إثر تألقهم في «خليجي ٢٣» نجوم «الأحمر» تحت مجهر الأندية الخليجية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

استطلاع - مالك الغافريعاد اللاعب العُماني بقوة إلى الواجهة بعد التألق اللافت في البطولة الخليجية التي اختُتمت مؤخرا في دولة الكويت وذلك بتتويج «الأحمر» العُماني بطلا للدورة الثالثة والعشرين.هذه النسخة من دورة كأس الخليج، تُعيد بنا بالذاكرة إلى النسخة الـ17 في خليجي الدوحة، حيث كان الظهور المُبهر لنجوم «سامبا الخليج»، ذلك الجيل الذهبي لمنتخبنا الوطني والذي يتذكره كل خليجي، وأصبح اللاعب العُماني هو الأفضل خليجيا وانهالت عليهم العروض الاحترافية من الأندية الخليجية في الدوريات: القطري والسعودي والإماراتي والكويتي، ورحل الأمين علي الحبسي بعيدا إلى القارة العجوز ليحترف في الدوري النرويجي ويواصل تألقه في الدوري الإنجليزي في مسيرة استمرت 15 سنة حتى قرر إنهاءها بإرادته عندما انتقل إلى الهلال السعودي في صيف 2017م.وربما يتجه رفاق فايز الرشيدي، الكوكبة الحالية للاعبي منتخبنا، لنفس الاتجاه بالاحتراف خارجيا بعد أن لمع أكثر من نجم في البطولة الخليجية لعل أبرزهم الحارس فايز الرشيدي والذي يُعتبر بطل المباراة النهائية، إضافة إلى الرباعي الرائع الذي كان أشبه بالسد المنيع لهجمات المنافسين: سعد سهيل (فنجاء) وفهمي سعيد دوربين (النصر) ومحمد المسلمي مدافع السويق وعموده الفقري الذي أعجب نادي الجزيرة الإماراتي وسارع بخطفه قبل إغلاق فترة الانتقالات الشتوية، وعلي البوسعيدي (السويق).وفي ظهور بارز لخط الوسط العُماني بقيادة المخضرم أحمد كانو (مسيمير القطري) وهو الباقي من جيل سامبا الخليج، بعد غياب الأمين علي الحبسي لظروف ناديه الهلال السعودي، وحارب السعدي ابن السويق الذي خطفه نادي الجزيرة الإماراتي أيضا قبل أيام بعد تألقه، والشاب المتألق رائد إبراهيم (فاليتا المالطي)، فقد أثبتوا كفاءة عالية في عملية صنع الهجمات، ولعب الدور الدفاعي.وكان لخالد الهاجري لاعب السويق، حضور في خليجي 23 فقد حظي بفرصة احترافية قصيرة في نادي الظفرة الإماراتي، ويلعب حاليا لنادي السويق. وأما المهاجم البديل سعيد الرزيقي لاعب نادي النهضة فقد كـــــــان حضوره مؤثرا فهو صاحب ثنائية الصعود.تساؤل يطــــــرح نفسه، ماذا بعد خليجي 23؟ هل يخطو فايز الرشيدي وزملاؤه مثلما خطى من قبلهم نجوم «سامبا الخليج»؟كفاءة اللاعب العُمانيشاركنا المحلل الرياضي سيف الغافري ليطرح وجهة نظره في فرصة اللاعب العُماني في الحصول على تجربة احترافية خارج الوطن، فأكد الغافري كفاءة اللاعب العُماني ومنافسته لباقي اللاعبين في المنطقة وقال: «اللاعب العُماني لا تقل إمكانياته الفنية والمهارية والبدنية عن باقي اللاعبين في الخليج».وأضاف الغافري موضحا كيف بإمكان اللاعب العُماني تأكيد نفسه على المستويات المختلفة فقال: «اللاعب العُماني قادر فقط إن تحمّل مسؤوليته واعتنى بنفسه وواظب والتزم، كما أن للمجتمع دورا مهما في دعم اللاعب ليواصل نجاحه، سواء على مستوى الدوري المحلي أو الدوريات الخارجية أو على مستوى المنتخب، فلابد أن يُدعم اللاعب ليكون في وظيفته قادرا على المواصلة والعطاء».وأردف الغافري مؤكدا على العوامل المساهمة في إنجاح مسيرة اللاعب العُماني بقوله: «لمواصلة نجاح اللاعب العُماني لابد أن تتوافر عوامل وهي: التسويق الإعلامي الناجح، ووجود وكلاء أعمال للاعبين يسعون لإيجاد الفرص لهم في الدوريات المختلفة، بما يحقق التطوّر للاعب وصقل خبراته وتجاربه».وأشار الغافري إلى أنه لا يوجد لدينا وكلاء للاعبين يدعمون اللاعب في مسيرتــــــــه، وأن هناك تجارب مميّزة في السلطنة أثبتت نجاحها.وعن التسويق الإعلامي من خلال التغطية المكثفة من قِبل وسائل الإعلام لبطولة كأس الخليج قال الغافري: «إن البطولة الخليجية هي كفيلة بحد ذاتها لتقديم تسويق مميّز للاعبينا، بأقل تقدير على مستوى الدوريات الخليجية». وأضاف الغافري معلِّقا على فرصة الاحتراف للاعبينا: «الآن الطريق أصبح مفروشا بالورود للاعبينا».كما أشار الغافري إلى أن هناك أندية قطرية وسعودية قد وضعت أعينها على لاعبين عُمــــــــــانيين لمع نجمهم في البطولة الخليجية الـ23، وأن ثنـــــــائي الدفاع سعد سهيل وفهمي سعيد تحت أعين أندية خليجية.ووصّى الغافري وسائل الإعلام العُمانية بتكثيف التغطية لنجوم الأحمر وعمل التسويق الإعلامي لهم بما يدعمهم في مسيرتهم الكرويـــــــــة، وأكّد على أن الدور على وكلاء أعمال اللاعبين والعمل بجدية، وضرورة انتهاز الفرصة بعد الظهور المشرِّف في خليجي 23، واستثمـــــــار مراحل الانتقالات.اللاعب العُماني الأميزوقال المحلل الرياضي طلال العامري متحدثا عمّا خرجت به البطولة: «خليجي 23 كشفت عن مستويات اللاعبين، والتي أثبت فيها اللاعب العُماني قدرته على مجاراة اللاعبين الآخرين بل وتفوّقهم على باقي اللاعبين».وعن الأعين الباحثة عن محترفين قال العامري: «كانت هناك كثير من الاستفسارات عن اللاعبين، وهذا يؤكد وجود فرصة كبيرة للاعبينا، ويذكّرنا هذا بخليجي 17 الذي أمتع فيه «ســــــــامبا الخليج» كل المتـــابعين؛ فـانهالت الاتصالات وطلبــــــــــات اللاعبين لأندية خليجية، أبرزها أندية الدوريات: القطري والكويتي والسعودي».ويؤكد العامري على كفاءة اللاعب العُماني بقوله: «اللاعب العُماني أثبت ذاته في التجارب الاحترافية السابقة، وقد برز في الدوريات التي لعب لها، فكان العُماني يجاري الآخرين بل ويتفوّق عليهم، فاللاعب العُماني يمتاز بمهارات وقدرات عالية وبإمكانه العمل تحت الضغوط، وهذا ما رأيناه في البطولة الخليجية الأخيرة، حيث قدَّموا مستويات فنية رائعة تفوّقوا بها على المنتخبات المشاركة فنيا ونتيجة».وعن الأندية الخليجية الباحثة عن محترفين قال العامري: «وردتنا كثير من التساؤلات من قِبل الأندية الكويتية، وذلك بحكم البطولة المُقامة بالكويت، وكذلك كان هناك اهتمام كبير من قِبل الأندية القطرية كما كان هناك حضور للأندية السعودية، والخليجية عموما».أما عن اللاعبين الذين حازوا على اهتمام الأندية الخليجية فقال العامري: «اللاعب العُماني فرض نفسه، ففايز الرشيدي خطف الأنظار في البطولة وقدّم مستويات رائعة، فيأتي الرشيدي في مقدمة اللاعبين الذين خطفوا الأنظار واهتمام الأندية، وكذلك هناك استفسارات عن سعيد سهيل وفهمي سعيد وعلي البوسعيدي وحارب السعدي، أما عن رائد إبراهيم فإخوتنا الخليجيون يعلمون أنه مرتبط بعقد احترافي مع نادي فاليتا المالطي، كما أن أحمد كانو معروف لدى كل الخليجيين، وعموم اللاعبين العُمانيين حازوا إعجاب الأندية الخليجية وهم تحت المجهر».ووجّه العامري دعوته إلى القطاعين العام والخاص بأهمية دعم الكرة العُمانية؛ لما لذلك من أهمية في تطوير لاعبينا وإيجاد الفرص الأفضل لهم.وقدّم العامري رسالة شكر إلى مجلس الشورى على ما قدَّمه من دعم للمنتخب، ووجّه دعوته إلى مجلسي الشورى والدولة لأخذ الموضوع بجدية وتبنّي سياسات وخطط وطنية لدعم الكرة العُمانية ولإبقائها في مستويات متميّزة بشكل دائم.اهتمام خليجيوقال الناقد والمحلل الرياضي هلال المخيني: «إن فترة الانتقالات الشتوية لا تخدم اللاعب كثيرا، فمن الأفضل أن ينتقل اللاعب في بداية الموسم».وأضاف: «ستكون فرصة اللاعب قائمة طالمـــــــا بقي في مستواه، والأندية الخليجية ستُبقي أعينها على لاعبينا بعد الأداء الذي قدّموه».وأكّد المخيني أن هناك اهتماما كبيرا جدا من كافة الدوريات الخليجية لتطعيم دورياتها بالنجوم العُمانيين، ووجّه المخيني رسالته إلى الأندية العُمانية لتدعم اللاعبين في مسيرتهم بتسهيل الإجراءات وعدم المبالغة في قيمتهم، مع الأخذ بحقوقها بالطبع؛ وذلك لأهميته في إتاحة الفرصة للاعبين بخوض تجارب مفيدة للاعب وللمنتخبات الوطنية.عروض كبيرةوشاركنا محمد إسماعيل المحلل الرياضي، وأكّد خلال حديثه وجود عروض واهتمام كبير من الدوريات الخليجية، ويكاد تشمل هذه الطلبات جميع نجوم الأحمر مع تفاوت الفرص، وذلك حسب ظهور اللاعبين.وقال محمد إسماعيل: «أرجو من الأندية العُمانية الاحتذاء بنادي السويق، الذي ضرب مثلا للإدارة الاحترافية عندما سمح للاعبَيه حارب السعدي ومحمد المسلمي بالانتقال إلى نادي الجزيرة الإماراتي، رغم أن السويق بذل الأموال لجلب هذه الأسماء للفريق، ورغم أن المسلمي يشكّل العمود الفقري للفريق، إلا أن النادي قدّم مصلحة اللاعب ومصلحة الوطن، وهذا يُحسب له».

شارك الخبر على