السلطنة دولة في غاية التعقل والمسؤولية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

القاهرة- خالد البحيريأشاد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية د. سعد الدين إبراهيم ، بالسياسة الخارجية العمانية، قائلا: «إنها في غاية التعقل والمسؤولية، ومؤهلة دائما للقيام بالوساطة بين الأشقاء العرب بعضهم البعض، وبينهم والأطراف غير العربية، مثل إيران والهند وباكستان».وقال في حوار خاص لـ«الشبيبة»: «إن المجتمع العماني، قطع خطوات كبيرة باتجاه التنمية المستدامة في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، الذي يستلهم منه الجميع روح التجديد والموازنة بين المحافظة على الأصالة والتراث، والأخذ بأدوات العلم والمدنية».وأضاف: «هذه الروح الإيجابية التي بثها جلالته في المجتمع كفيلة بأن تضمن استمرارية النهضة العمانية وأن توفر للشعب مزيدا من الرفاهية في الداخل والاحترام والتقدير في الخارج».وشدد على أن السلطنة مهيأة الآن للقيام بدور الوسيط في الخلاف الخليجي الراهن ، «أتمنى أن تقوم بذلك وتوفق فيه لأنها هي القادرة دون غيرها بالإضافة لدولة الكويت الشقيقة». المزيد في سياق الحوار التالي..كيف تقرأ المشهد السياسيالحالي في مصر؟المشهد الآن، داخليًا، يتصف بالسيولة والحركة، أما بالنسبة للمشهد الإقليمي، فمصر تقوم بدور كبير كان غائبا عنها في المنطقة العربية، وكان هذا الغياب السبب الرئيسي في اضطراب الإقليم العربي، وما إن عادت مصر عاد إليه الهدوء والاتزان، وبالأخص في ليبيا والعراق وسوريا، وجميع هذه الأطراف رحبت بالدور المصري، في الوساطة والتوفيق في حل النزاعات بين كل من تلك البلدان وجيرانها .تحدثت كثيرًا عن وجود مصالحة من جانب الدولة المصرية وجماعة الإخوان..لماذا توقفت هذه المساعي؟هذه الأمور شأنها شأن من يعقدون صفقات في السوق السياسي، فالرفقاء السياسيون كل منهم يتحفظ -على الأقل في البداية- حتى ولو شكليًا حتى يرى ما سيقدمه الفريق الآخر لهم، وكأي سوق آخر البائع يعرض بضاعته بسعر مرتفع جدًا، والمشتري يريدها بسعر منخفض جدًا، وينتظر الاثنان على أمل إبرام الصفقة.ما هي شروط الطرفينلإتمام المصالحة؟الدولة تريد من الإخوان ثلاثة أشياء، أولا أن يكفوا عن العمل السري، وإظهار جميع ما يقومون به للنور، فما نراه من أعمال الإخوان ونشاطهم لا يمثل سوى 30% من مجمل أعمالهم والباقي تحت الأرض، ثانيا: الكف عن جميع أنواع العنف، ثالثا: الاعتذار للشعب المصري.أما الجماعة فهي تريد من الدولة، الإفراج عن جميع قيادتها والسماح لهم بالعمل السياسي بحرية، وإلغاء جميع قرارات التحفظ على أموالهم.والطرفان ينتظران ماذا سوف ينفذ الطرف الآخر من هذه المطالب.بعد 4 مؤتمرات للشباب بقيادة الرئيس السيسي.. هل بدأ بالفعل تمكينهم في مؤسسات الدولة؟تم جزئيا، وهذه المؤتمرات بداية جيدة وأتمنى أن تستمر، ولكن لدي تحفظًا وحيداً عليها وهو أنها تعاملت مع 2 % فقط من الشباب المصري، لو قلنا أن كل مؤتمر من الأربعة حضره 5000 شاب مصري، إذًا مجموع من حضروا 20000، من ضمن 20 مليون شاب في مصر، ارجوا أن يتم توسيع قاعدة الحضور، وأن يشمل الحضور أبناء القرى والمراكز الفقيرة.تحدثت كثيرًا عن أهمية انتخابات المحليات بالنسبة للدولة.. ما أوجه هذه الأهمية؟المجالس المحلية مهمة جدا، وسوف تشكل نقلة كبيرة في إدارة الدولة، لو تمت بالشكل الصحيح وشاركت فيها جميع الأحزاب، لأن المحليات في النهاية هي اللبنة الأساسية في بناء كل دولة، وهناك مقولة إنجليزية معناها «أن كل السياسة تبدأ من المحليات».كيف ترى دور الأحزاب الآن في السياسة المصرية؟أراه ضعيفًا ومهزوزًا باستثناء، حزب المصريين الأحرار، واقصد هنا الخاص بنجيب ساو يرس وأنصاره، لأنهم الحزب الأساسي.هل ترى منافسا للرئيس السيسي في انتخابات الرئاسة 2018؟من وجهة نظري الوحيد القادر على منافسة السيسي هو الفريق أحمد شفيق، لكنه لن يترشح نظرا لوجود قضايا معلقة ضده، رفعها بعض المحامين، ومن الممكن أن يترشح شخص ما لكنه لن يكون مرشحا قويا أو حقيقيا، فقط سوف يعطي الانتخابات شكلا أكثر ديمقراطية أمام الغرب.نكمل في ملف الرئاسة.. لماذا قلت إن المستشار عدلي منصور أفضل من حكم مصر؟بالفعل هو كذلك نتيجة احترامه ووقاره لمنصبه كقاضٍ أولا وكرئيس للدولة ثانيا، وكونه قليل الكلام وكثير الفعل، وترك منصبه بدون ضجة واختفى بعدها عن الساحة بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه.هل ترى أن هناك مؤامرة دولية على مصر؟«المؤامرة الدولية» فزاعة في مخيلة بعض الإعلاميين، للاختباء خلفها بعد كل سقطة داخلية، وكنا نقول في السابق إن إسرائيل وأمريكا، هما من يخططان لإسقاط مصر، والآن علاقتنا بهما جيدة للغاية، وواعده باعتراف الرئيس السيسي .ما تقييمك لدور الجامعة العربية في الوقت الراهن؟محدود ومتواضع، على مستوى الأداء، لكن على مستوى الهيكل، مهم ومفيد حينما تتفق الأطراف العربية الأساسية على قضايا رئيسية، وتقدم الجامعة إطار ووعاء لهذه الدول لتبلور وتنفذ ما اجتمعوا عليه من خلالها.كيف ترى الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل وجود دونالد ترامب على رأس السلطة؟ترامب سياسي أمريكي، «مهووس»، وأتى إلى موقعه كاستثناء صاخب في السياسة الأمريكية، ولذلك لا أتوقع أن يفوز بفترة رئاسية جديدة، وإن كان هناك ضغوط تمارس عليه الآن لعدم استكمال فترته الرئاسية الأولى، على خطى ما حدث مع نيكسون في فضيحة وترجيت.

شارك الخبر على