«نسمة» المرشدة السياحية ترصد التاريخ المصرى منذ ما قبل التاريخ حتى كسوة الكعبة

حوالي ٣ سنوات فى الوفد

قامت الوفد بجولة داخل المتحف القومى للحضارة المصرية القديمة بالفسطاط، لرصد إقبال المصريين والأجانب على زيارة المتحف الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم السبت الماضى على هامش انطلاق المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى موضعهم الأخير بمتحف الحضارة، حيث أبدى الزوار شغفًا كبيرًا بالقطع والمقتنيات الأثرىة الموجودة بقاعة العرض الرئيسية.
واصطحبت نسمة أحمد الأثرىة بمتحف الحضارة، محررو الوفد فى جولة بالقاعة الرئيسية لشرح مراحل تطور المصرى القديم، حتى وصل لقمة مجد الحضارة المصرية.
قالت نسمة أحمد، أمينة وأثرىة بالمتحف القومى للحضارة المصرية القديمة: إن قاعة العرض الرئيسية بالمتحف تضم كل العصور التاريخية التى مرت بها مصر بداية من العصر الحجرى ثم عصور الآسرات، ثم اليونانى الرومانى، والعصر القبطى، والإسلامى، ثم العصر الحديث، مضيفة: نحن فى أول عاصمة إسلامية فى مصر حيث مدينة الفسطاط، التى بُنى عليها المتحف وفكرة انشائه ترجع لعام 1983، وفى 2017 تم افتتاح القاعة المؤقتة.
ما يوجد فى متحف الحضارة لا يوجد فى أى متاحف أخرى، وذلك لأنه يتناول الحضارة المصرية بكل جوانبها منذ بداية نشأة المصرى القديم، فعند الدخول للقاعة يوجد فى ناحية مجسم لفكرة الكهف وهو السكن الأول للمصرى القديم، ويحتوى المتحف على أقدم هيكل عظمى فى التاريخ نزلة خاطر، حيث يرجع تاريخه لـ35 ألف عام وعثر عليه فى محافظة سوهاج أثناء عمل البعثة البلجيكية.
وأوضحت نسمة، أن المتحف يحوى نماذج لتطور المصرى القديم وكيفية معيشته بداية من استخدام الأدوات الحجرية، حيث توجد أحجار يرجع عمرها إلى 2مليون و500 ألف عام، جميعها يعكس تطور المصرى حتى الوصول لنحت رؤوس السهام من الحجر، مؤكدة أن المتحف يستعراض موضوعات تكشف جوانب الحضارة المصرية.
وهناك فاترينة تستعرض صناعة الفخار من تمى النيل وهى من أشهر الصناعات التى بتعبر عن الحضارة المصرية، فضلًا عن عرض شيق للزراعة عند المصرى القديم واستعراض للآلات التى كان يستخدمها المصرى فى الزراعة من الفؤوس والسهام والمناجل، إضافة إلى الصوامع التى كان يخزن بها الغلال والحبال التى كانت وسيلة للقياس كلها نماذج أثرىة تؤكد أن المصريين هم رواد ولهم السبق فى كل مناحى الحياة.
وخلال الجولة، شاهدنا تمثال المهندس سنموت وهو من أهم وأشهر المهندسين وكان وزير الملكة حتشيبسوت، حيث كان المصريين القدماء متقدمين فى فن العمارة، وأيضاً كرسى الملكة حتب حرس الذى يرجع للأسرة الرابعة، وتمثال الملك تحتمس الثالث، ومجموعة سن نيجم التى عثر عليها فى مقبرته كاملة، والعجلة الحربية.
صناعة الغزل والنسيج من ضمن الجوانب التى برع فيها المصرى القديم، لذلك لها ركن داخل قاعة العرض توضح صناعة الثياب ونسجها وتلوينها، فالمصرى القديم أول من صنع الأصباغ الطبيعية من قشر الرمان وغيره من النباتات الطبيعية واستخدم الشبه فى تثبيت الألوان، حيث كان كل العاملين ف الورش من السيدات.
وتضم قاعة العرض، نموذجًا للوحة التطهير حيث كان الملك أو الكاهن حتى يحصل على الشرعية يجب أن يتطهر من قبل إلاهين وهو طقس من طقوس المصريين القدماء، فضلًا عن فاترينة الطب وبها أول قدم تعويضية، حيث يعد المصرى القديم أول من اخترع وصنع قدم تعويضية، بالإضافة لمجموعة من الأدوات الطبية المستخدمة.
وبرع المصريين القدماء فى علم الفلك والمواقيت، فكان لديهم ما يعرف بالساعة الشمسية والرملية لحساب الوقت، وهى تماثل الأسطرلاب فى العصر الإسلامى، ويوجد نسخ أصلية لهم فى قاعة العرض بمتحف الحضارة.
ومن العصر الفرعونى إلى العصر اليونانى والرومانى، حيث يضم المتحف نماذج لمعبوداتهم والعملات والبرديات التى ترجع لعصرهم، ثم الانتقال للعصر القبطى، حيث النسيج القبطى ورسوم القديسين التى اشتهرت بالعيون الواسعة وزى يعرف بالتونيه أو البطرشيه وهو كان يرتديه رجل الدين المسيحى، وأيضاً المنجلية المخصصة لوضع الإنجيل عليها بالكنيسة وهى أشبه بكرسى المصحف، وتضم القاعة مقتنيات، خاصة بالديانة اليهودية، حيث لفائف التوراة وهى الجراب الذى يحفظ فيه الكتاب المقدس بالديانة اليهودية.
وهناك ركن خاص ومتميز للعصر الإسلامى، يضم آخر كسوة للكعبة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والمحمل الذى كانت تُرسل عليه الكسوة من مصر للحجاز، ونسخة من مفتاح الكعبة، والمنبر الإسلامى الخاص بأبو بكر مزهر من العصر المملوكى، ومرسى المصحف فى عهد الناصر محمد بن قلاوون، وكرسى مصحف من النحاس مطعم بالفضة من العصر المملوكي.
ويضم الركن الخاص بالعصر الإسلامى، نموذجًا للمشربية الخاصة بفن العمارة الإسلامية، ونموذجًا لسبيل وهو عنصر معمارى مهم جدًا ويعلوه كُتاب لتعليم الأطفال، وماكيتات لأهم نماذج العمارة الموجودة فى مصر مثل مدرسة السلطان حسن وهى نموذج فريد من العمارة الموجودة ومنزل زينب خاتون وبيت السحيمى، فضلًا عن الخزف الإسلامى وتطوير صناعة الفخار.
أما عن العصر الحديث، فيضم سجادة من العصر التركى كانت موجودة فى قصر الأمير محمد على بالمنيل، وتمثال للخديو إسماعيل والنياشين التذكارية التى حصل عليها، وصورة لمحمد على مؤسس مصر الحديثة، وتمثال طلعت حرب، فضلًا عن نماذج تراثية مثل منزل النوبة وملابس المرأة السيناوية والبدوية والفلاحة والصعيدية.

شارك الخبر على