صباح الأحمد الجابر الصباح

صباح الأحمد الجابر الصباح

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

ويكيبيديا

الشيخ صَبَاح الأَحمَد الصَّباح (٨ محرم ١٣٤٨ هـ / ١٦ يونيو ١٩٢٩ - ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠)؛ أمير دولة الكويت خلال الفترة ٢٩ يناير ٢٠٠٦ حتى وفاته في ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠، والشيخ صباح هو الأمير الخامس عشر منذ تأسيس إمارة الكويت، والأمير الخامس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة. وهو الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت من منيرة العثمان السعيد العيّار. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بصباح الأحمد الجابر الصباح؟
أعلى المصادر التى تكتب عن صباح الأحمد الجابر الصباح
٤ "سيناتورات" في "الكونغرس القطري" .. نقلة نوعية في "مجلس الشورى" ...................................................................... أحمد علي يكتب في كلمة صدق صانع الأجيال .. وصانعة الرجال ..................................................................... الحراك النسائي الإيجابي يصب في إطار جهود "صاحبة السمو" الدائمة .. ومبادراتها الداعمة ...................................................................... "تميم المجد" الداعم الأول للمرأة القطرية لأنها ركيزة الأسرة الصالحة ......................................................................... استوقفتني صورة، ليست كغيـــرها من الصور، فــــهي مليئة بالمعـانــي والعبـــر، وذلك لأنك عندما تتأملها تخطف بصرك، وتخاطب بصيرتك. هذه الصورة المنشورة على صدر الصفحة تفيض في تفاصيلها بالكثير من الدلالات الاجتماعية، وتحفل في أبعادها بالعديد من القيم المجتمعية، التي تعكس بعداً سديداً، ونموذجاً فريداً من نماذج الأسرة القطرية، بطرفيها المؤسسين الشريكين أباً وأماً. هــــذا النمــوذج العــــائلي يمـــثل النـــواة الصلـــبـــة في بنياننا الوطني، حيث تقف الأم «الوالدة العظيمة»، جـــنباً إلــى جنــــب مــع الأب «الوالد الجليل»، تــشاركــــه مســــيرة البنــاء والنماء والولاء والانتماء والعطاء لهذا الوطن المعطاء. .. وعندما نتأمل سوياً بعيوننا الفاحصة، ورؤيتنا الشاخصة تفاصيــــل الصورة المذكورة، بعـــيداً عن إطارهــــــا الرســــمي الجامـــــع لصــاحــــب الســــمو «الأميــــر الوالـــد» الشـــيخ حمــد بن خليفة آل ثاني، و«صاحبـــة السمـــو» الشـــيخــة مــوزا بنــت ناصـــر، نجــدها تجــــمع فـــــي إطـــارها الوطــــني صــانع الأجيال وصانعة الرجال. .. وما من شك في أن صاحب السمو «الأمير الوالد» ــ حفظه الله ــ صنـــــع عـــلى مــــدى العقـــدين الماضــيين أجيالاً واعدة من القادة الشباب، الذين يتبوأون حالياً مناصب قيادية، في مختلف قطاعات الدولة، ومنحهم زخماً لا ينضب مـــن صفـــاته القيادية، المتمــــثلة فــــي الاستــــــقلالية ورفـــض التبعـــية، والــقدــرة عــــلـــى مواجهة التحدي، والتصدي، وعدم التعدي، يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يعكــــس في شخصيته عنـــــوان بــل عنــــفوان قـــطـــر، وروحــها وطموحها، وحاضرها ومستقبلها. كل هذه الصفات والسمات نجدها حاضرة بكل ثبات في شخصية أميرنا «تميم المجد»، ولمسناها ظاهرة قولاً وفعلاً، في خطابه غير المسبوق بجرأته، الذي ألقاه في افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى، ويمكنني تلخيصها في النقاط التالية، حيث خاطب سموه الحاضرين قائلا تريد دول الحصار إشغالنا في الجبهات التي تفتحها ضد قطر في كل مكان، بحيث تتعطل سياساتنا الداخلية والخارجية، ولكن هذا لن يكون. نحـــن لا نخــــشى مقاطــــعة هــــذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها. المجتمع القطري يعرف كيف يعيش حياته، ويزدهر ويتطور سواء أطال الحصار أم قصر. الإجـــــــراءات التي اتخذتـــــها دول الحصــــار هـــدفت إلى إحداث صدمة ســــياسية، تؤثــــر على استــــــقرار قطــــــر، وتجــــبرنا عـــــلى قبــــول الوصـــــاية، والتخـــلي عـــن اســــتقلالــــنا، لكنــــهـــــا أخطأت في عدم تقدير إرادة الشعب القطري. .. ولأن الوفاء من السمات المتوارثة في الشخصية القطرية، فقد ظهر ذلك جلياً في خطاب «صاحب السمو»، عندما وجه الشكر إلى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، على ما يبذله من جهد في الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، مقدراً حكمته وإرادته الصلبة، وحرصه على مستقبل مجلس التعاون. .. ورغم ظروف الحصار فقد حرص «صاحب السمو» أن يزف البشرى إلى شعبه الوفي، معلناً أن الحكومة تعكف حالياً على إعداد الانتخابات لمجلــــس الشورى، وتجــــهيـــــز مشروعات الأدوات التشــريعية اللازمــــة لذلــــك الاستحقاق الانتخابي، على نحو يضمن سير هذه الانتخابات بشكل مكتمل، مصارحاً شعبه أن ثمة نواقص وإشكاليات قانونية لا بد من التغلب عليها، لكي تكــــــــون انتــــخـــابــات مجلـــس الــــشورى منصفة، دون الحاجة إلى تعديلها كل فترة. لقد امتاز خطاب «صاحب السمو» بالصراحة والصرامة، والشهــــــامــة والكرامـــة، والعـــزة والاعتـــزاز بالنفـــس، والشموخ وعدم الرضوخ، وهي صفات تزرعها الأم القطرية في نفوس أبنائها، وترضعها لهم في حليبها. .. وعندما أكتب عن الأم القطرية، فإنني أستمد النموذج من «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، التي تحـــــرص دومــــاً على الظهــــور، باعـــتبارهـــا المربية الفاضلة لأسرتها، والأم الكبيرة لوطنها قطر. .. وإذا كان العطاء عنوان الأمومة فإن «صاحبة السمو» هي أم القطريين جميعاً. .. وإذا كانت التضحية رمز الأمومة، فإنها بتضحياتها هي «أم الوطن القطري» بمختلف مكوناته، على امتداد مساحته المحددة رقمياً بمساحة ١١٥٧١ كيلومترا مربعا، الكبيرة معنويا، والتي تتعدى كل حدود، ولا تقف أمامها أي عوائق أو سدود. .. وإذا كانت التربية الصالحة هي التي تصنع الرجولة، فإن سموها من خلال مبـــادراتها التـــربويـــة، هــــي المربية الفاضلة، وهي صانعة الرجال بلا جدال، خلال العقدين الماضيين في كل الأجيال. .. وما من شك في أن صورة «صاحبة السمو» المنشورة على الصفحة، ترسخ حقيقة أن «المرأة نصف المجتمع»، بل تؤكــــد أنهــــا أم مجتمــعـــها، وصـــانعة رجـــالــــه، ومربية أجياله، وملهمة أبطاله وقياداته، رجالاً ونساء. لقــــد أدركــــــت ســــموهـــــا أن صــــناعـــة الـــتاريـــــخ ليست حكراً على الرجال، وأن المرأة القطرية تستطيع أن تؤدي دوراً حضارياً في هــــذا المجال، ولــــهذا كــــــان تركيزها الأكبر على تفعيل مشاركات المرأة القطرية، خارج إطار أدوارها التقليــدية، عبر تفعيل دورها كمواطنة فاعلة في وطنها، متفاعلة مع قضاياها الوطنية. .. وعلى مدى العشرين عاماً الماضية ويزيد، بذلت «صاحبة السمو» جــــهوداً كبـــــيرة للنهوض بأوضــــــاع المرأة القطــرية، فأصبحنا نجـــدها تشارك اليوم بحيوية وفاعلية في جميع المواقع القيادية. .. وأستطيع القول إن تعيين ٤ سيدات فاضلات في «مجلس الشورى» يعد ثمرة من ثمار «السدرة الكبيرة»، التي زرعتها «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، منذ أكثر من عقدين من الزمن، في «ليوان» بيتنا القطري «العود»، وهي شجرة مثمرة، وارفة الظلال، يستظل بظلها النساء والرجال، وسائر الأجيال. لقد جاءت هذه الخطوة في توقيت مهم للغاية، والبلاد تشهد حصاراً ضارياً ضاغطاً على المجتمع القطري، بكل مكوناته رجالاً ونساء، لكن قيادتنا الرشيدة، بفضل توجهات وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشــــيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحرصاً من ســـموه على تعزيز شخصية المرأة القطـــــرية، وتأكــــيد حضورها في وطنها، تأكيداً على تحضرها في مجتمعها، آثر أن يمنحـــها دوراً أكبــــر فــــــي صنـــــع القـــرار، فـــــي إطـــار آلية وميكانيكية صناعته داخل «مجلس الشورى»، دون انحياز لجنس على آخر. .. وهذا ما عكسه القرار الأميري رقم (٢٢) لسنة ٢٠١٧، الذي يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ المشاركة الشعبية في البلاد. .. وما من شك في أن العضــــويـــــة النــــسائيــــة في مجلس الشورى لا تعني مجرد مشاركتها التشريعية فحسب، بل تتعداها، لتشمل عرض الرأي ومناقشته، وصناعة القرار وصياغته، في إطار عملية التنمية الشاملة، بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. .. وبهذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها، حصلت المرأة القطرية على حقوقها التشريعية غير ناقصة، وحققت شراكتها البرلمانية غير منقوصة أو منقوضة، رغــــم أنهـــا لـــم تكــــن يـــومــاً منفصلــة عن دائرة صنع القرار السياسي في وطنها، عبر وجودها وتمثيلها في «مجلس الوزراء» الموقر، ومـــــشاركتهـــا الايجابيــــة الميدانيــة في «المجلس البلدي». .. ولعل ما يزيد من فاعلية الدور الحضاري الذي تحظى بـــــه المـــرأة القطريــة حالياً، أنه يندرج ضمن رؤية شاملة تتبناها دولتنا، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يعتبر الداعم الأول للمرأة القطرية، باعتبارها تشكل نــــــواة الأســـرة الصالحـــة، وهذا ما يزيد من فاعلية دورها، ويوسع من تأثيرها على الساحة الوطنية. .. ويؤمن «صاحب السمو» أن الإنسان القطري ــ ذكراً وأنثى ــ هو محور البناء التنموي، وهو مرتكز الوجود الحضاري، وأن بناء المواطـــــن، هو الركـــيزة الأولى فـــي بناء الوطن. .. وانطلاقاً من ذلك، حرص أميرنا «تميم المجد» على بذل كل جهد لبناء الإنسان القطري ــ رجلاً وامرأة ــ وتطويـــــره علمـــياً وعملـــياً، وتنمـــية قـــــدراتــه، وتفعيل طاقاته، باعتبار أن ذلك يشكل أهم وسائل نهوضنا الوطني، ونهضتنا الحضارية. .. وعلى هذا الأساس، حرصت قطر على مدار السنوات الماضية على إعــــــداد المواطـــن القطـــري الأكثر علماً، والأكبر وعياً، والأغزر ثقافياً, والأوسع معرفياً، خارج إطار البحث عن البناء الأطول، والمعمار الأضخم، وهذا هو الأهم، انطلاقاً من أن الدول التي تستثمر علمياً وعملياً في بناء البشر، تحقق عائداً استثمارياً أفضل من تلك المشغولة في رص الحجر. .. ولهـــــــذا ركـــزت صاحــــبة الســــمو الشــــــيخـــة موزا بنت ناصر على تدشين «المدينة التعليمية»، وتطوير التعليم، باعتـــــبــاره الاستثمار الأضمن، وحــرصـــت على استنهاض المرأة القطرية، لتلعب دورها في مسيرة التنمية العلمية، في مختلف المجالات التنموية. .. ويكفي التوقف عند مؤتمر «وايز» للابتكار في التعليم، المنعقد حالياً في الدوحة، وقامت بافتتاحه «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، بحضور السيدة أمينة أردوغان حرم فخامة الرئيس التركي، بمشاركة حوالي ٢٠٠٠ مشارك يمثلون ١٠٠ دولة، لتأكيد ما يعنيه العلم والتعليم في دولتنا، قيادة وشعباً. فهذا المؤتمر العالمي ينعقد تحت عنوان «بين التعايش والإبداع»، لاستكشاف الأفكار وتبادلها، والتعاون من أجل العمل الإبداعي في مجال تطوير الحركة التعليمية، واقتراح الحلول للتحديات التي تواجه التعليم، حاضراً ومستقبلاً. وليــــس ببعيـــد عـــــن قـضايا التعليــم فـــقـــد حـــظي ملف المرأة القطرية باهتــــمام خـــاص فــــي فــــكر «صاحبة السمو»، وكان ولا يزال يشكل أولوية من أولوياتها، ومنهجاً عملياً من مناهجها، وركيزة أساسية في مبادراتها، التي ساهمت في تحقيق المرأة القطرية الكثير من إنجازاتها ونجاحاتها، التي تتمتع بها حالياً في مختلف المجالات. .. ولست بحاجة إلى استعراض النجاحات التي حققتها المرأة القطرية ــ وما أكثرها ــ بفضل دعم وتشـــجيع «صاحبة السمو»، في جميع المناصب التي شغلتها، والمواقع التي تبوأتها، ويكفي أنها أصبحت عنصراً فاعلاً في مجتمعها، متفاعلاً في محيطها، مساهماً بإيجابية في مسيرة وطنها. .. وما من شك في أن دخول ٤ «سيناتورات» في «الكونغرس القطري»، وأقــــصد بــــذلك تعييـــن العضوات الأربع في «مجلس الشورى»، وهن السيدات الفاضلات حصــــــة سلطـــان الجـــابــــر، وعائشــــة يوســـف المناعـــي، وهند عبدالرحمن المفتاح، وريم محمد المنصوري، يـــشكـــل علامة فارقة في تطور الحركة النسائية في البلاد. .. ولعل ما يدفعني لإطلاق مسمى «السيناتور» على أعضاء المجلس الموقر، رجالاً ونساء، أن هذه التسمية تطلق على أعضاء «مجلس الشيوخ» الأميركي، تأكيداً على رفعة مكانتهم، باعتبارهم نواباً يمثلون شعبهم، فكيف عندما تتشرف المرأة القطرية بنيل هذا الحق التشريعي والشرف البرلماني؟ .. وما كان لكل هذا الحراك النسائي الإيجابي أن يتحقق لولا جهد «صاحبة السمو»، ومبادراتها الداعمة للمرأة القطرية، على مدى العشرين عاماً الماضية، التي استطاعت من خلالها أن تمازج بين ثقافتها الإسلامية، وتقاليدها الاجتماعية، فأصبحت نموذجاً مشرفاً، لنجاحها في المزج المتوازن المتزن بين أصالتها وحداثتها. .. وتقديراً لهذا الإنجاز الوطني الحضاري، الذي يرسخ بعداً جديداً للنقاش الحواري، داخل «مجلس الشورى»، بمشاركــــــــة المــــرأة القطــرية، أتــــشرف بتــوجــيه التهنئة الخالـــــصة المخلـــــصة إلى «صاحـــــبة السمو»، وفاء وعرفاناً وإجلالاً واحتراماً، لكل ما قدمته وتقدمه لوطنها وشعبها، وللحركة النسائية في البلاد. .. والتهنئة موصولة إلى «السيناتورات الأربع»، عضوات «الكونغرس القطري»، لفوزهن بالثقة الأميرية، التي أوصلتهن إلى منصة مؤسستنا التشريعية، مما يثبت جــــدارة المــــرأة القطرية، وقـــدرتها على تحمل مسؤولياتها الوطنية، وممارسة دورها في الرقابة الواعية المسؤولة علـــى أداء أجهــــزتــنا التنفيـــذية، وطــــــرح مشاريع القوانين التي تصب في مصلحة الوطن، في إطار مبدأ «الشـــــورى»، وهو مبــــدأ شــــرعــــي مـــن مــبادئ الحكم الإسلامي، يستمد مشروعية من القرآن الكريم ويؤكد ذلك قوله تعالى «وأمرهم شورى بينهم». .. وهو منهاج مرتبط بالعقيدة والشريعة، كما أنه قاعدة عميقة الجذور في كيان المجتمع المسلم، الذي يحث على التشاور، وتقليب الآراء، وتغليب وجهات النظر المناسبة، في مختلف الموضوعات وسائر الملفات الوطنية من أجل تحقيق أفضل النتائج. .. ووســـــــط الأصـــداء الإيجـــابيــــة الــــــتي تحــــظى بـــــها الخطوة القطرية، يــــبقــــى التـــــوقـــف عـــــنـــد معــــــــانـــاة الكثيـــر من النســـاء في المنطقة، اللـــواتي توقفت طموحـــاتــــهن بعـــد «مكرمة» الســـماح لـــهن بقيادة السيارة، على حلم الحصول على «الليسن»، لسياقة «وانيت العراوي» المزود بأربع «رفارف وردية»، حيث يسعين لتحقيق الحلم الأكبر المتمثل في ممارسة هواية «التفحيط» أو «التفحيص» أو «التحفيص» من باب اللهو والتسلية، بعيداً عن الأعين، في شارع «التحلية»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق صانع الأجيال .. وصانعة الرجال ٤ "سيناتورات" في "الكونغرس القطري" .. نقلة نوعية في "مجلس الشورى" الحراك النسائي الإيجابي يصب في إطار جهود "صاحبة السمو" الدائمة .. ومبادراتها الداعمة "تميم المجد" الداعم الأول للمرأة القطرية لأنها ركيزة الأسرة الصالحة الوطن استوقفتني صورة، ليست كغيـــرها من الصور، فــــهي مليئة بالمعـانــي والعبـــر، وذلك لأنك عندما تتأملها تخطف بصرك، وتخاطب بصيرتك. هذه الصورة المنشورة على صدر الصفحة تفيض في تفاصيلها بالكثير من الدلالات الاجتماعية، وتحفل في أبعادها بالعديد من القيم المجتمعية، التي تعكس بعداً سديداً، ونموذجاً فريداً من نماذج الأسرة القطرية، بطرفيها المؤسسين الشريكين أباً وأماً. هــــذا النمــوذج العــــائلي يمـــثل النـــواة الصلـــبـــة في بنياننا الوطني، حيث تقف الأم «الوالدة العظيمة»، جـــنباً إلــى جنــــب مــع الأب «الوالد الجليل»، تــشاركــــه مســــيرة البنــاء والنماء والولاء والانتماء والعطاء لهذا الوطن المعطاء. .. وعندما نتأمل سوياً بعيوننا الفاحصة، ورؤيتنا الشاخصة تفاصيــــل الصورة المذكورة، بعـــيداً عن إطارهــــــا الرســــمي الجامـــــع لصــاحــــب الســــمو «الأميــــر الوالـــد» الشـــيخ حمــد بن خليفة آل ثاني، و«صاحبـــة السمـــو» الشـــيخــة مــوزا بنــت ناصـــر، نجــدها تجــــمع فـــــي إطـــارها الوطــــني صــانع الأجيال وصانعة الرجال. .. وما من شك في أن صاحب السمو «الأمير الوالد» ــ حفظه الله ــ صنـــــع عـــلى مــــدى العقـــدين الماضــيين أجيالاً واعدة من القادة الشباب، الذين يتبوأون حالياً مناصب قيادية، في مختلف قطاعات الدولة، ومنحهم زخماً لا ينضب مـــن صفـــاته القيادية، المتمــــثلة فــــي الاستــــــقلالية ورفـــض التبعـــية، والــقدــرة عــــلـــى مواجهة التحدي، والتصدي، وعدم التعدي، يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يعكــــس في شخصيته عنـــــوان بــل عنــــفوان قـــطـــر، وروحــها وطموحها، وحاضرها ومستقبلها. كل هذه الصفات والسمات نجدها حاضرة بكل ثبات في شخصية أميرنا «تميم المجد»، ولمسناها ظاهرة قولاً وفعلاً، في خطابه غير المسبوق بجرأته، الذي ألقاه في افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى، ويمكنني تلخيصها في النقاط التالية، حيث خاطب سموه الحاضرين قائلا تريد دول الحصار إشغالنا في الجبهات التي تفتحها ضد قطر في كل مكان، بحيث تتعطل سياساتنا الداخلية والخارجية، ولكن هذا لن يكون. نحـــن لا نخــــشى مقاطــــعة هــــذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها. المجتمع القطري يعرف كيف يعيش حياته، ويزدهر ويتطور سواء أطال الحصار أم قصر. الإجـــــــراءات التي اتخذتـــــها دول الحصــــار هـــدفت إلى إحداث صدمة ســــياسية، تؤثــــر على استــــــقرار قطــــــر، وتجــــبرنا عـــــلى قبــــول الوصـــــاية، والتخـــلي عـــن اســــتقلالــــنا، لكنــــهـــــا أخطأت في عدم تقدير إرادة الشعب القطري. .. ولأن الوفاء من السمات المتوارثة في الشخصية القطرية، فقد ظهر ذلك جلياً في خطاب «صاحب السمو»، عندما وجه الشكر إلى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، على ما يبذله من جهد في الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، مقدراً حكمته وإرادته الصلبة، وحرصه على مستقبل مجلس التعاون. .. ورغم ظروف الحصار فقد حرص «صاحب السمو» أن يزف البشرى إلى شعبه الوفي، معلناً أن الحكومة تعكف حالياً على إعداد الانتخابات لمجلــــس الشورى، وتجــــهيـــــز مشروعات الأدوات التشــريعية اللازمــــة لذلــــك الاستحقاق الانتخابي، على نحو يضمن سير هذه الانتخابات بشكل مكتمل، مصارحاً شعبه أن ثمة نواقص وإشكاليات قانونية لا بد من التغلب عليها، لكي تكــــــــون انتــــخـــابــات مجلـــس الــــشورى منصفة، دون الحاجة إلى تعديلها كل فترة. لقد امتاز خطاب «صاحب السمو» بالصراحة والصرامة، والشهــــــامــة والكرامـــة، والعـــزة والاعتـــزاز بالنفـــس، والشموخ وعدم الرضوخ، وهي صفات تزرعها الأم القطرية في نفوس أبنائها، وترضعها لهم في حليبها. .. وعندما أكتب عن الأم القطرية، فإنني أستمد النموذج من «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، التي تحـــــرص دومــــاً على الظهــــور، باعـــتبارهـــا المربية الفاضلة لأسرتها، والأم الكبيرة لوطنها قطر. .. وإذا كان العطاء عنوان الأمومة فإن «صاحبة السمو» هي أم القطريين جميعاً. .. وإذا كانت التضحية رمز الأمومة، فإنها بتضحياتها هي «أم الوطن القطري» بمختلف مكوناته، على امتداد مساحته المحددة رقمياً بمساحة ١١٥٧١ كيلومترا مربعا، الكبيرة معنويا، والتي تتعدى كل حدود، ولا تقف أمامها أي عوائق أو سدود. .. وإذا كانت التربية الصالحة هي التي تصنع الرجولة، فإن سموها من خلال مبـــادراتها التـــربويـــة، هــــي المربية الفاضلة، وهي صانعة الرجال بلا جدال، خلال العقدين الماضيين في كل الأجيال. .. وما من شك في أن صورة «صاحبة السمو» المنشورة على الصفحة، ترسخ حقيقة أن «المرأة نصف المجتمع»، بل تؤكــــد أنهــــا أم مجتمــعـــها، وصـــانعة رجـــالــــه، ومربية أجياله، وملهمة أبطاله وقياداته، رجالاً ونساء. لقــــد أدركــــــت ســــموهـــــا أن صــــناعـــة الـــتاريـــــخ ليست حكراً على الرجال، وأن المرأة القطرية تستطيع أن تؤدي دوراً حضارياً في هــــذا المجال، ولــــهذا كــــــان تركيزها الأكبر على تفعيل مشاركات المرأة القطرية، خارج إطار أدوارها التقليــدية، عبر تفعيل دورها كمواطنة فاعلة في وطنها، متفاعلة مع قضاياها الوطنية. .. وعلى مدى العشرين عاماً الماضية ويزيد، بذلت «صاحبة السمو» جــــهوداً كبـــــيرة للنهوض بأوضــــــاع المرأة القطــرية، فأصبحنا نجـــدها تشارك اليوم بحيوية وفاعلية في جميع المواقع القيادية. .. وأستطيع القول إن تعيين ٤ سيدات فاضلات في «مجلس الشورى» يعد ثمرة من ثمار «السدرة الكبيرة»، التي زرعتها «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، منذ أكثر من عقدين من الزمن، في «ليوان» بيتنا القطري «العود»، وهي شجرة مثمرة، وارفة الظلال، يستظل بظلها النساء والرجال، وسائر الأجيال. لقد جاءت هذه الخطوة في توقيت مهم للغاية، والبلاد تشهد حصاراً ضارياً ضاغطاً على المجتمع القطري، بكل مكوناته رجالاً ونساء، لكن قيادتنا الرشيدة، بفضل توجهات وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشــــيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحرصاً من ســـموه على تعزيز شخصية المرأة القطـــــرية، وتأكــــيد حضورها في وطنها، تأكيداً على تحضرها في مجتمعها، آثر أن يمنحـــها دوراً أكبــــر فــــــي صنـــــع القـــرار، فـــــي إطـــار آلية وميكانيكية صناعته داخل «مجلس الشورى»، دون انحياز لجنس على آخر. .. وهذا ما عكسه القرار الأميري رقم (٢٢) لسنة ٢٠١٧، الذي يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ المشاركة الشعبية في البلاد. .. وما من شك في أن العضــــويـــــة النــــسائيــــة في مجلس الشورى لا تعني مجرد مشاركتها التشريعية فحسب، بل تتعداها، لتشمل عرض الرأي ومناقشته، وصناعة القرار وصياغته، في إطار عملية التنمية الشاملة، بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. .. وبهذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها، حصلت المرأة القطرية على حقوقها التشريعية غير ناقصة، وحققت شراكتها البرلمانية غير منقوصة أو منقوضة، رغــــم أنهـــا لـــم تكــــن يـــومــاً منفصلــة عن دائرة صنع القرار السياسي في وطنها، عبر وجودها وتمثيلها في «مجلس الوزراء» الموقر، ومـــــشاركتهـــا الايجابيــــة الميدانيــة في «المجلس البلدي». .. ولعل ما يزيد من فاعلية الدور الحضاري الذي تحظى بـــــه المـــرأة القطريــة حالياً، أنه يندرج ضمن رؤية شاملة تتبناها دولتنا، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يعتبر الداعم الأول للمرأة القطرية، باعتبارها تشكل نــــــواة الأســـرة الصالحـــة، وهذا ما يزيد من فاعلية دورها، ويوسع من تأثيرها على الساحة الوطنية. .. ويؤمن «صاحب السمو» أن الإنسان القطري ــ ذكراً وأنثى ــ هو محور البناء التنموي، وهو مرتكز الوجود الحضاري، وأن بناء المواطـــــن، هو الركـــيزة الأولى فـــي بناء الوطن. .. وانطلاقاً من ذلك، حرص أميرنا «تميم المجد» على بذل كل جهد لبناء الإنسان القطري ــ رجلاً وامرأة ــ وتطويـــــره علمـــياً وعملـــياً، وتنمـــية قـــــدراتــه، وتفعيل طاقاته، باعتبار أن ذلك يشكل أهم وسائل نهوضنا الوطني، ونهضتنا الحضارية. .. وعلى هذا الأساس، حرصت قطر على مدار السنوات الماضية على إعــــــداد المواطـــن القطـــري الأكثر علماً، والأكبر وعياً، والأغزر ثقافياً, والأوسع معرفياً، خارج إطار البحث عن البناء الأطول، والمعمار الأضخم، وهذا هو الأهم، انطلاقاً من أن الدول التي تستثمر علمياً وعملياً في بناء البشر، تحقق عائداً استثمارياً أفضل من تلك المشغولة في رص الحجر. .. ولهـــــــذا ركـــزت صاحــــبة الســــمو الشــــــيخـــة موزا بنت ناصر على تدشين «المدينة التعليمية»، وتطوير التعليم، باعتـــــبــاره الاستثمار الأضمن، وحــرصـــت على استنهاض المرأة القطرية، لتلعب دورها في مسيرة التنمية العلمية، في مختلف المجالات التنموية. .. ويكفي التوقف عند مؤتمر «وايز» للابتكار في التعليم، المنعقد حالياً في الدوحة، وقامت بافتتاحه «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، بحضور السيدة أمينة أردوغان حرم فخامة الرئيس التركي، بمشاركة حوالي ٢٠٠٠ مشارك يمثلون ١٠٠ دولة، لتأكيد ما يعنيه العلم والتعليم في دولتنا، قيادة وشعباً. فهذا المؤتمر العالمي ينعقد تحت عنوان «بين التعايش والإبداع»، لاستكشاف الأفكار وتبادلها، والتعاون من أجل العمل الإبداعي في مجال تطوير الحركة التعليمية، واقتراح الحلول للتحديات التي تواجه التعليم، حاضراً ومستقبلاً. وليــــس ببعيـــد عـــــن قـضايا التعليــم فـــقـــد حـــظي ملف المرأة القطرية باهتــــمام خـــاص فــــي فــــكر «صاحبة السمو»، وكان ولا يزال يشكل أولوية من أولوياتها، ومنهجاً عملياً من مناهجها، وركيزة أساسية في مبادراتها، التي ساهمت في تحقيق المرأة القطرية الكثير من إنجازاتها ونجاحاتها، التي تتمتع بها حالياً في مختلف المجالات. .. ولست بحاجة إلى استعراض النجاحات التي حققتها المرأة القطرية ــ وما أكثرها ــ بفضل دعم وتشـــجيع «صاحبة السمو»، في جميع المناصب التي شغلتها، والمواقع التي تبوأتها، ويكفي أنها أصبحت عنصراً فاعلاً في مجتمعها، متفاعلاً في محيطها، مساهماً بإيجابية في مسيرة وطنها. .. وما من شك في أن دخول ٤ «سيناتورات» في «الكونغرس القطري»، وأقــــصد بــــذلك تعييـــن العضوات الأربع في «مجلس الشورى»، وهن السيدات الفاضلات حصــــــة سلطـــان الجـــابــــر، وعائشــــة يوســـف المناعـــي، وهند عبدالرحمن المفتاح، وريم محمد المنصوري، يـــشكـــل علامة فارقة في تطور الحركة النسائية في البلاد. .. ولعل ما يدفعني لإطلاق مسمى «السيناتور» على أعضاء المجلس الموقر، رجالاً ونساء، أن هذه التسمية تطلق على أعضاء «مجلس الشيوخ» الأميركي، تأكيداً على رفعة مكانتهم، باعتبارهم نواباً يمثلون شعبهم، فكيف عندما تتشرف المرأة القطرية بنيل هذا الحق التشريعي والشرف البرلماني؟ .. وما كان لكل هذا الحراك النسائي الإيجابي أن يتحقق لولا جهد «صاحبة السمو»، ومبادراتها الداعمة للمرأة القطرية، على مدى العشرين عاماً الماضية، التي استطاعت من خلالها أن تمازج بين ثقافتها الإسلامية، وتقاليدها الاجتماعية، فأصبحت نموذجاً مشرفاً، لنجاحها في المزج المتوازن المتزن بين أصالتها وحداثتها. .. وتقديراً لهذا الإنجاز الوطني الحضاري، الذي يرسخ بعداً جديداً للنقاش الحواري، داخل «مجلس الشورى»، بمشاركــــــــة المــــرأة القطــرية، أتــــشرف بتــوجــيه التهنئة الخالـــــصة المخلـــــصة إلى «صاحـــــبة السمو»، وفاء وعرفاناً وإجلالاً واحتراماً، لكل ما قدمته وتقدمه لوطنها وشعبها، وللحركة النسائية في البلاد. .. والتهنئة موصولة إلى «السيناتورات الأربع»، عضوات «الكونغرس القطري»، لفوزهن بالثقة الأميرية، التي أوصلتهن إلى منصة مؤسستنا التشريعية، مما يثبت جــــدارة المــــرأة القطرية، وقـــدرتها على تحمل مسؤولياتها الوطنية، وممارسة دورها في الرقابة الواعية المسؤولة علـــى أداء أجهــــزتــنا التنفيـــذية، وطــــــرح مشاريع القوانين التي تصب في مصلحة الوطن، في إطار مبدأ «الشـــــورى»، وهو مبــــدأ شــــرعــــي مـــن مــبادئ الحكم الإسلامي، يستمد مشروعية من القرآن الكريم ويؤكد ذلك قوله تعالى «وأمرهم شورى بينهم». .. وهو منهاج مرتبط بالعقيدة والشريعة، كما أنه قاعدة عميقة الجذور في كيان المجتمع المسلم، الذي يحث على التشاور، وتقليب الآراء، وتغليب وجهات النظر المناسبة، في مختلف الموضوعات وسائر الملفات الوطنية من أجل تحقيق أفضل النتائج. .. ووســـــــط الأصـــداء الإيجـــابيــــة الــــــتي تحــــظى بـــــها الخطوة القطرية، يــــبقــــى التـــــوقـــف عـــــنـــد معــــــــانـــاة الكثيـــر من النســـاء في المنطقة، اللـــواتي توقفت طموحـــاتــــهن بعـــد «مكرمة» الســـماح لـــهن بقيادة السيارة، على حلم الحصول على «الليسن»، لسياقة «وانيت العراوي» المزود بأربع «رفارف وردية»، حيث يسعين لتحقيق الحلم الأكبر المتمثل في ممارسة هواية «التفحيط» أو «التفحيص» أو «التحفيص» من باب اللهو والتسلية، بعيداً عن الأعين، في شارع «التحلية»!
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ............................................... سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق الجزيرة ..................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق « الجزيرة» .......................................................... قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ................................................................... «صاحب السمو» وجه عبر شبكة (C.B.S) حزمة من الرسائل حول مختلف المسائل .................................................................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن صباح الأحمد الجابر الصباح مع:
شارك صفحة صباح الأحمد الجابر الصباح على