علاء مشذوب ... هادي المهدي ... كامل شياع .. اغتيال الثقافة في ندوة حوارية

حوالي ٥ سنوات فى المدى

أربيل/ المدىتصوير محمود رؤوف
ضمن فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب عقدت ندوة حوارية عن اغتيال الثقافة علاء مشذوب، هادي المهدي، كامل شياع شارك فيها الكاتب والصحافي عبد السلام برواري، الكاتب والصحافي محمد غازي الاخرس، الكاتب والناقد علي حسن الفواز، قدمها القاص والصحافي حسين رشيد الذي دعا الحضور الى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثقافة وضحايا عبّارة الموصل وشهداء الانفال. وبين رشيد أن هذا الاغتيال متنوع فتارة يكون بصيغة طائفية واخرى سياسية وثالثة تجمع بينها وقد يكون الاخطر في الفترة الحالية والمقبلة. بعدها توجه بالسؤال لبرواري:هذا الاغتيال للثقافة بمصلحة من يصب ولماذا في هذه الفترة؟برواري: أتصور ان الثقافة لا يمكن أن تغتال باعتبارها ابتكار موقف نقدي أم باعتبارها فكرة تستمر حتى وإن زال الذين يحملونها لذلك ممكن ان نسميه محاولة لاغتيال العقل هاشم صالح يقول أاهم ما ميزها في القرن الثامن عشر هو الطفرة من الفكر المنقول الى العقلاني الطفرة من التحليل والنظرة والشرح بواسطة الدين الى اتباع منهج فلسفي فهذه محاولة لاغتيال العقل ودليل على أن الثقافة نفسها تبقى تم اغتيال مارتن لوثر كنك ولكن حلمه تحقق عندما تولى رئيس أسود امريكي الرئاسةما نعيشه نحن هو هذا المخاض هناك توجه للحاق بالعالم المتطور من خلال العقلانية وهناك هيمنة ايدلوجية، الايدلوجية سواء كانت أدلجة الماركسية أو القومية أو المذهب ، في النهاية الموضوع ليس فكراً وثقافة الموضوع هو سلطة وقوة وقمع المخالف واعتقد هذه الحوادث ستستمر طالما هناك صراع بين كيفية ادارة السلطة والامور الحياتية بعيداً عن أي شيء مقدس فاذا نظرنا للأمر من هذه الزوايا اعتقد يمكن أن نخرج برؤية شاملة أكثر من تحليل شخصية المغتال.حسين رشيد: هذه الاغتيالات المتكررة الى متى ستستمر؟علي الفواز: الحديث عن الاغتيال الثقافي لا يمكن عزله عن ظرفه التاريخي مثل أي قضية كبرى تحدث وهذا جزء من الصراع بين قوة متناشزة متضادة واعتقد ان هذه الاغتيال هو نتيجة لاسباب معقدة لكن الحالة العراقية لها خصوصية ان الاغتيال له مرجعيات سياسية وايدولوجية وطائفية وقومية وكان هذا الاغتيال يكشف عن الجذر التاريخي للمحنة حينما نفكر عن محنة العقل الثقافي سنجد ان الاغتيال الثقافي هو تتويج لهذه المحنة لهذا الصرح المسكوت عنه والذي حاولت ان تعتم عليه مركزيات حاكمة في العراق حاكمة على مستوى الدكتاتوريات قديمة من الأموية الى العباسية الى العثمانية وصولاً للدكتاتوريات الجمهورية والملكية التي جاءت العراق هناك توصيف للاغتيال اغتيال جسدي واغتيال اكثر بشاعة وهو الرمزي القيمي الاغتيال الذي يؤدي لعطب العقل لذلك الجريمة اليوم التي تحدث من اغتيال قاسم عبد الامير عجام ومؤيد سامي واحمد ادم حتى الاغتيالات الجماعية فعندما نتحدث عن اغتيال لا نتحدث عن اشخاص بعينهم وانما عن اغتيال قيم و افكار اغتيال الحياة المدنية بالعراق والديمقراطية بحيث اسماء الاشخاص يكون تعبير عن الأزمة وهذا الصراع العميق ما بين السلطة المتغولة جماعة متغولة طائفة متغولة هامش متغول وبالتالي هذا الهامش حينما يتضخم يمارس العنف وهذا أيضا حينما نفسره سنجد أن ضعف الدولة كمؤسسة حمائية هذا ايضا مجال لهذا الهامش العنفي المغول وبالتالي يفرض سلطة موازية للسلطة المركزية. : بداية الاغتيالات كانت طائفية نوعاً ما ، لكن بعد ذلك تحولت الى سياسية ثقافية؟محمد غازي الاخرس: قضية قتل المثقفين هي ليست عراقية ولا عربية عالمية لكن الان هي عراقية بامتياز العنف والقسوة سواء بالمجتمع كثقافة اجتماعية او حتى في الاحزاب السياسية فهي عنفية القومية واليسارية بالتالي المثقفون هم جزء من هذه البنية الاجتماعية في كتاب (خريف المثقف) اشرت الى ابرز مبادئ التي تقوم على القتل الرمزي والذي يمارسه الجميع ضد الجميع وتحول الى نسق عام . بالطبع ثمة اختلاف بالممارسات فمثلا البعثية ابادة جماعية اعتقد ان قتل المثقف مثل الماء الذي يؤخذ بالشكل الذي فيه يأخذ شكل النسق السياسي السائد في وقته كامل شياع هو ضحية للحملة الذي سوقت للمثقفين الذين غادوا للعراق هؤلاء مثقفون وشعراء المارنز اصبحت هناك تهيئة لهذا الكلام ٢٠٠٤ بعد هذه الفترة صار المزاج طائفي مؤيد سامي يقتل طائفياً احمد ادم الشاعر الشاب يقتل بالطريق وهو ذاهب الى كربلاء كامل شياع كتب في مقالة قبل ان يقتل مخاطب قاتليه يقول لهم انت ربما لا المقصود ان هناك مزاج قتل المثقف العراقي غير محمي من اي جهة او اي واستهداف.حسين رشيد: لكن كامل شياع لم يقتل لهذا السبب فقط وان كان هذا الامر فهناك العشرات من المثقفين الذين عادوا معه اعتقد ان برنامج كامل شياع الثقافي وعقله النير جزء من ذلك.علي حسن الفواز: كامل شياع نوع المثقف المهدد للسياق يعني هناك مجموعة من السياقات الحاكمة والمهيمنة فحينما يأتي مثقف له خطة عمل وبرنامج ورؤيا ثقافية وسياسية ووطنية هذا المثقف طبعت يعرض السياقات الأخرى للخطر وبالتالي هذا الاغتيال هو اغتيال للسياق للفكرة الجديدة اغتيال للديمقراطية الاجرائية فاعتقد ان قتلة كامل شياع ليسوا بعيدين عن فضائه. حسين رشيد: الا تدخل مجزرة الانفال بالاغتيال الجماعي؟ عبدالسلام برواري: اذا كان هذا الاغتيال لاحدى افرازات او طرق قتل العقل بمفهوم معارض او الذي لا يخضع لي فبالتاكيد هذه قمة جريمة الانفال جرائم بحق الإيزيديين بمرحلة داعش التعامل الذي حدث مع الصابئة حتى في بغداد والموصل هو بشع ناس فقراء هذا كله ممكن ان تجمعه بمكان واحد وفعلاً اطار السلوك ممكن تكون خطا اذا ما درستهة بالاطار الاجتماعي لما خطاب رجل الدين لا يكون دقيق بالنقل لما يكون هذا مصدر توجيه سلوكيات الناس يكون من السهل تدفعني ان اقتل اي شخص دون أن اعرفه ويعرفني ممكن يحمل افكاراً معادية للاتجاه السائد وتصب بمصلحتي وهذا الحوادث يتعاملون معها مثل حوادث السرقة في السرقة يجب ان تعرف من الذي سرق لكن مثل هذه الحوادث الذي يقوم بالفعل ليس له رابط بالحدث من يقوم بالفعل هو مؤسسة تشتغل خلفه وتوجهه والذي يغتال ايضا رسالة نرسلها.حسين رشيد : الجميع يدين الاغتيالات وما أن تمر عدة أيام على أي عملية اغتيال تنسى الضحية الا يمكن وضع حد ؟محمد غازي الاخرس: المسألة معقدة جدا كيف ممكن ان يتجمع المثقفون وهم اساسا متفرقون ايدلوجيا وحزبيا وطائفيا ليس هناك نقابات تحترم عملهم او الدولة تحرص على حياتهم وليس هناك مؤسسات منضبطة جل مؤسساتنا طائفية الى حد المزج بين ثقافة الاحزاب السائدة ومنابعها الطائفية هل بالامكان خلق رأي عام في مثل هكذا جو ومزاج سياسي متقلب.المثقف أضعف من أن يؤثر والمؤسسة الثقافية لا تعمل بشكل صحيح أنا اعرف هذه المؤسسات وكيف يفكرون ويشتغلون وشكليات ومظاهر لكن جوهر العملية ما موجودة وهناك أمر آخر المثقفون انفسهم لديهم ازدواجية كبيرة هو يكتب ضد العنف لكن يمارسه بشكل آخر .عبدالسلام برواري : الدولة فشلت بأن توجد هوية عراقية هناك سني كوردي شيعي سيادة الهوية الثانوية وفقدان الهوية الرئيسية هذا يجعل حتى المثقفين يتوزعون حول انتمائاتهم الثانوية ويكونون مثقفين عضويين في مجتمع منحرف يعني أنا عندما أكون ضد السني والشيعي يعني أنا أداة بيد القمعيين.
حسين رشيد دائما نكتفي باتحاد الادباء باقامة الجلسات وقراءة الشهادات نحتاج الى موقف ثابت هل صدر ذلك؟ علي حسن الفواز: صناعة المواقف صناعة معقدة لا تعتقد إن التصريحات تؤسس لمواقف تؤثر بالطرف الاخر ، واحدة من أخطر ممارسات الاستبداد السياسي هي إنها دمرت تشكيل أي رأي عام طوال ٣٠ سنة لا يستطيعون صناعة رأي عام يملك قوة اجتماعية ونفسية على ان يؤثر على صياغة القرار وبالتالي بقيت القوة الاجتماعية تعمل بالهامش او ما يسمى بالاعتراضات الباطنية اليوم من ورثت هذه المؤسسات من نقابة الصحفيين والأدباء والاتحادات الاخرى كل أمراض العطب القديم بالتالي هي غير قادرة الى اليوم على أن تصنع رأي عام حقيقي ومؤثر لأن الدولة مفهومها الرمزي والمؤسساتي والقانوني إذا لم تكن قوية وتستطيع أن تشرع القوانين الحمائية وتفعل الدستور فهي لا تستطيع أن تحمي مواطن ولا مثقف وانما هي عبارة عن مجموعة اجراءات فالتعويل على نقابة الصحفيين او الاتحاد الخ كي يواجهون الارهاب هي غير قادرة لذلك الذي نعمله الان ان نطالب ونعزز العملية الثقافية لتشكيل الراي العام.عبدالسلام برواري: اعتقد أنت تطالبهم بشي مستحيل هذه المؤسسات والاتحادات في نظام حكم يشبه نظامنا الذي ما تحرر كثير من مفهوم الدولة والحكم مع انه اسمه دولة فيدرالية الثقافة والمثقف هو مشروع فردي أنا أبرز كمثقف عندما يكون لدي أسلوب آخر في التعبير والتفكير والرسم الخ كل واحد من عدنا عندهة انتاج عقلي بمختلف اساليبة ونشكل طبقة المثقفين هذا المثقف هو نتاج مجتمع الليبرالية ونحن لم ندخل هذا المجتمع فاذا تطالب المؤسسات فالمؤسسات السائدة أقوى لذلك كل جهد جماعي مطلوب من المثقفين مرهون بالفشل.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على