أثار الانفجار الذي وقع في العاصمة الصومالية مقديشو، السبت الماضي، اهتمام وسائل الإعلام الدولية، حيث يعد واحدًا من أقوى التفجيرات على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إنه لسنوات عديدة، كانت الصومال جبهة منسية بين مختلف الحملات ضد أعمال الإرهاب المتطرف في جميع أنحاء العالم. وأضافت الصحيفة أن هذا الانفجار الذي وقع في مقديشو، سيؤدي إلى التدخل الدولي مرة أخرى على الأقل لبضعة أيام، مما يشير إلى تكثيف التزام الولايات المتحدة المتنامي بممارسة دور أنشط في الصومال. وفي وقت سابق من هذا العام، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصومال "منطقة عمل عدائية"، مما سمح بزيادة نفوذ الولايات المتحدة في شن ضربات جوية، وتوسيع نطاق الأهداف المحتملة، كما تم إرسال قوات أمريكية منتظمة إلى الصومال للمرة الأولى منذ عام ١٩٩٤. وقد تم اتباع نفس النهج في بعض المناطق التي تواجهها الصراعات مثل العراق وأفغانستان. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى معاناة الصومال من الجفاف منذ ٤٠ عاما، حيث تفاقمت آثار الكارثة المناخية بسبب الحرب وسوء الحكم، وتمكنت حركة الشباب الإرهابية من السيطرة على السكان في المناطق الريفية في معظم أنحاء الجنوب ووسط الصومال، وتمكنت من فرض حظر على المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها، مما أجبر مئات الآلاف من الناس على الاختيار بين الموت من الجوع والمرض أو العقوبة الوحشية. وأوضحت "الغارديان" أنه من المؤكد أن حركة الشباب الإرهابية التى تتخذ من البلاد مقرا لها هى المسؤولة عن التفجير الذي أسفر عن مصرع ما لا يقل عن ٣٠٠ شخص فى مقديشو، مما يثبت أنها من بين أكثر المنظمات قوة في أي مكان. وعلى الرغم من أن هذه الحركة كانت منظمة رسمية تابعة لتنظيم القاعدة منذ عام ٢٠١١، وعلى الرغم من أنها اجتذبت مسلحين من الغرب، فإنها لم تشارك في أي تخطيط إرهابي ضد الأهداف الأوروبية أو الأمريكية، لكنها شنت سلسلة من الهجمات الدموية في شرق إفريقيا، مثل الاعتداء على مركز تجاري في كينيا في عام ٢٠١٣، والذي أسفر عن مقتل ٦٧ شخصا. واختمت الصحيفة البريطانية بالقول إن "سلسلة الاعتداءات التي شنتها حركة الشباب على قواعد الاتحاد الإفريقي عملت على تقويض الإرادة السياسية لمواصلة هذا الالتزام فيما بين الدول الإقليمية". يذكر أن انفجارا هائلا هز وسط العاصمة الصومالية مقديشو، السبت الماضي، بسبب انفجار شاحنة مليئة بمئات الكيلوجرامات من المتفجرات العسكرية، والقنابل بدائية الصنع مما أدى أسفر عن مقتل ٣٠٠ شخص على الأقل وإصابة آخرين. أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز