الوجيه محمد المناعي.. أول بحــرينــي يـدرس صيـاغــة الحلــي والمجــوهــرات بالهنــد

حوالي سنة فى البلاد

افتتح‭ ‬محلا‭ ‬راقيا‭ ‬لبيع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والمجوهرات‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1952

التجار‭ ‬الهنود‭ ‬يتميزون‭ ‬بدماثة‭ ‬الأخلاق‭ ‬والأمانة‭ ‬والصدق‭ ‬والثقة

 

تعتبر عائلة المناعي منذ زمن بعيد من العوائل المعروفة بتعامل أفرادها في تجارة اللؤلؤ في داخل وخارج مملكة البحرين ومنهم: الوجيه ورجل الأعمال محمد بن عبدالله بن عيسى المناعي.
وقال رجل الأعمال، صاحب مجوهرات المناعي، ورئيس مجلس الإدارة الوجيه محمد بن عبدالله بن عيسى المناعي، في لقاء لـ “البلاد” إنه ورث تجارة اللؤلؤ أبًا عن جد، وتعلم صياغة الحلي والمجوهرات في الهند، ليكون أول بحريني يدرس في معهد بونا للمجوهرات في العام 1947. فيما يلي نص اللقاء: 
حدثنا عن تجارة اللؤلؤ وكيفية تعلمها؟
- ورثت تجارة اللؤلؤ أبًا عن جد وقام والدي بإرسالي إلى الهند لتعلم تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات في العام 1947 لأكون أول بحريني درس في معهد بونا للمجوهرات وسافرت عن طريق الباخرة واسمها “دواركة” وكان من ضمن المسافرين الشيخ محمد بن عيسى بن علي آل خليفة، والعديد من التجار واستغرقت الرحلة 7 أيام وتوقفت الباخرة في بعض الموانئ مثل مسقط وجوادر وكراتشي ومن الأشياء التي لفتت نظري في بومباي وجود “الترام” والهاتف والمصعد الكهربائي (الاسانسير) والشوارع المبلطة وتركز أغلب التجار العرب في محمد علي رود، وبها مقهى يطلق عليه (قهوة العرب) وكانت ملتقى للتجار، وفي الزاوية التي يقع فيها المقهى يوجد شارع يؤدي إلى مسجد القصاب وعلى بعد كيلومتر واحد يوجد مسجد جميل مبني من الرخام الأبيض يشبه تاج محل وكانت بومباي مركزًا للاستيراد والتصدير وتضاهي الدول الغربية.
وافتتحت محلي الراقي لبيع اللؤلؤ والمجوهرات في البحرين في العام 1952 وتجارة العائلة ممتدة منذ العام 1824 وقد سافر والدي وجدي إلى الهند في العام 1934 وتعاملا مع التجار الهندوس والمسلمين والبهرة الذين تميزوا بالأخلاق الدمثة والأمانة والصدق والثقة وهناك كثير من التجار والعوائل البحرينية والخليجية متواجدة منذ فترات طويلة في بومباي.

كيف كان تعاملكم مع التجار الهنود في البحرين؟
- تعاملنا أنا ووالدي وجدي مع التجار الهنود في البحرين وهم معروفون ومشهورون، فهم صاغة وتجار مواد غذائية وأقمشة وغير ذلك من المواد المعروفة في ذلك الوقت وتعاملنا معهم بشكل موسع وكانت ولاتزال تجربتنا معهم جميعًا مشرفة وممتازة وهم على أعلى مستوى من الشرف والأمانة والصدق والأخلاق. ويمتازون أيضًا بأنهم يثقون بنا ثقة غير طبيعية فهم ممكن يمنحونك أي مبلغ تحتاجه وأنت مثلا في السفر أو بضاعة من غير توقيع أو عقد.

ما أبرز العوائل الهندية التجارية التي تعاملت معها؟
- بعض العوائل الهندية التجارية الذين تعاملنا معهم، منهم: عائلة رتيلال، عائلة دململ سرداس، عائلة شتربوي، عائلة شويتر رام، عائلة بي هريداس، عائلة باتيا، عائلة كيلورام، وعائلة كالافاني. وهذه العوائل تعاملنا معها في الذهب والتجارة العامة. 
وفي الهند تعاملنا مع العوائل التجارية الهندية فقط في اللؤلؤ وهم من المسلمين والبهرة والبنيان والهندوس، مثل: عائلة سركار، عائلة كلفن، عائلة كلباش، عائلة كملش، عائلة أومني، عائلة سابو، عائلة سمتش، عائلة جيون باي، عائلة منيلال، عائلة جوكسي، وعائلة بابتلال. وهذه العوائل تعاملنا معها في اللؤلؤ من أيام جدي عيسى بن علي المناعي ولغاية اليوم.

ما أبرز المدن الهندية التي زرتها؟
- من المدن الهندية التي زرتها: بومباي لتجارة اللؤلؤ، دلهي حيث كانت لدينا وكالة مع شركة محولات كهربائية (مصنع توشيبا في الهند)، دار جيلنك لتجارة الشاي، بنغلور، شملا، وحيدر آباد حيث يقام معرض سنوي للمجوهرات الهندية زرته عدة مرات، أحمد أباد، بونا وقد درست فيها التصميم وصياغة المجوهرات، اسام لتجارة العود.
وفي مدينة بومباي كان لوالدي عبدالله بن عيسى المناعي منزل في شارع نكديفي وهو موازٍ لشارع محمد علي رود وشارع عبدالرحمن وقريب من قهوه العرب وجامع القصاب.
وكان المنزل ينقسم إلى قسمين قسم للسكن وقسم مكتب لوالدي عبدالله بن عيسى المناعي يلتقي فيه مع التجار الهنود والعرب حيث تعقد فيه المعاملات من بيع وشراء اللؤلؤ.
وفي قهوة العرب كان التجار العرب يلتقون فيها ويتبادلون الأحاديث والأخبار وكذلك يلتقون في مدخل جامع القصاب حيث يوجد خارجه مكان للجلوس وذلك من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء وبعد الصلاة كل منهم يذهب إلى سكنه.

من أبرز الشخصيات والتجار الخليجيين الذين التقيت معهم في بومباي؟
من التجار الخليجيين الذين التقيت معهم في بومباي وهم: من البحرين: عبدالله بن أحمد المناعي، عيسى بن صالح بن هندي المناعي، الشيخ أحمد بن محمد المحمود، عبدالرحمن المير، أحمد بن عبدالرحمن الزياني، جاسم بن محمد الزياني، وجعفر منديل. 
ومن دولة الكويت: خالد السهلي، عيسى يوسف القناعي وابنه فيصل الذي كان قنصل دولة الكويت في الهند، إبراهيم الجناحي، وعبدالعزيز محمد حمود الشايع.
ومن دولة الإمارات: عبدالله بن علي العويس وابنه سلطان، أرحمه بن عبدالله الشامسي، وصالح بن لوتاه.
ومن سلطنة عمان: جعفر عبدالرحيم.
ومن دولة قطر: محمد بن راشد العسيري، أحمد ومبارك الخليفي، وعبدالله بن جاسم المسلماني. 
ومن المملكة العربية السعودية: محمد علي زينل، عبدالعزيز بن عرفج، محمد بن علي البسام، وأحمد بن عبدالله القاضي.
وكنتُ ووالدي نزور دائمًا محمد علي زينل في منزله حيث إنه كان صديق والدي وكذلك كنا دائمًا نزور محمد بن علي البسام وأحمد بن عبدالله القاضي الذين حصلوا على الجنسية الهندية إلى جانب جنسيتهم السعودية الأصلية.
وكان والدي قد أتفق مع مدرس خاص لأتعلم مسك الدفاتر والحسابات (Book keeping) وكان المدرس يأتي إلى منزل والدي ويشاركني التعلم عبدالعزيز الشايع من الكويت وخليل الدوي من البحرين (أخو عبدالله وجمعة الدوي وهما تاجران لديهما عمارة في المحرق لبيع مواد السفن) واستمرت فترة التدريب مدة الشهرين.
ومن الحكام الذين التقيت بهم في بومباي: الشيخ محمد بن عيسى بن علي آل خليفة، الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة، الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت حيث كان له قصر في منطقة راقية اسمها سي جرين (SEA GREEN) ويقع مقابل (Church gate).
وعندما كنت في زيارة للشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة، أبلغني بأنه سوف يزور الشيخ عبدالله السالم الصباح في منزله وطلب مني مرافقته وعندما التقيت بالشيخ عبدالله السالم الصباح قام الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة بتعريفي بالشيخ عبدالله السالم وسألني هل أنت من المنانعه من قلالي، فقلت له نعم فقال لي الشيخ عبدالله السالم جدك سالم بن درويش المناعي فقلت له نعم، فأشاد الشيخ عبدالله السالم بأهل قلالي وبها، حيث كان يعرفها لأنه مر عليها في جولة مع صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين.
ولقد بنى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للشيخ عبدالله السالم الصباح قصرا يقع بين الحد وقلالي وهي الآن عراد الجديدة، وقد كان مبني بالجص ولم يكن بالجودة العالية فتم هدمه وبناء محلات تجارية تعود ملكيتها الآن إلى ورثة الأمير محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة (رحمه الله).

حدثنا عن أحداث مهمة شهدتها في بومباي بالهند؟
- عندما زرت بومباي لأول مرة سنة 1947 بقيت فيها لمدة سنة تقريبًا وفي وقتها كانت بداية استقلال الهند وانفصالها عن باكستان ورأيت القتلى في الشوارع وكانوا يلبسون اللباس العربي حتى يتجنبوا الاعتداء عليهم من أي طرف وكان الناس يحملون السكاكين لحماية أنفسهم وذلك بسبب الخلافات الطائفية بين المسلمين والهندوس.

شارك الخبر على