بعد ٢٤ يوماً من التألق والإبهار اختتام فعاليات مهرجان مسقط ٢٠١٨

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط -ودّع مهرجان مسقط مساء أمس السبت زوّاره وضيوفه لهذا العام بعد 24 يوما من التألق والإبهار، أشاد من خلالها زوّار مهرجان مسقط وضيوفه من داخل وخارج السلطنة بالمضامين والفعاليات التي زخرت بها مواقع الفعاليات وتنوّعت وراعت مختلف الأذواق والأعمار. وجاءت دورة المهرجان لهذا العام تحت شعار «لنحتفل معا» ليشارك الجميع في رسم ملامح التألق والإبهار الذي تعيشه محافظة مسقط هذه الأيام، حيث استمر المهرجان في بريقه المتصاعد منذ انطلاقته في 18 من الشهر الفائت وحتى يوم الختام، مثريا السياحية الداخلية، وبارزا المقومات محافظة مسقط العامرة بالأصالة والتجدد، ليوثق المهرجان صفحات جديدة وفق مضامين متنوّعة وأهداف واعدة أمام المجتمع الذي هو بدوره أسهم في إنجاح ما تحقق ويتحقق في دورات المهرجان المتعاقبة. وتم إضفاء مساحة واسعة للفن والثقافة، والاهتمام بالمضامين الهادفة المتجددة التي تهم أغلب الفئات العمرية.فعاليات متنوّعةلمدة 24 يوما عاش زوّار مهرجان مسقط مع العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوّعة التي احتضنها وأبرزها مدينة فنون التسلية الألعاب الكهربائية المثيرة وألعاب المهارات، كما احتضن المهرجان معارض الشركات الراعية وعرض الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال علاوة على العروض الأخرى المثيرة التي تحبس أنفاس الجمهور. إضافة إلى المعرض التجاري العالمي حيث اختصر مساحة العالم دولا وشعوبا في مكان واحد وتحت سقف المحبة والألفة وفي كل مرة تتسع المشاركة أكثر وتنضم بلادا جديدة في المهرجان، وكل عام هناك فعاليات ومنتوجات ودول جديدة، وأخرى أبت إلا أن تشارك مرة أخرى لما وجدته من طيب الإقامة وحسن الاستقبال، ويمثل المعرض التجاري العالمي تعبيرا خالصا عن التلاحم بين الدول المشاركة مهما تعددت الواجهات والأبواب ولكنها تلتقي جميعها في مهرجان مسقط في مشهد جميل يختصر العالم في مساحة واحدة.تنشيط للسياحةولعب مهرجان مسقط دوراً كبيراً في ازدهار القطاع السياحي ولفت الأنظار إلى الميزات التي تتمتع بها محافظة مسقط كوجهة سياحية وترفيهية من الطراز الأول الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى نمو قطاع الضيافة. ويعتبر نجاح مهرجان مسقط ثمرة التعاون والتنسيق والرؤية المشتركة بين كل من القطاعين العام والخاص والذي ترك تأثيراً إيجابياً على اقتصاد البلاد من الحركة السياحية حيث يستقطب مهرجان مسقط العديد من السياح من مختلف الدول وخاصة الدول الأوروبية التي تبحث عن الدفء والطقس المعتدل في هذا الوقت من السنة الذي يكون فيه جو أوروبا صقيعا.المأكولات العُمانيةوكانت المأكولات العُمانية حاضرة برائحتها تجذب إليها الزوّار والمطبخ العُماني ليس فقط أصنافاً من الخبز والحلوى فهناك العديد من الطبخات العُمانية المشهورة والمحبوبة أيضا مثل: الهريس والثريد والباجلا والنخي وهو الحمص المسلوق وغيرها.شعوب وأزياءدول عديدة مشاركة من مختلف أنحاء العالم جاءت إلى مسقط بأزيائها وتراثها وموسيقاها لتعرضها للناس وكل دولة مميّزة عن الأخرى حتى إن تجاورتا في العادات والتقاليد والأزياء والموسيقى، ومهرجان مسقط يضم العديد من الدول في مكان واحد حيث لم يقتصر الهدف من إقامة المهرجان على الترفيه أو المتعة فقط بل شمل التعرّف على الحضارات والدول والتحدّث معهم عن قرب خاصة أنه ربما لا يتسنى لكثيرين السفر لرؤية هذه الدول وشعوبها وعاداتها وتاريخها. وأبرز ما يحرص عليه العارضون في المهرجان من مختلف الجنسيات ارتداء الزي الشعبي الذي يمثل بلدانهم ويشكّل داخلهم هويتهم، أزياء عديدة وبألوان زاهية ومزركشة، ومن يقرأ التاريخ سيدرك من دون شك أن كل زي يحمل قصة أو تاريخا أو حتى واقعة معيّنة وهو ما يجعل الأجداد يتمسكون به عبر الزمن بل ويرتدونه في المناسبات والأعياد كنوع من التفاخر والرقي، كذلك لم يقتصر الزي على الرجل دون المرأة بل شمل الأسرة كلها.متنزه العامراتأما متنزه العامرات فإنه قدّم باقة متنوّعة من الفعاليات أبرزها القرية التراثية العُمانية، والتي تجسّد من خلال أركانها المختلفة القرى العُمانية بثراء تراثها وتنوّعها، حيث تبرز هذه القرية مختلف الفنون الشعبية والأعمال التراثية التي تتمتع به السلطنة والموروث الشعبي، بالإضافة إلى الصناعات الحرفية والفنون التقليدية والألعاب الشعبية والسوق الشعبي في القرية الذي يهدف للترويج للتراث العُماني. وإضافة إلى القرية التراثية يوجد المعرض التجاري الذي يضم سلعا ومعروضات متنوّعة من دول مختلفة الجنسيات وبمشاركة من أصحاب المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعرض مشغولاتهم ومنتجاتهم وسلعهم. كما تتضمن الفعاليات متنزه الفنون التسلية بالإضافة إلى عروض الساحات كعروض اللهب، والأكروبات، وعروض المسرح للفرق الاستعراضية الفنية، وعروض الألعاب النارية ومشاركات الجهات الحكومية الخدمية وعدد من الجمعيات الأهلية. تزيّنت مسارح متنزه العامرات العام بعروض السيرك العالمية المبهرة والمتنوّعة والتي تتلاءم مع الكبار والصغار والعائلات، والتي تقدّم عروضا شيّقة، حيث شهد المسرح الرئيسي بمتنزه العامرات عروضا عالمية للفرقة البريطانية التي قدّمت العديد من العروض اليومية، والتي يتقدمها عرض القصة المشهورة «الحسناء والوحش»، كما قدّمت الفرقة الروسية بشكل يومي على مدار أيام المهرجان عروضها اليومية. وقدّمت الفرقة عددا من العروض الأكروباتية المتنوّعة أبرزها (عروض الخفة السحرية، عروض تغيير الملابس بالخفة، عروض الدرّاجات الهوائية المبهرة، عروض السلالم البهلوانية، التوازن على الكرة، التوازن على الأنتي بوت، التوازن الحركي المزدوج، عرض الصحون الصينية، المشي على العصي). وتواصلت طيلة أيام المهرجان العروض الكرنفالية المتنوّعة، والشخصيات الكرتونية التي تتجوّل بميدان المهرجان للمساهمة في اكتمال المشهد الاحتفالي بالمهرجان، ويستوقف الأطفال العديد من المشاهد والتقاط الصور التذكارية مع تلك الشخصيات. وتضمنت الفعاليات تنظيم معرض «سجل الزيارات السامية» الذي يحتوي ما خط به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- بيده الكريمة من كلمات خلال زيارات جلالته للعديد من المرافق الحكومية أو تلك التي رعى جلالته حفل افتتاحها إضافة إلى الكلمات التي كتبها جلالته في سجل الزيارات لبعض الدول، ويحمل المعرض الكثير من المعاني، ويستلهم من خلاله الجميع جمالية الخط العربي الأصيل الذي يتميّز به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم. وشاركت الهيئة العامة للوثائق والمحفوظات بمعرض يتمكّن من خلاله الزائر من التعرّف على تاريخ الوثائق العُمانية ووثائق الأصول التي تتحدّث عن عُمان منذ العصور الحجرية ثم عُمان ما قبل الإسلام وكافة المراحل إلى عصر النهضة المباركة.مرح الطفولةالاحتفال الحقيقي المذهل عند سماع ضحكات الأطفال ومشاهدة الابتسامة تملأ محياهم وتتزيّن وجوههم بأجمل رسومات الوجه بالشخصيات الكرتونية والرسومات الجميلة مستمتعين بالألعاب الأكثر إثارة ومغامرة وبألعاب متجددة، كالألعاب الكهربائية ذات الإضاءات بألوانها الجذابة اللامعة والألعاب المائية والبالونات العائمة والقوارب المائية، إضافة إلى ألعاب اليانصيب وألعاب الألغاز والذكاء، وحديقة الألعاب في الهواء الطلق، ولم يقف إلى هذا حد بل نظمت اللجنة المنظمة للمهرجان سداسيات كرة قدم للأطفال والتي أذهلت الحضور وحظيت على متابعة شائقة من قِبل زوّار المهرجان وبأزياء رياضية جذابة إضافة إلى وجود البالونات المضيئة والشخصيات الكرتونية.معرض عروس عُمانوفي عالم الأناقة والفخامة والذوق الرفيع تألق هذا العام «معرض عروس عُمان 2018»، هو ملتقى الإبداع والجمال والفنانين والمشاهير والمصممين والماركات العالمية في مجال الموضة وتنظيم الحفلات والمناسبات، حيث ضم المعرض أكثر من 100 مشارك من دول عربية وأجنبية، وعروض مخصصة لملابس الأطفال، بحضور رفيع المستوى وضيوف شرف من داخل السلطنة وخارجها.رياضة السياراتتحظى فعاليات سباق السيارات بقبول جماهيري واسع من فئة الشباب خاصة والتي يتم تنظيمها ضمن فعاليات مهرجان مسقط سنويا بالتعاون مع الجمعية العُمانية للسيارات، وشهدت هذه الدورة من المهرجان تنظيم 13 فعالية متجددة ومتنوّعة خاصة برياضة السيارات منها فعالية بيبي كارت في أول أيام المهرجان، وفعالية اكتشف جمال عُمان وبطولة عُمان للانجراف وبطولة عُمان للراليات. وتصفيات عُمان -بطولة ريد بُل للانجراف أعقبها إقامة سباق اس دبليو اس للكارتنج، إضافة إلى ذلك تدشين كأس مهرجان مسقط لسباقات السرعة وسباق الخليج لتحدي الكارتنج -24 ساعة. وإقامة عرض مسقط «كستم شو»، وتنظيم بطولة «نفط عُمان للتسويق» الدولية للانجراف على مرحلتين. وسباق روتكس ماكس للكارتنج وكأس مهرجان مسقط للراليات.الفعاليات الرياضيةوإلى جانب فعاليات رياضة السيارات احتضن مهرجان مسقط في هذه الدورة تصفيات نهائيات البطولة العالمية لخماسيات كرة القدم للهواة (F5WC) والتي أسهمت في استقطاب فئة كبيرة من اللاعبين الهواة من مختلف محافظات السلطنة واختيار ممثلي السلطنة في نهائيات البطولة في جمهورية الصين الشعبية في الدورة الفائتة. إلى جانب تنظيم الحدث الأبرز رياضيا وهو طواف عُمان الذي تشارك به نخبة من أفضل الدرّاجين العالميين والذي يتم على ست مراحل، والذي ينطلق في 13 من فبراير لعام 2018 والذي كان وما زال له الدور الأبرز في الترويج لتاريخ سلطنة عُمان وحضارتها وطبيعتها الخلابة والمنجزات التنموية والعمرانية، بفضل ما يصحبه من تغطية إعلامية متميّزة، حيث يصنّف ضمن قائمة أفضل عشرة سباقات للدرّاجات الهوائية على مستوى العالم.الفعاليات المتخصصةشهدت هذه الدورة من مهرجان مسقط إقامة عدد من الفعاليات المتخصصة، أبرزها تنظيم معرض عروس عُمان 2018م وعروض الأزياء المصاحبة له، والذي أقيم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، كما أحيا الفنانون تامر حسني وميريام فارس ومحمد أسلم وفرقة ميامي حفلاتهم الغنائية على مسرح المدينة بمتنزه القرم الطبيعي. واحتضن مسرح المدينة كذلك مسرحية «ولد بطنها» للفنان الكويتي طارق العلي، وعددا من العروض الفنية والموسيقية الأخرى مثل حفل فرقة لوجينيا العُمانية للفلامنكو.التغطية الإعلاميةحظا المهرجان بتغطية موسعة في مختلف الوسائل الإعلامية فهناك البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي سلّطت الضوء على فعاليات المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب المراكز الإعلامية التي تقوم برصد جميع الأنشطة وعمل تغطيات صحفية حول تفاصيل هذا الحدث بمختلف مواقعه وتزويد الوسائل الإعلامية بالمواد الصحفية والصور ليتم بثها ونشرها بصورة متواصلة طيلة أيام المهرجان، وكذلك الوفود الصحفية التي زارت مهرجان مسقط من تلفزيون الكويت، وإذاعة صوت الخليج، وإذاعة بي بي سي، وإذاعة مونتوكارلو، وصحيفة الوطن القطرية، ووكالة المهجر الأردنية الإخبارية، وغيرها من الوسائل الإعلامية التي رصدت المشهد من مختلف دول العالم.شكر وثناءوفي الختام تتقدّم بلدية مسقط بجزيل الشكر والتقدير لجميع الجهات الحكومية والخاصة والشركات الراعية والمؤسسات المشاركة والمساندة والداعمة في إنجاح فعاليات مهرجان مسقط 2018م، مثمنة كافة الأدوار والمهمات التي اضطلعت بها هذه المؤسسات.

شارك الخبر على