روسيا تبدأ تقليص حجم قوّاتها فـي سوريا

ما يقرب من ٧ سنوات فى المدى

أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية الجمعة عن البدء في تقليص قواتها في سوريا وسحب مقاتلات لها وحاملة طائرات.ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف قوله "وفقاً لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية فلاديمير بوتين تبدأ وزارة الدفاع تقليص حجم القوات المسلحة المنتشرة في سوريا."وقال إن أسطول روسيا الحربي بقيادة حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) في البحر المتوسط قبالة ساحل سوريا والطراد بطرس الأكبر ستكون أول القطع العائدة من هناك.وشاركت روسيا لدعم القوات الحكومية السورية ضد المعارضة المسلحة منذ أيلول 2015، في تدخل أدى إلى تحول مجريات الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.وقالت إن عملياتها تستهدف مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من إعلان هدنة بوساطة روسيّة وتركيّة في جميع أنحاء سوريا.وذكرت وسائل إعلام روسيّة رسميّة أن موسكو قررت سحب حاملة الطائرات "كوزنيتسوف" والطراد "بطرس الأكبر" من سواحل سوريا.ويسبق القرار مؤتمر واسع للسلام يعقد بعد أيام في العاصمة الكازاخية أستانة وكبادرة على ما يبدو لإقناع المعارضين بالحضور الذي قد يعد فرصة أخيرة لوقف الصراع.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 كانون الأول إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا جميعا على إجراء المحادثات في أستانة. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري  قد أكد الخميس أن الولايات المتحدة تشجع محادثات السلام السورية التي تعد روسيا لعقدها في أستانة في وقت لاحق من الشهر الجاري وتأمل أن تسفر عن تحقيق خطوة في اتجاه السلام. لا يعد ذلك الانسحاب الأول لروسيا من سوريا. ففي آذار 2016 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عمليات الانسحاب وبالفعل تم سحب بعض المقاتلات ورغم ذلك تواصلَ دور موسكو في الحرب السورية وظل دور القوات الجوية الروسية حاسما في المعارك.لكن تفاصيل التدخل الروسي في سوريا لم تتكشف بأكملها بعد، ويعتقد أن هناك الكثير الذي لا نعرفه بهذا الشأن، ففي بداية الأسبوع كشفت منظمة بحثية روسية مستقلة عن مقتل ثلاثة من وحدات المظليين الروسية في سوريا، وإذا صح ذلك سيكون أول مؤشر أن عناصر من القوات الجوية الروسية كانوا يعملون على الأرض.وتشمل المرحلة الأولى من "الانسحاب" الروسي حاملة الطائرات "الاميرال كوزنيتسوف" ومجموعتها البحرية، التي لم تشارك بدور رئيسي في القتال. وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا عن نيتها بناء قواعد في سوريا على المدى الطويل، إلا أن بوتين أشار إلى أنه بالنسبة لموسكو، ومع سقوط حلب وترسيخ نظام الأسد، فقد انتهت مرحلة هامة من المعارك.من جانبه قال العماد على أيوب، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة، في تصريح نقلته عنه وكالة "سانا"، إن العلاقة التي تربط بين الجيشين السوري والروسي علاقة راسخة تقوم على أساس الصداقة والتعاون والدفاع عن القيم الإنسانية والأخلاقية، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.كلام العماد أيوب جاء أثناء زيارته لحاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنيتسوف"، بمناسبة انتهاء مهامها قبالة السواحل السورية.ونقلت "سانا" أيضا عن رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، قوله إن التحديات الأكبر في الحرب على الإرهاب كانت تقع على عاتق الشعب السوري وقواته المسلحة.وفي سياق متصل أعرب ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص الاممي للازمة السورية، عن أمله في أن تحقق محادثات الاستانة القادمة حول الازمة السورية النجاح، مشيرا إلى ان الاستعدادات لها جارية وتقودها روسيا وتركيا بدعم من إيران.وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف الخميس، إن الامم المتحدة ترحب بكل الجهود التي من شأنها وقف الاعتداءات في سوريا، لافتا إلى ان محادثات الاستانة ستمثل دعما ودفعا لمفاوضات جنيف المنتظرة في شهر شباط القادم وان الفريق الاممي سيعمل على الاستفادة من نتائج الاستانة.وأكد دي ميستورا، انخراط الامين العام الجديد للامم المتحدة انطونيو جوتيريس بقوة في المشاورات الاممية الداخلية حول الازمة السورية واهتمامه الكبير بتلك الازمة، لافتا إلى ان اجتماعات الاستانة ستركز بشكل كبير على مسألة وقف إطلاق النار، وأعرب عن الامل في أن تتمكن كل من روسيا وتركيا من التأثير على أطراف النزاع للالتزام بالاتفاق.وقال دي ميستورا ان صدور قرارين من مجلس الامن مؤخرا أحدهما حول حلب والثاني لمحادثات الاستانة بالإجماع يمنح الشعور بالامل خاصة مع الجهود التي يبذلها المجلس للتوصل إلى حل للازمة السورية.وحول مسألة الدعوات التي ستوجه إلى الاطراف ومن سيشارك في محادثات الاستانة، قال دي ميستورا في رده على اسئلة الصحفيين في جنيف إن هذا الامر يمثل تحديا دائما في ما يتعلق بالنزاع السوري حيث تطرح دائما الاسئلة بشأن من سيمثل المعارضة وكم العدد،إلى غير ذلك من التفاصيل ، وهو الامر الذي قد يطرح نفسه ايضا في ما يخص محادثات الاستانة.

شارك الخبر على