بحر وتاريخ ولؤلؤ وكثافة تنسج الفرص

أكثر من سنتين فى البلاد

"الكثافة تنسج الفرص" قصة الحكاية، وحكاية كل القصص التي تسردها أعمدة التجانس والثقافة والتمازج في جناح البحرين بأكسبو دبي 2020، والذي أضحى من الوهلة الأولى محطة تلاقي لكل زوار الحدث العظيم، والذين انبهروا وتحدثوا كثيراً عن البحرين وعن جناحها الفريد.

بالقرب من بوابة "فرص" بأكسبو دبي، يقبع جناح البحرين المعدني البراق، وهو يتأمل الزوار والرواد والمتجولين بترحاب، وابداع، واختلاف.

ومن خلال نفق أبيض ناصع وعريض، يتحرك الزوار من أفراد وعوائل وطلبة مدارس وجامعات، بشغف الى ساحة الجناح الكبير حيث يرتكز به 126 عمود عملاق بسماكة 11 سنتيمتراً، تتقاطع بشكل مائل من السقف وحتى الأرض، بتمازج عمراني لا مثيل له بالعالم، وبارتفاع 24 متر.

ويعبر كل عمود من الأعمدة والذي يبدأ من نقاط مختلفة، ليلتقي بنقاط أخرى محددة، الى النسيج البحريني والذي بالرغم من تنوعه، إلا أنه يتحد في نقاط معينه في رفعة شأن مملكة البحرين في كافة قطاعات البناء والنهضة والتنمية المستدامة.

وتسرد ساحة العرض الرئيسية في اليوم الوطني لجناح البحرين بأكسبو دبي 2020 وال ي صادف تاريخ 25 نوفمبر الحالي، تاريخ المملكة وقصص خروج السفن لصيد اللؤلؤ، والوجود البحريني القائم منذ 5000 سنة على جزر المملكة، وعلاقتها الفريدة بالبحر والتي شكلت حضارة دلمون العظيمة.

ورصدت عدسة "البلاد" في زيارتها للجناح وسط أجواء موسيقية لفن الفجري "البحري" والذي أحيته فرقة قلالي للفنون الشعبية، أعداد كبيرة من الزوار وطلبة المدارس والإعلاميين الأجانب، وهم يتابعون ما يحدث بإعجاب وترقب واندهاش.

في كل الأرجاء، يتحرك جموع من الشباب البحريني "من المتطوعين" وهم يشرفون على إدارة الجناح باهتمام بالغ، ويقدمون "المطويات" والمعلومات الوافرة عنه، معبرين -بذات الوقت- عن ثقافة وازدهار ومنجزات وطنهم البحرين.

وفي زوايا الجناح، جلست نماذج حيه وعديدة من التراث البحريني الأصيل وهي تتأمل الزوار بهدوء، كالنسيج، واللؤلؤ، والمحار، لتستوقفهم قسراً، وتدفعهم للتساؤل، عن قصص هذه المقطوعات الجميلة، عن تاريخها، أين بدأ؟ وإلى أين مضى؟ وبأنامل من؟

وتعبر حرفة النسيج أو الحياكة قصة غزل بحرينية تمتد لعوالم عديدة قديمة وغنية بالمكتشفات الأثرية المذهلة، وصولا الى التاريخ الحديث بشكل يتناغم مع روح العصر، ويغوص في اعماقها.

وفي زاوية اللؤلؤ البحريني والتي كانت محطة انظار للجميع، تستحضر الذاكرة تاريخ الغوص العريق، ومشاوير رحلات السفن الى غياهيب البحر للبحث عن الدانات النادرة، المختبئة بعناية في الهيرات، والتي بفضلها أحيت الأرض القاحلة، وبنيت على سفوحها المدارس والمتاجر والأسواق والعمران.

جمال هذه الزاوية، اكتمل بمشاركة بنماذج زاهية لعدد من العقود وأساور اللؤلؤ، مملوكة لثلاثة عوائل عريقة في عالم اللؤلؤ والمجوهرات البحرينية، مثل أبنائهم هذه الحرفة في جناح البحرين بأكسبو دبي 2020، وهي الفردان ومطر وال محمود.

تحدثوا مع الزوار والرواد، واجابوهم عن الكثير من تساؤلاتهم واستفساراتهم حتى وقت متأخر من اليوم، قالوا لهم بالحرف: اللؤلؤ البحريني هو الأفضل بالعالم، هو الأنقى، هو الأصل، هو الأكثر طلباً، وهذه حقيقة لا جداول فيها.

معهد اللؤلؤ الأحجار الكريمة "دانات" كان حاضرا ايضاَ، بشخص رئيسة، نورة جمشير، وبجهاز فحص الدانات والذي كان محط اهتمام أيضا للكثير من الزوار.

مسئولون ووزراء واعلاميون كثر حرصوا للحضور في اليوم الوطني البحريني لأكسبو دبي 2020، تشاركوا كلهم فرحة الإنجاز، وفرحة توصيل الرسالة العابرة لحدود الوطن الى العالم الخارجي، بأن البحرين مستمرة في الازدهار وبناء الحضارة الجديدة، ومنح الفرص.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على