باتفاق.. أو بدونه.. الكل خاسر!

أكثر من ٣ سنوات فى أخبار اليوم

عندما قرر رئيس الوزراء البريطانى الأسبق «ديفيد كاميرون» قبل أربع سنوات تنظيم استفتاء حول بقاء بلاده فى عضوية الاتحاد الأوروبى كان واثقا أن الأغلبية ستكون معه فى البقاء وأنه بذلك سوف يوقف تصاعد الأصوات المطالبة بالخروج من الاتحاد أو ما أطلق عليه «البريكست» لأنه ــ كما ترى يمس بالسيادة القومية ويضر بالمصالح الاقتصادية لبريطانيا.
لكن الامور سارت فى طريق مختلف جاء التصويت لصالح «بريكست» بأقل من ٢٪ من الاصوات. ذهب «كاميرون» الى الظل، ودخلت بريطانيا والاتحاد الأوربى معا الى قلب المشاكل التى استمرت حتى الآن وستتصاعد حتما اذا لم يصل الطرفان ــ خلال أيام قليلة ــ إلى تسوية تمنع وقوع «الطلاق» دون اتفاق بكل ما يعنيه ذلك من أعباء فادحة يدرك الطرفان الآن أنها فوق الطاقة!!
منذ البداية كانت قضايا الخلاف صعبة، لكن الأمور بعد ذلك زادت تعقيداً مع الخشية من تحول الخروج البريطانى الى نموذج لدول أوربية أخرى تفكر فى نفس الطريق ومع تصاعد حركات اليمين المؤيد له ووطأة الأوضاع الاقتصادية المتراجعة.. ثم مع وصول «ترامب» لحكم أمريكا وانحيازه لـ«البريكست» ووعده بمساعدة بريطانيا بالخروج ودعوته لدول أوربية أخرى ان تسير فى نفس الطريق.
لكن الأسوأ أن الموعد النهائى للخروج الصعب يأتى فى ظل كارثة «كورونا» التى لم تكن بالطبع فى حسبان أنصار «البريكست» أو أعدائه عندما دعاهم «كاميرون» للاختيار قبل أربع سنوات. تكاليف «الخروج» هائلة على الطرفين وحتى فى ظل ظروف عادية فكيف الامر مع اقتصادات منهكة وأوضاع معيشية تزداد سوءا ومدن نصف مظلمة تأخذها «كورونا» من موجة لأخرى فى انتظار الخلاص؟! محاولات المحافظات الأخيرة للخروج من المأزق مستمرة الواقع القاسى يفرض نفسه على الطرفين للاختيار بين الخروج باتفاق يتقاسمان خسائره، أو الطلاق بدون اتفاق وبخسائر فوق الاحتمال!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على