ميسون الدملوجي للمدى حــراك لتشـكيل تحالـف يُسمّي الحكومة الجديدة ويمنع طبخها خارج البلد

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

   استبعدت عودة "التحالف الوطني" وتوقّعت أن يكون للمرجعيّة الشيعيّة موقف بشأن انتخابات النازحين 
 حـاورها: محمــد صـباح ...... تصوير: محمود رؤوف
كشفت المتحدثة باسم ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه إياد علاوي ورئيسة لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية، ميسون الدملوجي، عن حراك يجري خارج العراق بقيادة دول إقليمية لتشكيل أو رسم شكل الحكومة المقبلة.ولتلافي هذا، تحدثت الدملوجي، في حوار موسع مع (المدى) عن أن ائتلافها بصدد طرح مبادرة لتشكيل"تحالف وطني"جديد يضم كتلاً وقوائم انتخابية وطنية لا تؤمن بالمحاصصة الطائفية. وقالت الدملوجي إن عدداً من الكتل والتحالفات قريبة منّا لتشكيل التحالف الجديد، لكن الأقرب هو تحالف نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، فيما أكدت أن رئيس البرلمان سليم الجبوري أبدى التزاماً أخلاقياً بعدم التفكير في أي منصب في الحكومة الجديدة. وفي ما يأتي نص الحوار:
 
* في بيانها الأخير حذرت مرجعية النجف من إعادة انتخاب الفاشلين والفاسدين وخيّرت الناخب بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة أو مقاطعتها، كيف وجدتم هذا الموقف؟ــ أشكر المرجعية الدينية وتوضيحاتها بخصوص الملف الانتخابي، لكن هكذا مواضيع (إعادة انتخاب الفاسدين) من المفترض أنها لا تحتاج إلى بيانات من مرجع ديني أو إصدار فتوى دينية... هل يعقل أن يُنتخب سياسي ما فاشل أو فاسد؟، ما كنت أتوقعه شخصياً أن يكون بيان المرجعية يخصّ ملف انتخابات النازحين وضرورة إشراكهم في العملية الانتخابية وكذلك ملف تزوير الانتخابات.
* ما تأثير بيان المرجعية على مشاركة الناخبين في الانتخابات؟ ــ موقف المرجعية له تأثير كبير في المشاركة بالانتخابات لما تتمتع به من جماهيرية واسعة وهي محط تقدير واحترام من قبل كل أطياف المجتمع العراقي.. المرجعية تخشى ان تستغل أصوات الناخبين لصالح أشخاص معينين، لهذا أعطت هذا الخيار (تخيير الناخب بين المشاركة في الانتخابات من عدمه). بيان المرجعية أوحى بأن لا خيار أمامنا سوى الانتخابات، والعملية الديمقراطية، والتبادل السلمي للسلطة.
* هل تتفقين على أن الانتخابات الحالية تختلف كثيراً عن كل العمليات الانتخابية التي سبقتها بعدما سجّلت مشاركة واسعة لقوى مدنية متعددة فضلا عن انشطار الأحزاب الإسلامية؟ــ نعم هذا صحيح، المجتمع بدأ يبتعد عن"التقوقع"المذهبي والقومي، لأنه أدرك في نهاية المطاف النتيجة، وهي ان هذه المشاريع لم تقدم له أي شيء سوى الموت والدمار والصراعات والاقتتال الداخلي من أجل مصالح خارجية كان هو ضحيتها.. الآن هناك الكثير من الأحزاب الإسلامية نزلت بقوائم وأحزاب مدنية في الانتخابات البرلمانية التي ستجري قريباً، وهذا نتيجة لتغيّر المزاج العراقي الذي بدأ يسعى إلى التعايش السلمي.. الوعي العراقي بات يدرك أن التقدم يشمل كل المحافظات، والخراب يعمّ كل المحافظات فلا مجال أمامه إلّا بالتعايش والبدء بصفحة جديدة.* تريدين القول إن التحديات والمشاكل التي مرّ بها المجتمع العراقي طوال السنوات الماضية باتت درساً له؟ــ بالتأكيد أصبحت درساً لكل أبناء المجتمع العراقي. هذا درس في نبذ المشاريع الطائفية التي مزقت نسيج المجتمع، لكن الأحزاب الإسلامية بعدما فشلت في تقديم الخدمات للمواطن طوال السنوات الماضية بدأت تحاول هذه المرة الدخول في قوائم وكيانات مدنية من أجل تشتيت أصوات النخب المدنية الحقيقية المعروفة. بالتأكيد أن الاحزاب السياسية فشلت طوال المدة السابقة بدليل أن الموازنات الانفجارية خلال السنوات الماضية ذهبت إلى جيوب المفسدين وإلى الجانب الأمني حيث صرفت أموال خيالية على الأمن وكانت النتيجة سقوط ثلث مساحة العراق بيد المجاميع الإرهابية!
* الجمهور ناقم على المرشحين وكل الأحزاب والكتل من دون استثناء، كيف ستتمكنون من إقناعه بانتخابكم مرة أخرى كممثلين عن الشعب؟ــ هناك من يريد أن يخلط "الحابل بالنابل" كما يقولون بطريقة مقصودة يسعى من خلالها لأن يعطي تصوراً بأن كل السياسيين لم يقدموا شيئاً، والحقيقة هناك فرق بين من تسبب بالخراب والدمار وضياع الأموال وبين من كان متصدياً لذلك طوال السنوات الماضية.. المجتمع العراقي بات يعرف ويميز بين الأحزاب التي دمرت البلد وتلك التي كانت شعاراتها وطنية حقيقية وحاربت الطائفية ونبذتها طوال السنوات الماضية وأرادت تأسيس دولة المواطنة.
* ما هي توقعاتكم بخصوص القوى المدنية والعلمانية في سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ــ ما نأمله أن تكون هذه الانتخابات أكثر نزاهة وشفافية من كل الانتخابات السابقة بعد دخول الأجهزة الإلكترونية في العملية الانتخابية للمرة الأولى.. في الحقيقة نحن متخوفون من إمكانية التلاعب بنتائج انتخابات الخارج التي ستكون يدوية على وفق آلية التصويت المشروط، خصوصاً ونحن نسمع كلاماً عن قيام بعض المرشحين بشراء أصوات الناخبين في الخارج. هذا الامر لو حدث يضر بالعملية السياسية،لأن نسبة التغيير في البرلمان المقبل تعتمد على تقنين حالات التزوير في الانتخابات.
* ما قراءاتكم لشكل البرلمان الجديد، كيف سيكون؟ــ نتائج الانتخابات ستكون متقاربة.. لا أعتقد أن تحصل كتلة أو ائتلاف أو كيان انتخابي على عدد مقاعد يزيد على 45 مقعدا برلمانياً مما سيعطل تشكيل التحالفات بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة.. إن تمديد فترات التفاوض لتشكيل الحكومة المقبلة سيفسح المجال أمام التدخلات الخارجية في فرض سيناريوهات معينة. هناك دول إقليمية تحاول رسم شكل الحكومة المقبلة من خلال تشكيل تحالفات شيعية وسنية وكردية مما يعني العودة مجددا إلى مبدأ المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب الحكومية. مقابل ذلك نتحضر في ائتلاف الوطنية لإطلاق مبادرة لتشكيل تحالف وطني في البرلمان الجديد يضم قوىً وكيانات عراقية.
* قبل أن نتطرق لتحالفكم الجديد، تحدثتِ عن تحالفات ومفاوضات تجريها بعض الدول مع الأطراف السياسية العراقية لرسم ملامح الحكومة المقبلة، أين تتم هذه التحركات؟ــ هناك دول تقود حراكاً لتشكيل الحكومة المقبلة من خلال مفاوضات تجريها مع بعض الأشخاص والجهات السياسية المقربة من توجهاتها، وتتم هذه التفاوضات خارج العراق. جميع هذه الدول تعمل لتشكيل الحكومة المقبلة من قبل القوى الشيعية والسنية والكردية، لكن كل دولة تعمل بمعزل عن الأخرى.
* هل لنا أن نعرف أسماء الدول والكتل التي تتفاوض معها لإعادة الاصطفافات الطائفية مرة أخرى الى المشهد السياسي؟، وماذا عن الدور الإيراني والأمريكي من هذا الحراك؟ــ نعم، الولايات المتحدة الأمريكية لاعب أساس، وهذا السؤال ليس بعيدا عما تحدثتُ به حيث تسعى بعض الدول على تقريب وجهات نظر القوى والكتل القريبة من توجهاتها، وفي المقابل تنسق دول أخرى مع كتل عراقية قريبة من توجهاتها أيضا للاتفاق على شكل الحكومة المقبلة.
* ذكرتِ أنكم تعتزمون تشكيل تحالف جديد، مَن هي القوى والكيانات والقوائم الانتخابية القريبة من ائتلاف الوطنية التي تسعى لتشكيل تحالف وطني جديد معها؟ــ هناك العديد من الكتل والقوائم والائتلافات قريبة من ائتلاف الوطنية، نخوض اتصالات مستمرة معها لبناء دولة مؤسسات حقيقية، ما نريده الابتعاد عن مبدأ الطائفية في شكل الحكومة المقبلة، والأقرب لنا هو تحالف نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي. هناك تفاهمات أولية ما زالت في بداية الطريق وتحتاج إلى وقت لإنضاجها وتشكيل التحالف بعد الانتخابات.
* هناك من يتساءل عن الأسباب التي دفعت زعيم ائتلاف الوطنية للتحالف مع قوى وشخصيات إسلامية كرئيس مجلس النواب سليم الجبوري الذي يقود حزب التجمع المدني العراقي للإصلاح المنضوي في ائتلافكم؟ــ الجبوري التزم أخلاقياً أمام عدد من قادة ائتلاف الوطنية بعدم تفكيره بأي موقع أو منصب حكومي في المرحلة المقبلة.* بالحديث عن التحالفات، هل تتوقعون إعادة تشكيل التحالف الوطني الشيعي خصوصاً أنه أكبر التحالفات طوال الدورات البرلمانية السابقة مرة أخرى؟ــ لا.. أستبعد إعادة تشكيل التحالف الوطني مرة أخرى رغم وجود مساع لإعادة تشكيله، لا يمكن إعادة التكتلات الطائفية والقومية سواء أكانت شيعية أو سنية أو كردية الى المشهد السياسي مرة أخرى.
* لو تعذّر تشكيل تحالف شيعي وانقسمت كتل هذا المكون مَن تتوقعون أن يمسك منصب رئيس الوزراء: هادي العامري أم حيدر العبادي أم نوري المالكي أم سيذهب الى تيار الحكيم، وماذا عن الصدر؟ــ ربما قد يطرح اسم مرشح آخر لشغل الحكومة المقبلة غير هذه الأسماء التي يتم تداولها. الحراك التي تقوده بعض الدول في الخارج لم يحسم بعد، كما لم يتم الاتفاق على مرشح بعينه. أنا أستبعد أن يتبوأ أي شخص من هذه الأسماء منصب رئيس الحكومة المقبلة رغم وجود حظوظ أوفر لحيدر العبادي. كل هذه الأمور ستحسم بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات وكل كتلة سوف تعرف عدد مقاعدها في البرلمان وعلى ضوئه ستتفاوض مع القوى والكتل الأخرى لتشكيل التحالفات وتقديم المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة.
* هناك من يرى تشابهاً كبيراً في البرامج الانتخابية بين مختلف الكتل والقوائم خصوصاً في شعار المصالحة الوطنية الذي طرحه إياد علاوي في حملاته الانتخابية السابقة؟ــ عدم وجود مصالحة وطنية تسبب بما حصل في المحافظات الغربية من دمار وخراب وتهجير وغيرها من الامور، ومن الضروري تفعيل المصالحة الوطنية.. الحكومة لم تخصص أموالاً للمصالحة وكذلك لا توجد اهتمامات من قبل الحكومة.
* كرئيسة للجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب ماذا قدمتم للإعلام والصحفي العراقي طوال السنوات الأربع الماضية؟ــ عملنا على منع إقرار القوانين التي تحدّ من حرية التعبير والتظاهر السلمي خلال الدورة البرلمانية الحالية وجرائم المعلوماتية وغيرها من الأمور.

شارك الخبر على