تقرير البنك الدولي نمو اقتصاد دول التعاون بنسبة ٦.٩ % للعام ٢٠٢٢

أكثر من سنة فى البلاد

أقامت‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬أمس‭ ‬ندوة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬قُدم‭ ‬خلالها‭ ‬تقرير‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬أحدث‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬فرص‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬حول‭ ‬مشهد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المستقبلي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والقيمة‭ ‬المضافة‭.‬

‭  ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الصين

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬وجهته‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬للسعودية،‭ ‬قال‭ ‬كبير‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬إسماعيل‭ ‬رضوان‭ ‬إن‭: ‬“منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬كانت‭ ‬دومًا‭ ‬حليفًا‭ ‬تقليديًا‭ ‬للغرب‭ ‬وللولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬تحديدًا،‭ ‬ولقد‭ ‬بدأت‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالنظر‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬إلى‭ ‬التحالفات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬مع‭ ‬الصعود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للصين‭ ‬ودول‭ ‬آسيا‭ ‬عمومًا،‭ ‬والصين‭ ‬معروفة‭ ‬بكونها‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬وتملك‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الأبحاث،‭ ‬وفيها‭ ‬انتشار‭ ‬للجامعات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬فهي‭ ‬دولة‭ ‬سريعة‭ ‬النمو‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬الطبيعي،‭ ‬باعتبار‭ ‬موقعنا‭ ‬في‭ ‬قارة‭ ‬آسيا،‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬تعاون‭ ‬جديدة”‭.‬

الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬النظيفة

وعن‭ ‬آفاق‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأخضر‭ ‬أوضح‭ ‬كبير‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إسماعيل‭ ‬رضوان‭ ‬أن‭ ‬“البنك‭ ‬أوقف‭ ‬تمويل‭ ‬الأبحاث‭ ‬النووية‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬ولم‭ ‬نضمّن‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭. ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬بوجود‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬ونحث‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬النظيفة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬كثيرة”،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تحدٍّ‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬نفايات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭.‬

مستقبل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي

واستعرض‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬“توقعات‭ ‬بنمو‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬9‭ ‬بالمئة‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬7‭ ‬و2‭.‬4‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و2024‭ ‬على‭ ‬التوالي”‭.‬

وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬“تخفيف‭ ‬القيود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬حالات‭ ‬تعافٍ‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬و2022‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المجلس”،‭ ‬ولفت‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬بقيت‭ ‬منخفضة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬العالمية،‭ ‬لكن‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬القوي‭ ‬واختناقات‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد،‭ ‬رفعت‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬1‭ % ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬عام‭ ‬2021‭ (‬ارتفع‭ ‬من‭ ‬0‭.‬8‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭)‬،‭ ‬واستمرت‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬باستثناء‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬لكن‭ ‬أدى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬والدعم‭ ‬السخي،‭ ‬وقوة‭ ‬العملات‭ ‬المحلية،‭ ‬التي‭ ‬يرتبط‭ ‬معظمها‭ ‬بالدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬انتقال‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الواردات‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬إلى‭ ‬المستهلكين‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى‭ ‬مرتفعة‭ ‬الدخل”‭.‬

وبين‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬“ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬سيظهر،‭ ‬نتيجة‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬كفوائض‭ ‬مزدوجة‭ ‬قوية‭ (‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬والحساب‭ ‬الجاري‭)‬،‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيساعد‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬ثقة‭ ‬المستهلكين‭ ‬والمستثمرين”‭. ‬ولفت‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬“حالة‭ ‬عدم‭ ‬يقين‭ ‬كبيرة‭ ‬تحيط‭ ‬بآفاق‭ ‬أسواق‭ ‬النفط،‭ ‬مع‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬تحالف‭ ‬أوبك‭ + ‬بشأن‭ ‬اتباع‭ ‬نهج‭ ‬إنتاجي‭ ‬أكثر‭ ‬حذرًا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ضعف‭ ‬الآفاق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬وذلك‭ ‬لدعم‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجعها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة”‭. ‬وأضاف‭ ‬التقرير‭: ‬“لن‭ ‬يؤدي‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬بطء‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الفوائض‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬والحساب‭ ‬الجاري‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب”‭.‬

وقدم‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بالبنك‭ ‬الدولي‭ ‬عصام‭ ‬أبوسليمان‭ ‬كلمة‭ ‬افتتاحية‭ ‬تمهيداً‭ ‬للعرض‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬مؤلفا‭ ‬التقرير،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسماعيل‭ ‬رضوان‭ ‬كبير‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وخالد‭ ‬الحمود‭ ‬اقتصادي‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على