على خطى الدبابات.. هل يدعم الغرب أوكرانيا بالمقاتلات؟

حوالي سنة فى تيار

بعد نحو عام من الحرب في أوكرانيا، وافق حلفاؤها الغربيون بعد تردد استمر شهورا على إرسال الدبابات والمدرعات إلى كييف، التي قالت إنها مصيرية في ظل الهجمات الروسية المتواصلة، غير أنها ضاعفت نداءاتها بطلب مقاتلات حديثة لتحل محل أسطول القوات الجوية الذي تعود مقاتلاته إلى الحقبة السوفيتية.
 
وفي المقابل، تسابق روسيا الزمن من أجل تحقيق مكاسب على الأرض والتغلغل بشكل أكبر في باخموت الأوكرانية قبل وصول المدد الغربي من الدبابات والأسلحة الثقيلة، التي تعهد بها الغرب لكييف، حيث أعلنت موسكو قبل يومين السيطرة على قرية أخرى في المنطقة وسط محاولات لتطويق المدينة وإجبار الأوكرانيين على التراجع.
 
رفض أميركي وتردد أوروبي
وردا على سؤال للصحفيين في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد إرسال مقاتلات لكييف، أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"كلا"، لافتا إلى أن بلاده لن تزود أوكرانيا بمقاتلات إف-16.
رفض الرئيس الأميركي لكييف لم يكن الأول، حيث سبقه مستشار ألمانيا أولاف شولتز الذي أكد أمام البوندستاغ الأسبوع الماضي، أن عملية تسليم مقاتلات حديثة لأوكرانيا بمثابة خط أحمر، وتعد ملفا مغلقا لبرلين.
غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعطى بصيص من الأمل لكييف حينما قال في أعقاب محادثات أجراها في لاهاي مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، رداً على سؤال بشأن إمكان دعم كييف بطائرات مقاتلة بأنه "لا شيء مستبعداً".
سلوفاكيا أعربت عن استعدادها لإرسال طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز ميغ-29، بينما طرح سياسيون هولنديون فكرة إرسال طائرات إف-16.
رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي أكد جاهزية بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16 في حال اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قرارا بذلك.
مؤشرات سلبية
 
وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية فإن "كلا" الصريحة التي قالها بايدن ورددها قادة أوروبا بدرجات متفاوتة ليست رفضا بشكل قطعي لإرسال المقاتلات لكن هناك أولويات حاليا وهي وصول الدبابات وتدريب الأوكرانيين وهو ما قد يستغرق شهرين أو ثلاثة، هم يريدون الآن التركيز على وصول الأسلحة التي تمكن كييف من صد هجوم كبير يلوح في الأفق.
أوضحت أن كبار المسؤولين الأميركيين في وزارة الدفاع يقرون بأن أوكرانيا ستحتاج إلى تحديث قواتها الجوية بمقاتلات جديدة لكن بالوقت الحالي التركيز على إرسال أسلحة تحتاجها كييف من أجل القتال الآني.
نقلت عن دبلوماسي أوروبي أن المسألة قد تكون من على المنظور طويل الأمد، نحن حاليا نحتاج إلى تسليم ما تم الالتزام به في يناير في أسرع وقت ممكن، الوقت بعد جوهر المسألة حاليا.
أشارت إلى أن المضمون بالوقت الراهن سلبي، لكن من المرجح أن تبقى المسألة بعض الوقت خلف الكواليس وتعاود الظهور في النهاية كما الحال مع صفقة الدبابات.
بينما اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية إنه إذا لم تدعم أميركا أوكرانيا بمقاتلات "إف-16″، فستكون عرضة للنزيف حتى الموت، لافتة إلى أن دعم أوكرانيا بالطائرات يشكل تحديات عملية لكن هذا ليس سببا للرفض.
ضغط أوكراني ومخاوف غربية
 
وحول مدى استجابة الغرب لنداءات أوكرانيا، قال المحلل السياسي ليون رادسيوسيني لموقع "سكاي نيوز عربية":
 
مطلب الدبابات استمر شهورا قبل أن تعلن بريطانيا إرسالها ومن ثم جاءت موافقة أميركا وألمانيا في ظل سياسة الضغط المتبعة من قبل أوكرانيا.
هناك نمط متشابه مع موضوع المقاتلات حيث تتزايد المخاوف بشأن التصعيد مع روسيا حيث تدفع موسكو لتعزيز هذه السردية، لأنها من دون شك تساعد الكرملين في تخفيف أو تأخير المساعدات الغربية بعضا من الوقت.
تسليم المقاتلات ستعتبره روسيا مشاركة رسمية للناتو في الحرب كون كييف يمكنها استخدامه في ضرب عمق الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم رغم التعهدات الأوكرانية.
خوض معركة جوية من قبل أوكرانيا بمقاتلات أطلسية قد يستغرق وقتا حيث يتطلب تدريبا لشهور وإلى مطارات مناسبة ذات مدارج طويلة.
المقاتلات يمكنها تغيير مسار الحرب لكن منذ اندلاع الحرب هناك تأخر في توريد الأسلحة باستمرار حتى تتجاوز المعارك النقطة التي يكون فيها من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى مثل هذه النوعية من الأسلحة.

شارك الخبر على