علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (١٣ رجب ٢٣ ق هـ/١٧ مارس ٥٩٩م - ٢١ رمضان ٤٠ هـ/ ٢٧ يناير ٦٦١ م) ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام وصهره، من آل بيته، وكافله حين توفي والديه وجده، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة محمد بثلاثة أيّام وآخاه محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعلي بن أبي طالب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن علي بن أبي طالب
كانت السماء – مساء السبت في كامل صفائها كما نقول نحن، أو فقيرة بالسحب كما يقول أهل النرويج، وعليه ذهبت إلى الموعد مشياً، جسم البشر في بلاد الثلج يتلذذ كثيراً بأشعة الشمس ولهذا يهرع الجميع نحو الهواء الطلق نصف عرايا كلما غابت السحب من كبد السماء. كان أهل الدار مع أطفالهم في حديقة المنزل، وبعد تحية المساء وأخذت مكاني إلى جوار طاولة الفناء دون أن أعتني كثيرا بالرد على كلمات الترحيب الشكلية. هانس مرحبا بك اُغاس، أنت لا تزور الناس لا بمواعيد مسبقة، أوربي أكثر من الأوربيين، ازداد الشيب في شعرك قليلاً، الدردشة في الهواء الطلق مفضلة عند الأفارقة في النرويج أليس كذلك هاجي اُغاس. اُغاس بكل تأكيد يا هانس، نحن نقضي أعمارنا تحت ظل الشجر هناك في إفريقيا، ونتحدث بصوت عالي لأن ليس لدينا ما نخفي، وأنتم محرومون عن تلك النعمة، أعماركم تنتهي بجوار المدفأة في غرفة الجلوس وتتحدثون بصوت منخفض لأن دنياكم كلها أسرار. هانس لكل قاعدة شواذ يا أوغاس، وها نحن اليوم في النرويج نلتحف السماء كالأفارقة، ولكن دعنا عن كلام الطبيعة إلى كلام الرجال في بلادكم، ياريت كنت من الصومال، أتزوج وأطلق مثني وثلاث، وأنكح ما طاب لي من النساء حسب مزاجي دون رقيب أو حسيب، أنتم إلى الطبيعة أقرب من هذا المجتمع المقتول بالتقنين؟ اُغاس هل توافقين زوجك في هذا الكلام الرائع يا ماريا؟. ماريا أي روعة في مقولة هذا الشيخ المسن، التشريع لصالح الضعيف هو ما يميزنا نحن البشر عن أقاربنا في مملكة الحيوان، ابن عمنا الشمبانزي فرض عليه التطور أن يبقي في أحضان الطبيعة وفرض علينا أن نعيش في أحضان العقل، نكاح ما طاب لكم من النساء، والطلاق في أي وقت طاب للرجل الطلاق ظلم فادح، للمرأة والأطفال. المرأة عندكم تتوقع الطلاق في أي لحظة، وقد يأتي لها نبأ طلاقها وهي تغسل ملابس زوجها أو ترتب سرير نومه، هذا شيء محزن للغاية وجزء من قدر المرأة المحتوم في ثقافة بلاكم، نحن في هذا البلد نحترم حقوق الحيوانات المنزلية وتلك الطليقة في الغاب، فما بالك بالزوجة وأم الأولاد وسر استمرار الحياة في المجتمع. هانس أقل ما يقال عن نظام العلاقة الأسرية لديكم هو أنه نظام دكتاتوري ظالم، يضع كل السلطات في يد الرجل، ومستقبل الزوجة والأطفال معلق بقراره الشخصي الخاص، بل ومن حقه أيضا زواج ما طاب له من النساء دون استئذان زوجته الأولي أو حتى اشعارها بذلك! أوغاس وهل كل السلطات في يد الزوجة هنا، أسمع من المغتربين إلى هنا أن حقوق الكلب والطفل والمرأة تسبق حقوق الرجل هنا في النرويج؟!. ماريا الكلب عضو كامل العضوية في الأسرة نتبادل معه الحب والاحترام، والقانون يراقب علاقة الاسرة بالكلب كما يراقب علاقة الوالدين بأطفالهم، كل شيء في هذا البلد مقنن كما قال هانس، وفي الماضي البعيد وقبل أن يقرر إله السماء إرسال رسله وانبيائه إلى شعوب الشرق الاسط دون غيرهم من البشر كان قانون الزواج الفي كينغ الوثني في كل شمال أروبا يعطي لكل من الزوج والزوجة حق طلاق الآخر إن كان ذلك هو الحل الأمثل من وجه نظر أحدهم، ثم جاءت المسيحية الكاثوليكية، فسلبت من الاثنين حق الطلاق، وقالت لا طلاق بعد اليوم بل زواج دائم وحتى وإن تحول الي جحيم أبدي، ثم جاء البروتستانت، وقالوا شريعة الكاثوليك شركٌ وكفرٌ بغيض، وأعادت حق طلاق لكل من الزوج والزوجة تماما كما كان الحال قبل استيراد أديان السماء إلى بلادنا، ثم جاء عصر التنوير فوضعت الدولة حق الطلاق في يد القضاة في المحاكم. المجتمع مثل الكائن الحي ينمو ويتطور، ويزداد عقلا ووعياً وتعقيداً، وعلى القوانين أن تهرول خلف تغير المجتمع، ولا أصبحت نقمة معيقة لتطور قيم الشعوب. اُغاس ولم كل هذا التعقيد؟ لماذا لا تترك الدولة الناس ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم؟ هانس لأن الأسرة هي اللبنة الأولي والأساسية في المجتمع، وهذا اللبنة يجب أن تكون صلبة للوصول إلى مجتمع متماسك ومن ثم دولة قوية... الدولة تحب أن تكون قوية ومرنة، وعليه تقوم بصيانة مفاصل الأسرة كي تزداد مرونتها ومن ثم انتاجها المادي والمعنوي. هذا هو المنطق المعتمد! اُغاس أجل. ماريا الدولة هنا تعمل المستحيل لتحافظ على تماسك الأسرة، هناك حوافز مالية، وإعفاءات ضريبية للمتزوجين، وإجازة عن العمل للأم من أجل رعاية الأطفال وأخرى للأب لنفس الغرض، ثم الإجازة الصيفية، وإخصائيون اجتماعيون متخصصون في حل المشاكل الأسرية، وفي نهاية المطاف يصب كل هذا في صالح الدولة. اُسرة متماسكة تؤدي إلى مجتمع مستقر، وهذا بدوره يؤدي الي دولة قوية تستند على قاعدة اجتماعية صلبة، وفي نهاية القصة الدولة تخدم نفسها بأسلوب يفيد المجتمع، العائلة والفرد،إلا ان الحال في بلادكم يختلف عن هذا كثيراً. اليس كذلك؟. اُغاس بكل تأكيد للأسف، ولو كان لدينا عُشر ما لديكم من نظم وقوانين لما هاجر أحد منا الي صقيع في شمال العالم، وانا – في حقيقة الامر اُفضل ظلال أشجار المانجو الوارفة على مدفأة غرفة الجلوس، الا أن للضرورة احكام. هانس ولكن بين أيديكم كتاب الله وسنة رسوله، ما ان تمسكت بهما لن تضلوا أبداً. اُغاس هذه عبارة يرددها خطيب المسجد يوم الجمعة، ويتركها عند المنبر ليعيد ترديدها في الجمعة القادمة، ومن قبل قال علي بن أبي طالب "القرآن بين دفتي المصحف لا ينطق ولكن يتكلم به الرجال". نظام الاسرة العقلاني في بلادكم أنتج عائلات مطمئنة، مجتمع مستقر ومن ثم ودولة متطورة تعود المجتمع دوما نحو غد أفضل. أما نظام الأسرة الرباني في بلادي الصومال فينتج عائلة مضطربة، مجتمع غير مستقر وبالتالي دولة هشة تصارع الموت. ما نحتاج إليه كي نخرج من هذه الورطة الأبدية هو إعادة تعريف ما نقصد به مصلح "الأسرة" ثم صياغة قوانين تحقق تكافؤ كفتي ميزان العلاقة الزوجية،لأن استقرار الأسرة لا يكون إلا بعلاقة عادلة تحفظ حقوق الأطراف الضعيفة (الام والأطفال) قبل ان تحفظ حق الطرف القوي الرجل الزوج. ماريا ولكن ما السبيل إلى ذلك في مجتمعكم الذكوري؟ اُغاس قبول قيم الحداثة التي تسربت حتى إلى مخادعنا، بعد أن أصحبنا نعيش في قرية كونية ذات بيوت زجاجية تبرز مساوى كل أسرة ومجتمع أكثر مما تستر، وكلنا بالغريزة نحاول اقتباس وتقليد كل ما هو جميل وإيجابي عند جارنا. تلك هي طبيعة البشر عبر الزمان والمكان. هانس كلام إيجابي، ولكن ما هي أحلامك نحو التغيير؟ اُغاس إلغاء كلمة "المهر" تماماً من قاموس تكوين الاسرة، هذه هي الخطوة الأولى للمساواة بين رب الأسرة وربة الاسرة، وبهذا لن تعود الزوجة بضاعة اشتراها الزوج من ولي أمرها بماله الخاص. ثم تجاوز بند " النفقة" الذي يوجب على الزوج الإنفاق على زوجته حتى وإن كانت صاحبة مال وفير. هذا البند تفوح منه رائحة أن الزوجة ليست شريكة زوجها في السراء والضراء، بل مجرد امرأة تم استئجارها على شرط "الانفاق عليها" ومن حقها ان تعود الي من حيث أتت اذ لم يستطع الزوج الوفاء بهذا الشرط. وأخيراً، إلغاء نظام تعدد الزوجات كما حدث في تونس منذ خمسينيات القرن الماضي لأن هذا النظام لا يعني سوى "رجل يعيش مع مجموعة نساءٍ تجمعهم علاقة الغيرة والبغض والحقد والتنافس على قلب الزوج" وهذا لا يساعد على تأسيس أسرة متعاونة ذات هدف وغاية واحدة تؤسس لمجتمع مستقر ودولة مستتبه تقود المجتمع إلى نحو الأفضل كما هو الحال في المجتمعات المتقدمة. إلى جوار ذلك يؤدي الغاء بندي " المهرة والنفقة" من نظام تأسيس الأسرة بالضرورة الي وضع قرار الطلاق بين الزوجين في يد القضاء والمحاكم، بدلاً من أن يكون في يد صاحب المهر والنفقة، وهذا هو العدل عينه. هانس هل كلامك هذا يحمل في طياته دعوة إلى الثورة على كل ما هو قديم في المجتمع، اليس كذالك؟ اُغاس قصف القيم البالية من جذورها واستبدالها بقيم أكثر مرونة ضرورة حتمية تفرضها رغبة المجتمع في التغير من أجل اللقاق بآخر عربة في قطار الحداثة.
قارن علي بن أبي طالب مع:
شارك صفحة علي بن أبي طالب على