صواريخ غزة إلى تل أبيب والإسرائيليون إلى الملاجئ

ما يقرب من ٣ سنوات فى تيار

الوطن السورية : بالدم والنار وبثبات أسطوري سيكتب التاريخ عنه طويلاً، قلب الفلسطينيون كل المعادلات، واستحالت ذكرى نكبتهم الثالثة والسبعين مناسبة للعزة والفخار، أعلن فيها أبناء الأرض أن فلسطين كلها لن تكون إلا لأهلها، لتنهار إنجازات ومحاولات ليّ ذراع التاريخ وكيّ وعي الأجيال المتتابعة الذي توّجه خراب «الربيع العربي» أمام مشاهد النيران التي أكلت تل أبيب وعسقلان وكل شبر وصلت إليه يد المقاومة، وأجبرت الإسرائيليين بالنزول إلى الملاجئ.
 
إنجازات المقاومة وانتفاضة فلسطينيي الداخل أربكا حلفاء إسرائيل التي استنجدت سريعاً بسلاح المجازر مطلقة وبهمجيتها المعهودة ما استطاعت إليه من قذائف وصواريخ بحق أطفال غزة الآمنين، في وقت لم تتوقف فيه صافرات الإنذار عن الدوي في محيط القطاع الصامد، لتعلن «سرايا القدس» أمس أن «الخضيرة» و«تل أبيب» و«عسقلان» و«أسدود» و«سديروت» و«نتيفوت» وغلاف غزة باتت جميعها «تحت النار»، وقالت في بيان لها: إن «العدوّ اعترف بنشوب حريق في منطقة شاطئ عسقلان بسبب قصف «سرايا القدس» للمستوطنات».
 
بالتزامن اخترقت رشقة صاروخية أمس مستوطنات غلاف غزة وجنوبي تل أبيب وسديروت وكارمي جات، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية بأن «مئات المستوطنين يُخْلون منازلهم في غلاف غزة بعد الرشقات الصاروخية الكبيرة والمكثَّفة» باتجاهها.
 
وأظهرت مشاهد تداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي هروب المستوطنين من شواطئ «تل أبيب» بعد قصفها من جانب المقاومة في غزة، كما أطهرت مشاهد أخرى احتراق بناء في تل أبيب إثر إصابته بأحد صواريخ المقاومة، وشوهد نزول المئات من المستوطنين إلى الملاجئ.
 
وسائل إعلام فلسطينية قالت: إن المقاومة أطلقت من قطاع غزة عشرات الصواريخ مستهدفة للمرة الثالثة تل أبيب، المقامة على أراضي يافا، ومستهدفة أيضاً مستوطنات أخرى في عسقلان وأسدود في الأراضي المحتلة عام 1948 ومستوطنة سديروت شمال قطاع غزة.
 
وتحدثت وسائل إعلام العدو عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين في تل أبيب، ما يرفع عدد قتلى المستوطنين إلى ثمانية إضافة إلى مقتل أحد قوات الاحتلال وإصابة أكثر من 120 آخرين بصواريخ المقاومة التي أطلقت من قطاع غزة.
 
ردّ المقاومة جاء بعد قيام طيران الاحتلال فجر أمس بقصف منازل الفلسطينيين في مخيم الشاطىء وتل الهوا غرب القطاع وتلة قليبو في جباليا شماله ومخيم البريج جنوبه ما أدى لاستشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين بينهم أطفال.
 
كما استهدف طيران الاحتلال بالصواريخ أحياء الزيتون والرمال والصبرة وسط القطاع ما أدى لإصابة فلسطيني بجروح وإلحاق أضرار مادية بمنازل وممتلكات الفلسطينيين، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى 145 شهيداً بينهم 41 طفلاً والجرحى إلى 1100 بينهم 313 طفلاً.
 
تطورات ما يجري في غزة امتدت لتشمل مدن الضفة الغربية التي انتفضت في وجه العدوان وسجلت الخليل سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى.
 
في وقت شهدت عواصم أوروبية سلسلة تظاهرات تضامناً مع الفلسطينيين، حيث خرج الآلاف في العاصمة البريطانية لندن ومدن سيدني وملبورن وبريزبن وأداليد وبيرث في أستراليا وولاية كاليفورنيا ومدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية بتظاهرات حاشدة نددت باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني.
 
على صعيد موازٍ، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأميركي جو بايدن للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ليل السبت، حيث وعد بايدن بالعمل على الأمر بأسرع وقت.
 
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن وخلال اتصال أجراه مع الرئيس عباس أكد التزام واشنطن بتعزيز الشراكة الأميركية الفلسطينية، كما أعرب بايدن عن دعمه للخطوات التي تمكّن الشعب الفلسطيني من التمتع بالكرامة والأمن والحرية.
 
وحسب البيت الأبيض فقد «أكد بايدن التزامه القوي بحل الدولتين باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى حل عادل ودائم».
 
من جهته، قال مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إن محادثة بايدن مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تشير إلى أن المناورة السياسية لـ«إسرائيل» تنتهي، لافتةً إلى أن «بايدن تحت ضغط غير مسبوق من الحزب الديمقراطي لإنهاء العملية العسكرية في غزة».
 
تأتي هذه التطورات في وقت جدّدت فيه دمشق التأكيد أنها لن تدخر جهداً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والوطني.

شارك الخبر على