بعبارة أخرى ألـف مـيل .. إلاّ خـطـوة!!

حوالي ٦ سنوات فى المدى

ستبقى تفاصيل كثيرة جرت خلف الباب المغلق في اتحاد الكرة طيّ الكتمان، أو ستظل وديعة للتاريخ أو لدى الأبطال الذين تهامسوا وتداعوا إلى اجتماع هو أشبه ما يكون بالعزلة التي أفضت إلى تغيير مبدئي في ملامح الأسرة الكروية في العراق!ففي انتخابات رابطة اللاعبين الدوليين العراقيين القدامى، كان التوجه واضحاً لدى اتحاد الكرة إلى تمرير التصويت وإنهاء الممارسة بطريقة توحي بأن الاتحاد يميل إلى طرف أو تكتل من نجومنا على حساب آخر، وقد كاد هذا الخاطر الانتخابي يمر، لولا قدرة بعض أقطاب الكرة العراقية على الاستدارة بالدفة إلى الوجهة التي تحقق أهدافهم ومساعيهم قبل كل شيء.. لهذا كثر الجدل في بداية الاجتماع الانتخابي، وتحدث يونس محمود وغانم عريبي ونعيم صدام وعماد محمد وسمير كاظم وخالد هادي وحبيب جعفر وإبراهيم سالم، وكانوا ينطقون بلسان الاعتراض على الكيفية التي أرادها الاتحاد، وطالبوا بمهلة نصف ساعة للتشاور فيما بينهم بعيداً عن منصة الاتحاد وإشرافه، وبمنأى عن عدسات الإعلام!وبعد انقضاء (المهلة) التي طلبها النجوم، كنت في دخيلة نفسي اتصور أن خلافهم قد بات عميقاً، وأن صوت اختلافهم سيعلو لدى استئناف العملية الانتخابية.. لكن المفاجأة المدهشة المطمئنة كانت حين حزم النجوم أمرهم وقرروا الاستمرار في الانتخاب بعد أن رتبوا صفوفهم على نحو بدا مميزاً ومفرحاً!أجريت الانتخابات ودخل إثنا عشر لاعباً دولياً في السباق للوصول إلى مجلس الإدارة، ثم انسحب ليث حسين وحبيب جعفر ونعيم صدام وحميد رشيد لصالح زملائهم الآخرين من أجل عدم تشتيت الأصوات، فكانت النتيجة حاسمة منذ الجولة الأولى بفوز يونس محمود وعماد محمد وإبراهيم سالم وحيد جبار وأحمد كاظم وواثق أسود ومحمد ناصر، قبل أن يتمّ تشكيل مجلس الإدارة لاحقاً!كنت سعيداً جداً برصد هذه التحوّلات التي كانت تجري أمامي.. فللمرة الأولى أؤمن بأن نجوم الكرة العراقية فرضوا كلمتهم، وعبّروا عن الاختيار في منتهى الحرية والديمقراطية، ولابد هنا من الإشارة بكل اعتزاز إلى الحكمة العالية التي تحلّـت بها اللجنة التي أدارت الانتخابات وتألفت من الدكتور صباح رضا وكاظم محمد سلطان وفالح موسى وكامل زغير، وكان لردود أفعالها الإيجابية الدور الأكبر في احتواء أيّ صوت يعلو أو نقاش يحتدم!وتتبقى لي كلمة.. وهي أن إجراء الانتخابات هذه لن يغيّر كثيراً من ملامح البيت الكروي العراقي في يومنا هذا، لكنه – بكل تأكيد – إشارة مهمة ولامعة للتغيير المتوقع والمطلوب في خطوات لاحقة، بعد أن دخل النجوم بوابة الاتحاد وتمكنوا من الوقوف على المنصة الرئيسة له! إنها خطوة مهمة في رحلة الألف ميل.. نحتاج بعدها إلى مواصلة السعي والضغط من أجل إحداث التغيير والإصلاح في المنظومة الكروية العراقية.. والطريق مازال طويلاً، ولكننا فرحون بالخطوة الأولى التي كسرت الرتابة والثوابت وأشاعت روحاً جديدة في مواجهة الاستحواذ!

شارك الخبر على