حديث اللّحظة المشاركة فـي التصويت حقٌّ ديمقراطيٌّ مطلـق،فلا تبدِّد صوتك،وصوِّت كيفما تريد ..!

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 علي عبد الخالق
أثارت مقالتي في الأمس قدراً من الالتباس يستحقّ التوقّف عنده وتوضيح ما التبس.ويبدو أنّ من الضروري التأكيد على أنّ الأساس في ما أرادت المقالة تبيانه، هو الدعوة للمشاركة في العملية الانتخابية عبر صناديق الاقتراع، لأنّ الامتناع والمقاطعة والاستنكاف ليس سوى إضعاف لإرادة التغيير، وإن لم يتحقق مباشرة، وتزكية لمن يفوز، وإن كانت نسبة المشاركة في التصويت في أدنى مستوياتها.
إنّ حجم الاحتقان الشعبي وما يفرزه من نفور سياسي من الطبقة الحاكمة، يحجب الرؤية عن السبل الكفيلة بتحويل هذا الاحتقان وما ينطوي عليه من طاقة الفعل الإيجابي، إلى تراكمٍ يوسِّع دائرة الرفض وهوية المنخرطين فيه، ويُضعف من إمكانات الارتقاء به باعتماد كلّ أشكال النضال السياسي والنقابي والاحتجاج الجماهيري وابتكار أساليب مناسبة من شأنها في نهاية المطاف عزل القوى المهيمنة، صاحبة الحول والقرار، وكشف طبيعتها المخاتلة وزيف تلفّعها بعباءة الدين والطائفة والمذهب.ولا تدرك القوى النافرة من الوضع السياسي الراهن، أنّ الاعتكاف والنأي عن كل نشاط إيجابي، وتعظيم " الأكثرية الصامتة " السلبية والاتكالية بطبيعتها، إنما يصب في صالح الطبقة السياسية المستهدفة بالتغيير، ويمنحها المزيد من الحرية لتغيير موازين القوى باعتماد ما لديها من سلطة نافذة ومال منهوب وإعلامٍ مأجور وأدوات قمع وملاحقة وتعتيم . قد يتوهّم البعض بأنّ الامتناع عن المشاركة يعطِّل العملية الانتخابية وينال من شرعية المنتخبين، وربما يعتقد البعض أنّ تدنّي نسبة المشاركين يمكن أن يلغي الانتخابات ويسحب الشرعية عن النظام القائم . وقد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالاعتقاد بأنّ ذلك قد يدفع الى استسلامهم والاعتراف بهزيمتهم .|للأسف ما هذه إلّا أضغات أحلام .هنا يكمن الوهم وعدم إدراك الفرق بين المقاطعات الفردية، مهما اتسعت دائرة المشاركين فيها، وهي دون شك تضعف من مصداقية العملية الانتخابية وتثير حولها الشكوك، وبين المقاطعة الشعبية " السياسية " الشاملة التي تلغي الانتخابات وتسقطها. ومثل هذه المقاطعة تتطلّب استعدادات لخوض نضالات ومواجهات متصاعدة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى فرض إرادتها على السلطة الحاكمة .إنّ حركة الاحتجاجات والتظاهرات وأشكال التعبير عن الرفض كلها تطول الطبقة الحاكمة التي جاءت عبر صناديق الاقتراع ومن خلال انتخابات مهما قيل عن عدم نزاهتها والتزوير الذي جرى فيها واستخدام إمكانات الدولة وأجهزتها وإغراءاتها، فإنها السبيل الذي اعتمده الدستور في تداول السلطة سلمياً. وليس للعراقيين المتطلعين للتغيير سوى إشاعة الثقافة الديمقراطية في أوسع الأوساط الشعبية، والارتقاء بوعيها وإدراكها لمسؤوليتها في أنها صاحبة المصلحة المباشرة في خوض الانتخابات وحجب الثقة عن المرشحين الفاسدين والمسؤولين عمّا حلّ بهم وبوطنهم من نكبات وخرابٍ وانحطاط .إنهم معروفون، مكشوفون، بالصور والأسماء والأرقام والشعارات وندوب التبجُّح بالتقوى ..الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتعبير عن إرادتك بالتصويت الإيجابي، ممارسة لحقّ ديمقراطي لا ينبغي التنازل عنه، وهو الدرب المُفضي في نهاية المطاف إلى التغيير ..نعم اذهب وانتخب...

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على