الفاروق عمر بن الخطاب

ما يقرب من ٣ سنوات فى الوفد

العظماء..الحكماء.. المشاهير، تؤخذ العبرة والحكمة والفائدة من نتاج ما قالوه، نفعوا وانتفعوا بما قالوا، لذلك فهم لا يرحلون، لأنهم يتركون أثرًا خالدًا فى وطنهم وذاكرة شعبهم، وتتناقل الأجيال سيرتهم، فهى خلاصة ما مرّوا به، فكتبوه ودونوه، وسمع عنهم، فأخذوه، لتصلنا كلمتهم منقحة لا تشوبها شائبة، لذلك يبقى ذكرهم خالدًا.

قيمة الإنسان فى الإسلام ليست مقصورة على المسلمين، وإنما جعلها الله للناس عامة، فكل إنسان هو مكرّم، وكل إنسان له قداسة عند الله تبارك وتعالي، وتنبع قيمته من قيمة خالقه، ولا يعلم قيمة المخلوق إلا من خلقه، ألم يكن هو من خلق هذا الإنسان بيده من طين، واختلطت بروحه التى نفخت فيه، فصارت إنسانًا فى أحسن تقويم، وفى أكمل صورة، وذلك قمة التكريم، وحينما قال الله عز وجل {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} لم يقصر التكريم على أمة بعينها، ولكن كرم كل روح من أرواح بنى الإنسان نفخ فيها، فقال تعالى إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين وكتب على نفسه أقواتهم حتى ولو عصوه عز وجل، فقال تعالى وَما مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها، وعلم ذلك التكريم نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم فقدس قيمة الروح وهذه النفس، وجسد تلك المكانة حين مرت به جنازة يهودي، فوقف لها واغرورقت عيناه، ولما سُئل، قال عليه الصلاة والسلام: أوليست نفس؟، لذلك ومن منطلق أنه صلى الله عليه وسلم حينما نظر إلى الكعبة، فقال: لقد شرفك الله، وكرمك، وعظمك، والمؤمن أعظم حرمة منك أجاب عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن سؤال رجل له: ألا تكسو الكعبة بالحرير؟ قائلًا رضى الله عنه: بطون المسلمين أولى!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على