بيت المدى يؤبِّن علاء مشذوب ويطالب بكشف قاتليه

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ قحطان جاسم جواد عدسة/ محمود رؤوف
بألم ووجع تم تأبين الروائي والكاتب د"علاء مشذوب"في بيت المدى بالمتنبي، وهوالذي مات ظلما بيد آثمة أمطرته بـ 13 رصاصة لم تترك له الفرصة لأن يسترد أنفاسه،فساح دمه ليروي أرض كربلاء المقدسة،ليزيد من ماْسيها المفجعة. المشذوب استشهد بعد أن التقى جمعاً من أدباء كربلاء قبل ان يصل إلى منزله. أسكتوا صوته المدوي ضد الظلم والطائفية والفساد ذلك الصوت القوي، الذي أشر بوضوح كل مايحلم به العراقيون في تغيير الواقع الذي يعيشه البلد المزري،ذلك الواقع المدمي من كثرة الحروب والاغتيالات والقتل على الهوية والفساد.أراد المشذوب أن يقول لا..لا تصفع كل أؤلئك الكذابين والمزورين الذين يدعون الدين والوطنية والحرص على أمن ومستقبل البلاد.إن اغتياله يؤشر أن ماكنة الفساد والقتل ماضية في غيها وتسكت كل من يقول لا. 
يغتالون من يرفع شعار التغييربيت المدى في المتنبي كعادته في استذكار القامات العراقية الكبيرة،قام بتأبين الروائي والأكاديمي "د.علاء المشذوب" في حفل ارتسم فيه الحزن على محيا الحاضرين بسبب هول الصدمة من جراء الاغتيال البشع الذي تعرض إليه الفقيد المغدور. شارك في الحفل بعض أصدقاء الراحل من محافظة كربلاء .وقدم الجلسة الإعلامي"عماد جاسم"معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة،الذي تحدث قائلا:- للأسف إن الموت والاغتيال في مايسمى بالعراق الجديد وصل الى الأدباء والمفكرين والعلماء وراح يلتقطهم واحدا بعد الآخر، وهم الذين يرفعون شعارالتغيير.واليوم لانؤبن علاء مشذوب بل سنحتفل به وببقية الشهداء.نعم نحتفل بإنجازاتهم الكبيرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. المشذوب ترك لنا رصيداً من الكتب بحدود 32 كتابا في العديد من المجالات الإبداعية.وكان الفقيد معنا في ساحات الاحتجاج.وكان يؤكد ان الاديب هو الإنسان الفاعل،والحالم بالتغيير،ولايريد أن يقدم أدبه واعتراضاته الى جمهور محدود، بل أراد أن تصل اعتراضاته الى جميع الناس ليكتشفوا حجم الفساد والخراب في بلادنا.
مسرحة الروايةالدكتور قحطان فرج الله قال"- شكراً لبيت المدى السباق في الاحتفال بالرموز الثقافية وتأبين الراحلين.أعتقد أن الكلام الحقيقي عن الشهداء لايكون بكلمات المجاملة، إنما يكون بقراءات حقيقية لمنجزاتهم الثقافية. معرفتي به جاءت عن طريق صديقي أحمد فتوح،وجمعتنا جلسات ثقافية في منتديات كريلاء.وأنجز بفترة قليلة كتباً مهمة في الرواية والنقد وأدب الرحلات. روايته الأخيرة"شارع أسود" قرأتها وهي مسودة. أعتقد أن مشذوب ترك بصمة في الرواية العراقية كنص مغايرلما مألوف.وكان يتسم بمسرحة الرواية بحكم تخرجه من قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة. كما تنتقل رواياته من البحث في أحداث كربلاء الى روايات تتناول أحداثا عن بغداد. كذلك تناول الفساد والظلم في كتبه. عام 2019 عاد الى بغداد في روايته شارع أسود.كما اتجه نحو التاريخ ليسجل ما تحمله المرحلة والمنطقة من فساد واضطرابات وتحولات قدمها في رواياته ليكشف فيها الكثير من العيوب والمآخذ، متخذاً من الاديب نجيب محفوظ إنموذجاً في معالجة الامور كما فعل في روايته زقاق المدق. المشذوب يصح أن نسميه بالكاتب الثائر الذي نذر نفسه للوطن ووقف ضد كل من أساء لهذا الوطن من الساسة ورجال الدين.وكان لاتلومه في الحق لومة لائم،بل كان شجاعا وجريئا الى حد بعيد في التصدي للظلم والفساد والطائفية، ودفع حياته ثمنا لذلك.أدعوالى وقفة نقدية جديدة لأعماله لكشف مافيها من رؤى وتقنيات وأسلوب كتابة مغاير .
المواجهة والتحدي والمغامرةالناقد د. أحمد حسين الظفيري قال:- كان الفقيد مثالاً للمثقف العضوي والجريء.فكان يربط بين مواقفه الفكرية ضد الفساد والطائفية،وبين سلوكه الحقيقي في الذود عن مصلحة الوطن.فكان يخرج في الاحتجاجات والتظاهرات في بغداد ويكتب ويشجب بشدة تصرفات السياسيين المسيئة للوطن.كما كان يدعو المثقفين للعمل بقوة لنصرة الشعب العراقي ،والتصدي للفساد والظلم والمطالبة بالتغييرفي الميدان.وعدم المهادنة والركون للهدوء بل يجب على المثقف قيادة التغيير.كنت قبل أيام في مصر وقالت لي صاحبة مكتبة ظُلم علاء مشذوب وهو كاتب جيد.أي أنه صار معروفا في مصر كما هو معروف بالعراق.وأعتقد أن قاتله لو يعرف قيمة مشذوب في العراق ومصر لما قتله.لقد أسس مشذوب لمرحلة جديدة في الادب حول التصدي والكفاح ضد الظلم والفساد.كذلك كان يتمتع بالمغامرة والجرأة في الطروحات الادبية المغايرة.ومنح السرد فعل المواجهة والتحدي والمغامرةو خصوصية الجرأة والاقتراب من الموت.وجعل الظلاميين يخافون منه ويعملون على الغدر به.
دم الكاتب يعلوكما قرا مقدم الجلسة عماد جاسم جانبا مماكتبته الروائية"لطفية الدليمي"عن اغتيال المشذوب فقال:يحق للغضب ان يتواصل حتى يكشف القضاءعن الجهة التي دبرت اغتيال المشذوب.هل يتواصل صوت الاحتجاج على اغتيال الكلمة الحرة في شخص روائي وكاتب مهم اغتيل أمام بيته؟هل سنرى مسعى من الحكومة لكشف القاتل أم سيخف الضجيج العاطفي ووقفات الاحتجاج،كما حدث من قبل سيبقى دمه يعلو في أفقنا الأسود مادام في البلاد سلاح مباح بأيدي كارهي الثقافة والادب والكتب.
يوم مشهودكما قرأ جاسم شيئا مما كتبه الكاتب"علي حسين"عن الراحل فقال:-إن ماجرى في كربلاء هو جريمة كاملة،ستبقى عاراً يلاحق مرتكبيها ومن فوضهم،لكنها ستبقى يوماً مشهوداً يؤرخ له بانه اليوم الذي غاب فيه ضمير الساسة،فلم يعد منظر قتل مثقف وطني يثير مشاعرهم،مثلما يثيرها لمعان الكرسي.
المكان بطلاًالدكتور"حيدر جمعة العابدي"جاء من كربلاء خصيصا للمشاركة وقول كلمة حق عن صديقة الفقيد فقال:- أنا أكثر من كتب عنه وعن رواياته وأسلوبه بالكتابة. تأثركثيرا بالروائي الكبير نجيب محفوظ كونه موثقا للبصرة،لكنه اختلف عنه بأسلوبه في توثيق المكان وجعله بطلا وأغدق عليه بالجمال،وجعله يحاور الشخوص وليست الشخوص تحاوره.في روايته الأخيرة جمهورية باب الخان نجد أن بطل الرواية كلما حدثت مشكلة أو أزمة في المكان الذي يعيش فيه،يذهب الى البيئة القديمة ويستعيدعبرالمنولوج الداخلي استذكارالآباء والأهل.وكأنه يستعيد مكانهم القديم من خلال ذلك المكان.كما أراد أن يستعيد المسكوت عنه من خلال المكان.إن المشذوب أثبت لنا بما لايقبل الشك انه المثقف العضوي،حيث نجده في كل مكان في كربلاء وبغداد وبقية المحافظات يحتج ويتظاهرويكتب وينتقد بجرأة كل حالات الظلم والفساد والجشع الذي يمارسه السياسيون ضد أبناء جلدتهم. خسارة علاء هي مجموعة خسارات لنا نحن أهل الادب والثقافة. كما تحدثت "نور العبادي مديرة نادي رواق الثقافي في كربلاء فقالت:-رحيل علاء مشذوب كان أكبر خسارة لنا وللحركة الثقافية ، لأنه من أكبر الداعمين للنادي ومن المشاركين في فعالياته .ومازالت روحه ترفرف بيننا وترفض مغادرتنا لشدة تعلقه بالنادي ونشاطاته الثقافية. وكان يحضر كل أمسياتنا.أما جرأته وتحديه وحتى استشاده كانت رسالة سامية حملنا مسؤولية الحفاظ عليها ، ودعت نور إلى ضرورة مواصلة نفس المسار الذي اختطه الراحل بإعلاء شأن الكلمة الحرّة .

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على