حوار الأديان في مسرحية يا رب تستأثر باهتمام النقاد في الجزائر

أكثر من ٧ سنوات فى ونا

الوطنية العراقية - ونا / الأثنين 16 كانون الثاني 2017 / بغداد / ضمن المهرجان العربي التاسع للمسرح بالجزائر، قدّم منتدى المسرح التجريبي عرضاً لمسرحية (يارب) عرضا من تأليف “علي عبد النبي” وإخراج “مصطفى الركابي” وتمثيل “سهى سالم” و “فلاح إبراهيم” و”زمن الربيعي”. العرض المسرحي الذي قارب ساعة ونصف من الزمن وعبر ثلاثة مراحل صممه سينوغرافيا “ابراهيم فلاح”، وبدأ من بهو مسرح وهران الجهوي، عندما تابع الجمهور ورجال الاعلام والنقاد عرضا تمهيديا عن علاقة الانسان بالخالق في زمن القهر والجمر والصمت والمعاناة والعبث أيضا، فكانت الدراما السيكولوجية حاضرة من البداية وكان التجريب سيد الموقف على مدار ربع ساعة تقريبا في الظلام أمام خلفية عرض في القاعة قبل الدخول للخشبة، واقتصرت الشخصيات على أم في الخمسينات وموسى الذي يفوقها عقدا من الزمن والمكان واد كبير يسمى الواد المقدس. في مسرحية “يا رب” مقاربات فلسفية واستنطاق لعمق الإنسان والداخل، ثم علاقته بالخلق، من خلال محاولة استفزاز الآخر في يومياته بما تعرف من أسئلة كثيرة من المخلوق للخالق، ثم مآسي الإنسان منذ بدايات الحياة مع إحالات إلى عتاب العاشق لمعشوقه، عبر ثلاثية تبدأ العتاب وتمر للسؤال والدعاء وفي النهاية العودة إلى الرب ورجاء الأمهات الثكلى بأبنائهن. الساعة في يد الأم والعرض يبدأ، ليتكرر المشهد في رد الله على الأمهات اللائي أوكلن الأم مهمة الترجي لله، صوت القرآن يصدح في المسرح من الخشبة وحديث عن الموت لمدة قاربت الثلاث دقائق في عرض مدته وفقا للقائمين على المسرحية تمتد لعشرة دقائق، وبين الدقيقة والدقيقة حكاية حياة وموت، مع تقديم مقطع نسوة يمشين في طريق الحياة رفضا للموت، مع القليل من الكوريغرافيا التي أحالت المشاهد لطائفية غير معلنة في العرض داخل دولة افتراضية لم يكشف المخرج عمدا هويتها، مع الاشارة الى مقطع من فيلم سينمائي للمخرجة نادين لبكي “هلا لوين”، التي قدمت ضيعة وحرب على التلة ومقبرة وأحياء فارغة تبحث عن الحياة في مشهد مرور النسوة بلباس أسود قاتم من نساء متحجبات إلى غيرهن وغناء حزين. الفنانة سهى سالم وهي ترافع للقضية الانسانية في الواد المقدس أحالت الجميع إلى قصة النبي موسى عليه السلام، مكررة رجاءها وأمانيها في غد منصف للأبناء، وهي التي فقدت الجميع ولم يتبق لها سوى حلم واحد لابن قد يعود تنتظره وتعتقد أنه قادم، غير أنها تصدم مجددا لأنه لن يأتي رغم وقع الاقدام التي وظفها المخرج.تمكّن المخرج من تقديم إضافة للنص المكتوب عبر نص ثاني للخشبة، رغم حذفه عدة مشاهد منها الاتصالات الهاتفية بين الأمهات وهي في الواد المقدس ثم عريضتهن في مواقع الاتصال الإلكتروني وفيسبوك مثلا، فكان “مصطفى ستار الركابي” وهو يقدم العمل المشترك الثالث الذي يخرجه لنفس صاحب النص، الكثير من المفاتيح التي وظفها في رؤيته الإخراجية لصناعة العرض، ورؤيته في هذا العرض، من خلال عديد الجوانب التقنية مع استعمال قصديته في إحداث الصدمة بالجرعة الدرامية النفسية الزائدة لدى المتلقي بعدما حضره نفسيا في الظلام لولوج واستقبال شخصية موسى النبي. مسرحية يا رب أعادت الحديث عن علاقة العبد بربه في سينوغرافيا راقية استغلها المخرج رغم بساطتها وانتقل بها من مشهد إلى آخر مع استعمال تقنيات سينمائية في العرض أثثت للمسرحية التي استعمل فيها المخرج صداما معلنا وإن خفت أصواته المتعددة بين النبي والعبد.//انتهى/ندى/وزرات/الثقافة/الاعلام

شارك الخبر على