قمة أنقرة تؤكد على تسريع جهود «التهدئة» فـي سوريا

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 ترامب يريد «الخروج» من سوريا ومستشاروه يحذرون من «داعش»
 أنقرة- واشنطن/ رويترز، أ ف ب
أفاد بيان مشترك بأن قادة تركيا وإيران وروسيا قالوا أمس (الأربعاء)، إنهم عازمون على تسريع الجهود لضمان «الهدوء على الأرض» في سوريا وحماية المدنيين في مناطق "عدم التصعيد" .ونشر البيان على الموقع الإلكتروني للرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اجتماعه مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة.واتهم روحاني الولايات المتحدة بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سوريا، ودعا الدول كافة إلى احترام استقلال سوريا.وقال روحاني في مؤتمر صحافي في أنقرة: "بعض البلدان وبينها أميركا تساند جماعات إرهابية مثل الدولة الإسلامية في سوريا التي تخدم مصالح هذه الدول... إيران تعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية.. الحفاظ على استقلال سورية أولوية بالنسبة لطهران" .ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني قوله إنه يجب تسليم السيطرة على منطقة عفرين التي سيطرت عليها القوات التركية وحلفاؤها من المعارضين السوريين إلى الجيش السوري.وأضاف: "التطورات الجارية في عفرين لن تكون مفيدة إذا أخلت بوحدة الأراضي السورية، ويتعين تسليم السيطرة على هذه المناطق للجيش السوري" .وترعى موسكو وطهران الداعمتان لدمشق، وتركيا التي تساند فصائل المعارضة المسلحة عملية استانا التي سمحت خصوصاً باقامة أربع مناطق لـ"خفض التصعيد" .لكن البحث عن حل للنزاع السوري الذي أسفر عن سقوط اكثر من 350 ألف قتيل منذ 2011، يراوح مكانه بسبب المصالح المتناقضة لموسكو وأنقرة وطهران ومسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد.وعقد اللقاء الاخير بين قادة الدول الثلاث حول الملف السوري في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في سوتشي وأفضى الى مؤتمر وطني سوري باء بالفشل في المنتجع الروسي.وقالت المتخصصة في الشؤون التركية جانا جبور إن "هدف هذه القمة الثلاثية (...) هو اعادة تنظيم مناطق النفوذ في سورية واعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سوريا (...) بعد الانسحاب الاميركي" .ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن الممثل الخاص للكرملين في سوريا الكسندر لافرنتييف قوله: «يجب بكل بساطة عرض حصيلة معينة وتحديد الافاق»، معتبراً أن هذه الافاق هي "في المبدأ جيدة" .وكان لافرنتييف توقع أمس ان يستعيد الجيش السوري من مقاتلي المعارضة السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية خلال «الايام السبعة الى العشرة المقبلة».من جانب آخر قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية،أمس الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي، الثلاثاء، على إبقاء القوات الأميركية في سوريا لفترة أطول، لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبياً.وتخالف تصريحات المسؤول ما سبق وأعرب عنه الرئيس دونالد ترامب مراراً، في الأيام الأخيرة، عن رغبته في انسحاب سريع لنحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة داعش.ونقلت رويترز عن المسؤول، الذي لم تعلن عن هويته، أن ترامب لم يقر جدولاً زمنياً محدداً لسحب القوات، لكن صحيفة واشنطن بوست قالت إن ترامب أعطى توجيهاته لقادة الجيش بالبدء في صياغة خطة للانسحاب في سوريا.وأضاف المسؤول أن ترامب يريد ضمان هزيمة تنظيم داعش، ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسوريا.وتابع المسؤول "لن نسحب (القوات) على الفور، لكن الرئيس ليس مستعدا لدعم التزام طويل الأجل".كما نقلت وكالة فرانس برس عن رئيس المخابرات الأميركية دان كوتس،أمس الأربعاء، إن الإدارة الأميركية اتخذت قرارها حول مستقبل الانتشار العسكري الأميركي في سوريا، وسيعلن "قريباً"وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد أكد رغبته في «الخروج» من سوريا، واعداً باتخاذ قرارات قريباً، على رغم تحذير مستشاريه من أن الأمر لا يزال يتطلب عملاً شاقاً لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وإرساء الاستقرار في المناطق التي تمت استعادتها من التنظيم.وأشارت تصريحات ترامب إلى اعتقاده بأن الحملة التي يدعمها الجيش الأميركي ضد التنظيم في سوريا تقترب من الانتهاء، لكن وزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية أشارتا إلى الحاجة لمزيد من الجهود.وقال ترامب للصحافيين «حان الوقت»، مؤكداً "حققنا نجاحا كبيراً ضد التنظيم. سننجح عسكرياً في مواجهة أي أحد، لكن أحيانا يكون من المناسب العودة إلى الوطن، ونحن نفكر في ذلك بجدية شديدة" .وتنشر الولايات المتحدة حوالى 2000 جندي في سوريا يقاتلون التنظيم.وقال المشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، باعتباره قائداً للقيادة المركزية، أمس إنه "جرت استعادة أكثر من 90 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا" .وفي الوقت الذي يردد فيه ترامب انه يريد الخروج، يؤكد المسؤولون عن الملف في الإدارة الاميركية من جديد الستراتيجية الاميركية «لاحلال الاستقرار» في الاراضي التي طرد منها التنظيم.وقال قائد القيادة الاميركية للشرق الادنى والاوسط (سنتكوم) الجنرال جو فوتيل، في مؤتمر في مركز فكري في واشنطن: "اعتقد ان الجزء الصعب ما زال أمامنا، وهو إحلال الاستقرار في هذه المناطق، وتعزيز مكاسبنا، واعادة الناس الى بيوتها، ومعالجة قضايا إعادة الاعمار الطويلة الامد، وغيرها من الامور التي يجب القيام بها" .وأوضح ترامب أنه تمت استعادة «حوالى 100 في المئة» من الأراضي التي كانت تسيطر عليها «داعش» في العراق وسورية. لكن في علامة على وجهات نظره المتداخلة في شأن الحملة قال أيضاً: "لن نهدأ قبل أن ينتهي داعش".وقال المبعوث الأميركي الخاص للتحالف العالمي ضد التنظيم بريت مكجورك، في كلمته إلى جانب فوتيل، إن «الحرب الأميركية على التنظيم لم تنته بعد»، مضيفاً: "نحن في سوريا لقتال داعش. تلك مهمتنا التي لم تنته وسنكملها".وعندما سئل عن تقارير إعلامية ذكرت أن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لسوريا، أجاب مكجورك بأنه "يجري حالياً إجراء مراجعة لضمان إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على النحو الصحيح" .وأشار فوتيل إلى أنه يرى دوراً للجيش الأميركي في جهود إرساء الاستقرار في سوريا، موضحا «أعتقد أن الجزء الصعب لا يزال أمامنا، وهو بسط الاستقرار في المناطق، وتعزيز مكاسبنا وإعادة الناس إلى منازلهم»، وتابع "يوجد دور عسكري في هذا. بالتأكيد في مرحلة إرساء الاستقرار" .وأكد بريت ماكغورك الموفد الخاص للولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد المتطرفين، في المؤتمر نفسه في «معهد السلام الاميركي» (يو اس انستيتيوت اوف بيس) "إنها مهمتنا ومهمتنا لم تنجر بعد وسننجزها" .

شارك الخبر على