العمود الثامن عن إقليم البصرة

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 علي حسين
قبل الحديث عن خطوة مجلس محافظة البصرة بالمطالبة بانشاء إقليم ، أتمنى ألاّ تضايق ملاحظاتي التي سأطرحها في هذه الزاوية التي طالما دافعت عن حق البصرة بالتنمية والرفاهية والاستقرار ، أصدقاء أعزاء في البصرة يؤمنون بأحقية محافظتهم بإقامة إقليم ، ولعلنا ندرك جيدا ان مطالب أهالي البصرة وصلاح الدين والأنبار ونينوى وغيرها من مدن العراق ، لم تكن لولا التهميش الذي يعيشه أبناء هذه المدن ، وسوء الخدمات والفساد الذي ينهب ميزانية المحافظات ويذهب الى جيوب المسؤولين بدلا من ان يذهب الى مستحقيه.من حق أعضاء مجلس المحافظة أن يلقوا القصائد الحماسية ، ومن حق النائب السابق محمد الطائي أن يصرخ طالباً النجدة لأن هناك مؤامرة دولية ضده ، ورغم الطائي هذه الايام يصرخ في الفيسبوك " الإقليم او الموت الزؤام " لكنه لم يخبرنا لماذا يستخدم في سفرياته جواز سفر سويدياً ، مع أنه لفلف من العراق الذي يتنكر له ، ملايين الدولارات.والآن دعوني أسأل : هل إذا تحقق حلم محمد الطائي ومعه أشاوس مجلس محافظة البصرة بإنشاء الإقليم ستنتهي مشاكل البصرة ؟ أرجو أن يتقبل البعض مني هذا الكلام القاسي : عندما لا يعود هناك إيمان بهذا الوطن ، فلن نخرج من هذه الفوضى العارمة ، وسوف تتهالك القيم وروح المواطنة ، ويتحوّل الانتماء الوطني إلى مجرد لغوٍ سياسي ، الهدف منه الحصول على قدر أكبر من الغنائم. في هذا المكان كتبت أكثر من مقال عن البصرة وأحوالها وأهوالها ، وحدثتكم عن العوائل التي تمت مطاردتها وتهجيرها ، وعن المليارات التي أُهدرت بدون وجه حق ، وعن الجماعات المسلحة التي ترفض كل مظاهر الحياة المدنية ، وفي كل ما كتبت لم أسمع يوما صوتا للسادة أعضاء مجلس المحافظة يندد بهذه الممارسات ، ربما سيقول البعض إن الاقليم حق كفله الدستور ، وأنا ياسادة معكم إذا كان القائمون على المشروع تهمهم مصلحة المحافظة أولاً وثانياً وثالثاً ، أكثر من انشغالهم بنوع الكرسي الذي سيجلسون عليه ومواصفاته ، صحيح أنا لا أفهم بالمسائل الكبرى التي تشغل السادة أعضاء مجلس محافظة البصرة ، فأنا مهموم بالقضايا الصغيرة التي لاتشغل بال الكثير من اعضاء المجلس ، كمثل الذين يموتون فقرا وعوزا في أغنى مدينة في المنطقة . ومثل الذين لا يشبعون من سرقة المال العام ، ومثل الملايين الذين يحلمون بمدن نظيفة ، ومثل الشباب الحالمين بجسور للمحبة لاتقطعها مليشيات متنفذة . لا قضايا أخرى تهمني تقريباً سوى المواطن البصري البسيط وكرامته وحقه في العيش من دون مهرجانات سياسية كاذبة احد ابطالها " مزور صكوك " .

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على