس، وكل الخطورة تكمن في ان لا يكون أخوتاً بالفعل، بل ان يكون هو نفسه زعيم أشرار الضيعة.
م. فرنسوا العلم

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على