الثبات اتصالات ومحادثات أميركية وتركية علنيةً مع دمشق... انعطافة جنبلاطية تجاه "الحزب"... و"البيك" يعلن مرشحه للرئاسة

أكثر من سنة فى تيار

- قد يعاد فتح السفارات بين إيران والسعودية-  التواصل قائم ومستمر مع الجانب السوري لتحقيق عودة النازحين
الثبات: حسان الحسن-
لاريب أن التحولات التي تشهدها المنطقة، ستنعكس حتمًا على مجمل الأوضاع الداخلية في لبنان، لا بل بدأت هذه الانعكاسات بالظهور عملانيًا على الساحة اللبنانية، أبرزها كانت الانعطافة الجنبلاطية الجديدة تجاه حزب الله.
 
أما في شأن التحولات المذكورة آنفًا، فأبرزها كان التواصل السوري- التركي، من خلال اللقاء القصير الذي عقد بين وزير الخارجية السورية فيصل المقداد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، على هامش انعقاد حركة عدم الانحياز في بلغراد، بحسب ما أعلن الأخير.
 
كذلك التواصل الأميركي- السوري، ولو الهدف من إجرائه إنسانيًا، بحسب ما كشف مصدر مطلع ومسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات لشبكة CNN في الساعات القليلة الفائتة، أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية في محاولة لتأمين الإفراج عن المواطن الأمريكي أوستن تايس المختطف في سورية منذ نحو عشرة أعوام، من دون أن يعرف مصيره حتى الساعة.
 
وسبق ذلك الاتصالات والزيارات العربية وسواها مع وإلى دمشق، منها ما هو معلن ومنها هو غير معلن، وهذا ما أكده الرئيس بشار الأسد في إحدى إطلالته المتلفزة.
 
وفي سياق التحولات التي برزت أخيرًا، المحاولات الأوروبية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي الإيراني، وإجراء المحادثات الأوروبية- الإيرانية للغاية عينها.
 
وسبق ذلك، التواصل الإيراني- السعودي، والمحادثات بين الطرفين التي أجريت في بغداد، وقد تستكمل للتوصل الى تسوية تسهم في فض النزاعات في دول المنطقة، وسط تأكديهما عن بروز أجواء إيجابية خرجت بها النتائج الأولية لهذه المحادثات، قد تفتح الطريق أمام إعادة فتح السفارات بينهما في وقتٍ قريبٍ، بحسب تأكيد الجانب السعودي.
 
وليس بعيدًا عن هذه الأجواء، تستمر المساعي الأميركية التي يقوم بها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين للتوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"الكيان الإسرائيلي"، رغم كل محاولة المماطلة والتسويف، التي ينتهجها الثنائي الأميركي- "الإسرائيلي".
 
إلا أن تحذيرات الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله للعدو ومن خلفه بعدم المس بالثروة الغازية اللبنانية، ستدفع هذا الثنائي الى الموافقة على الشروط اللبنانية لإنجاز "الترسيم"، لا محال، طال الزمن أم قصر.
 
في ضوء بداية هذه التحولات، ووسط هذه الأجواء التسووية، فتحت في لبنان ثلاثة ملفات أساسية، منها ملف ترسيم الحدود البحرية المذكور آنفًا. والانتخاب الرئاسي، وعودة النازحين السوريين إلى ديارهم.
 
وفي سياق الأجواء عينها، جاءت الانعطافة الجديدة لجنبلاط تجاه حزب الله. وكعادة الأول المعهودة عند بروز أي تحولات أو تغييرٍ في المنطقة لمصلحة محور الممانعة. ويحاول "البيك" حجز موقع له في صفوف الفريق المتقدم في المنطقة والداخل اللبناني.ويسعى دائمًا للتخفيف من خسارته جراء مراهناته الخاسرة إقليميًا، لذا انعطف تجاه "الحزب"، ثم عقد لقاء بين الطرفين في دارة رئيس "التقدمي" في بيروت، في الأيام القليلة الفائتة، للبحث في أبرز الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية، وفي مقدمها الانتخاب الرئاسي.
 
وكشفت معلومات أن جنبلاط طرح على ممثلي حزب الله معاون السيد نصر الله، حسين الخليل، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "الحزب" وفيق صفا، ترشيح ابن الشوف المحامي ناجي البستاني للرئاسة الاولى.
 
وشدد "بيك المختارة" على ضرورة التوافق على مرشحِ رئاسيٍ، يحظى بتأييد طرفي الاجتماع في البداية، كي يعلن هذا المرشح لاحقًا، ويعرض برنامجه على الكتل النيابية، لقطع الطريق أمام "طروحات" رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وتفويت الفرصة على محاولته الرامية الى تعطيل الانتخاب الرئاسي، وإدخال البلد في الفراغ . غير أنهما أي (طرفي اللقاء) لم يتوصلا إلى التفاهم المطلوب على اسم أي مرشحٍ، على اعتبار أن حزب الله لم يحسم قراره في تبني أي مرشحٍ حتى الساعة، في انتظار بلورة اتصالاته مع حلفائه وسواهم.
 
بالانتقال الى ملف عودة النازحين، خصوصًا إثر التصريح المستغرب لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، لإحدى الصحف، قال فيه: "إن دمشق لا تريد عودة النازحين، لأنهم يرفدون الاقتصاد السوري، بالعملة الصعبة". في هذا الصدد، يكتفي مرجع في فريق الثامن من آذار، بالتعليق بالقول: "كلام بو حبيب لا يقدم ولا يؤخر، بالأمس بشّر اللبنانيين، بالتوصل إلى اتفاق الترسيم، فلا ترسيم ولا من يرسمون حتى الساعة".
 
ويلفت الى أن التواصل الرسمي قائم ومستمر مع الجانب السوري، لتحقيق عودة النازحين، وإن كان هذا التوصل أقل من المستوى المطلوب من جهة الجانب اللبناني، وإن بوتيرةٍ بطيئةٍ، يختم المرجع.

شارك الخبر على