التحالف يدفع بتعزيزات إضافية نحو صنعاء وصعدة مع عودة الانقسامات إلى تحالف الحوثيين قالت مصادر عسكرية يمنية، ان قوات التحالف بقيادة السعودية، دفعت بتعزيزات حربية اضافية الى المنطقة الحدودية، ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء، دعما لحملاتها الكبيرة نحو المعاقل الرئيسة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح شمالي البلاد. وأفادت مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب، بوصول قوات كبيرة تضم لوائين عسكريين الى محور البقع حوالى ١٥٠كم، شمالي شرق محافظة صعدة، قرب الحدود مع السعودية، بالتزامن مع ارسال كتائب عسكرية جديدة بكامل عتادها لتعزيز جبهة نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وتقود القوات الحكومية للاسبوع الرابع على التوالي حملة عسكرية ضخمة في مديرية نهم شرقي العاصمة اليمنية، انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف، تزامنا مع هجوم أضخم من الاراضي السعودية باتجاه معاقل الحوثيين في محافظة صعدة شمالي البلاد. وكثف حلفاء الحكومة خلال الاسابيع الاخيرة من اتصالاتهم الرامية لدعم الحملات البرية الجديدة التي تتصدرها قوات حكومية يمنية، لتأمين الحدود الجنوبية للسعودية، واستعادة صنعاء بعد ثلاث سنوات من سقوطها بايدي الحوثيين وحلفائهم العسكريين في قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وخلال الساعات الاخيرة، واصل حلفاء الحكومة ضغوطا عسكرية كبيرة باتجاه مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق في محيط مركز مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، مع وصول مزيد التعزيزات عبر الحدود السعودية الى المديرية الاستراتيجية عند مفترق طرق ثلاث محافظات يمنية شرقي وشمالي صنعاء. وحافظت القوات الحكومية على مكاسبها الاخيرة من تقدمها البطيء والمكلف في مديرية نهم على بعد ١٤ كم عن "نقيل بن غيلان" الاستراتيجي. وتكافح القوات الحكومية التي تتمركز منذ عامين ونصف على بعد ٤٥كم عن العاصمة اليمينة، من اجل تحقيق اختراق حاسم باتجاه منطقة "نقيل بن غيلان" التي تبعد حوالى ٢٠ كم من مطار صنعاء الدولي. وخلفت المعارك المستمرة هناك منذ مطلع الشهر الجاري اكثر من ٥٠٠ قتيل وجريح، حسب مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب. الى ذلك استمرت المعارك عنيفة على طول الشريط الحدودي مع السعودية وجبهات القتال الداخلية في محافظات تعز ومأرب والجوف وصعدة. وتبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير. واعلن الحوثيون سقوط قتلى وجرحى من حلفاء القوات السعودية بقصف مدفعي قبالة منفذ الخضراء الحدودي في منطقة نجران المتاخمة لمحافظة صعدة من الجانب اليمني. وقتل ١٠ مسلحين حوثيين على الاقل بينهم قيادي ميداني بارز، واصيب اخرون بمعارك ضارية مع القوات الحكومية في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة. كما تحدثت المصادر ذاتها عن مقتل واصابة ١٤ مسلحا حوثيا بغارات جوية في منطقة الهاملي شرقي مدينة المخا عند الساحل الغربي على البحر الاحمر. وقتل عنصران من القوات الحكومية بقصف صاروخي على مواقع عسكرية في سلسلة جبال كهبوب حوالى ٢٥ كم شمالي شرق مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر، حسب مصادر ميدانية. وسقط قتلى وجرحى من الطرفين باشتباكات عنيفة في مديرية ذي ناعم جنوبي محافظة البيضاء وسط البلاد. في سياق اخر، اعلنت مصادر اعلامية من طرفي الاحتراب، انجاز صفقة تبادل للاسرى شملت الافراج عن ٤٦ اسيرا من الحوثيين وحلفاء الحكومة في محافظة لحج جنوبي غرب البلاد. وحسب المصادر، فبموجب الصفقة التي قادها وسطاء محليون، افرج الحوثيون عن ٢٣ اسيرا من حلفاء الحكومة المعروفين بالمقاومة الجنوبية، مقابل ٢٣ اسيرا من الحوثيين، سقط معظمهم خلال المعارك عند الساحل الغربي على البحر الأحمر. إلى ذلك، عادت أجواء التوتر وازمة الثقة بين حلفاء الحرب في صنعاء الى التصاعد مجددا، وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق بتعطيل مؤسسات الحكومة الاحادية المشتركة بين الجانبين . وهاجم زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، حلفاءه في حزب المؤتمر الشعبي، الذي قال انهم يتجاهلون دور ما وصفه بـ "العدوان" فيما وصلت إليه البلاد ولا يرون من مشكلة إلا "أنصار الله". واكد ان تواجد هؤلاء الذين وصفهم بـ"المأزومين" في مؤسسات الدولة هو أضعاف اضعاف تواجد جماعته، لكنهم لا يعون "مفهوم التحالف والشراكة"، حد قوله. واشار الى ان هؤلاء لا يعرفون الا ان يكونوا "خصما"، واعتبر ذلك اسلوبا "غير مشرف". ويأتي التصعيد الخطابي الجديد لزعيم جماعة الحوثيين، بعد ايام قليلة من مهاجمة حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، احزاب موالية للجماعة، وصفها بـانها" "كيانات كرتونية مرتزقة". وشهدت الاشهر الاخيرة، استنفارا امنيا كبيرا وسجالا خطابيا حادا بين حليفي الحرب في صنعاء، بلغ ذروته اواخر اغسطس الماضي بمقتل ضابط رفيع في قوات الرئيس السابق وثلاثة من أفراد نقطة تفتيش موالية للحوثيين في اول صدام مسلح بين الشريكين، قبل ان يعلن الطرفان منتصف سبتمبر الماضي التوصل الى تفاهمات مشتركة لإعادة بناء الثقة بعد اتصال مباشر بين زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. لكن التوتر السياسي والامني بين الشريكين اللذين يقودان منذ ثلاث سنوات تمردا مسلحا، وتحالفا سياسيا ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليا، عاد مجددا مع اطلاق جماعة الحوثيين حملة اعتقالات طالت ناشطين وصحفيين موالين للرئيس السابق، واقصاء مسؤولين اخرين من الشراكة في اكتوبر الماضي. أكثر من ٦ سنوات فى مأرب بريس